jo24_banner
jo24_banner

غاز المتوسط يهدد الاستقرار الإقليمي

خالد الزبيدي
جو 24 :

تؤكد الاستكشافات الاولية ان شرقي البحر الابيض المتوسط يختزن نحو 22 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الى جانب مليار برميل من النفط الخام في أماكن متفاوتة البعد عن الشواطئ السورية واللبنانية والفلسطينة والمصرية وخصوصا شاطئ قطاع غزة وتتفاوت ما بين 40 الى 120 كم، مما يجعل شرقي المتوسط من اكبر مكامن الغاز الطبيعي.
الكيان الصهيوني يحاول فرض سيطرته على غاز المتوسط مستندا الى دعم سياسي وتقني امريكي وضعف سياسي عربي، الا ان تدخل القوة الروسية المهيمنة في سوريا وبتعاون مع انقرة، هدد مشروع تل ابيب بالهيمنة على غاز ونفط المتوسط الذي يسعي الوصول الى اوروبا عبر اليونان بما يشكل تهديدا للغاز الروسي الذي يمد انابيب الغاز الى غرب اوروبا منذ عقود.
لبنان تعاقد مبدئيا مع إئتلاف نفطي عالمي ( كونسورتيوم يضم توتال الفرنسية، إيني الايطالية، ونوفاتك الروسية)، للتنقيب عن النفط والغاز في الرقعة البحرية رقم 4، والرقعة البحرية رقم 9 البالغة مساحتها 860 كم2، ويدعي الكيان الصهيوني ان الرقعة البحرية الاخيرة يشترك فيها مع لبنان، وهو ما نفته بيروت، وهو ما اعتبره محللون ان محاولات الكيان الصهيوني هي فرض نوع من التطبيع القسري وهو ما يرفضه لبنان.
واشنطن بدورها تسعى للتوسط وإبعاد الروس عن المنطقة، الا ان زيارة وزير الخارجية الامريكي السابقة لم تنجح وبقي الخلاف قائما، الجانب المصري لم يحصل على اتفاقية محاصصة مع الكيان الصهيوني حتى الان، الا انه استطاع زيادة انتاج الغاز الطبيعي لمستويات عالية تجاوزت 7 مليارات قدم مكعب يوميا، مما جعل مصر تغطي كامل احتياجاتها من جهة والبدء بالتصدير من جهة اخرى وتتطلع القاهرة لزيادة صادراتها من مكامن الغاز الشاطئية مقابل شمال سيناء.
الكيان الصهيوني لايأبه بالاتفاقيات والقانون الدولي الذي ينص ..على ان تتقاسم الدول المطلة على البحر ثرواته كل حسب طول شواطئها حسب اتفاقية برشلونة، الا ان الكيان الصهيوني وبدعم امريكي يحاول الاستحواذ الكامل على ثروات البحر المتوسط من الغاز والنفط وهو ما ترفضه الدول الشاطئية .. سوريا ولبنان وفلسطين وقبرص وتركيا.
مشروع انبوب الغاز من الجانب الصهيوني الى اليونان ثم الى ايطاليا بطول يصل الى 1300 كم بعمق ثلاثة كم ومن ثم 900 كم من اليونان الى ايطاليا والى عدد من الدول الاوروبية، وتبلغ الكلفة التقديرية للمشروع اكثر من سبعة مليارات دولار سيتم تمويلها من اوروبا وينجز في العام 2025، كما تسعى تل ابيب الوصول الى اسواق جنوبا وشرقا وتقدم نفسها قوة نفطية عملاقة وهو ما يواجه برفض كبير.. غاز المتوسط احد الاسباب التي قادت الى اعتداءات كبيرة على سوريا خلال السنوات الثماني الفائتة..

 
تابعو الأردن 24 على google news