إنّه يوم الأرض … إنتبه أيها الفلسطيني .. أيها العربي .. أيها العالم !
كتب عاطف زيد الكيلاني - كان تاريخ 30/3/1976 م يوما مفصليّا في تاريخ القضيّة الفلسطينيّة وتاريخ الشعب الفلسطيني.
كان يوما توحّدت فيه قيضات الآلاف من شباب فلسطين لتشكّل قبضة واحدة موحّدة وجّهت لكمة سجّلها التاريخ إلى الوجه القبيح للكيان الصهيوني بكل مؤسساته، العسكرية منها والمدنيّة.
كان يوما صعدت فيه أرواح كوكبة من شهداء الشعب الفلسطيني إلى بارئها ، علّها تجد في ملكوته ما افتقدته من عدل على الأرض.
وها هو الشعب الفلسطيني ، ومعه كل أحرار العالم وكل الشعوب المناضلة من أجل الإنعتاق ، والتوّاقة لنسائم الحريّة والإستقلال وتقرير المصير ، ها هم يحيون اليوم هذه الذكرى مستذكرين من خلال إحياءها كل ما تعنيه من معاني الشموخ والعزّة والفخر والإصرار والبطولة.
في ذلك اليوم البعيد ، الثلاثين من آذار / 1976 علّم الشعب الفلسطين العالم كلّه ، كيف أنه بكفّه العاري ناطح المخرز الصهيوني ، بل و ( طعج ) ذلك المخرز.
في ذلك اليوم البعيد، وقف العالم على قدم واحدة مذهولا أمام جبروت الإرادة الفلسطينية وقدرتها الهائلة على اجتراح معجزة التصدّي للآلة القمعية الصهيونية في الداخل الفلسطيني.
في ذلك اليوم البعيد ، كان الطفل الفلسطيني والشاب والكهل والمرأة الفلسطينية هم أساتذة ( فن الحياة ) و ( فن النضال ) و ( فن البقاء ) لكل شعوب العالم .
في ذلك اليوم البعيد ، بل ومن قبل ذلك اليوم، عرف واستيقن الفلسطينيّ أنّ فلسطين على مرمى طلقة بندقية تستهدي بالنظرية الثورية.
وعرف أيضا أن فلسطين التاريخيّة ( كلّها ) له .. ملكا له .. غير خاضعة للمساومة أو المفاصلة أو التنازل ، وأنها لا تقبل القسمة على أي رقم أكثر من (1) واحد.
وأقتبس لكم بعض ما كتبه قداسة الأب مانويل مسلّم على صفحته بهذه المناسبة:
"” احتفالك ايها الفلسطيني بيوم الارض هو ان تطلق زغاريد بدقيتك وصواريخك لتعطي اطفالك الامل بتحريرها من راس الناقورة الى ام الرشراش ومن بحرها الى نهرها.
جميع الاقلام التافهة والخطوط الباهتة والبنادق والالسن والافواه التي تتباكى في يوم ارض فلسطين على حدود 1967 فقط اي في الخليل وبيت لحم وغزة ونابلس ورام الله وجنين واريحا باعتبارها وحدها ارضَ فلسطين، دموعُ هؤلاء دموع التماسيح كاذبة دجالة ليست دموع فلسطينية ولا هي من عيون ابناء فلسطين فافقأها برصاص بندقيتك.
احتفالك بيوم الارض هو احتفال بقرارك الشجاع ان تحرر كل ارضك ومقدساتك وليكن يوم الارض لك هو يوم المقاومة والثبات.
واذكر ان الارض هي نحن ونحن ارض فلسطين فمن أعَزّها أعَزّنا ومن حاول إذلالنا واذلالها، فبأكعاب بنادقنا وفوهاتها نذله.
ولذلك فهذا اليوم لك هو يوم الفلسطينيين في الشتات والسجون ويوم الشهداء في القبور ويوم المعوقين والجرحى والثكالى والايتام.
أملهم وعزاؤهم، مكتوب في فوهة بندقيتك.
ايها الفلسطيني .. انت هو مصدر التغيير في ارضك؛ وارضك تلبس دائما ثوب روحك فإن كنت عزيزا كانت ارضك عزيزة وان كنت بائسا ياءسا كانت ارضك بائسة يائسة، وإن كنت انت محتلا كانت ارضك محتلة وان كنت انت حرا كانت ارضك تشعر بحريتها ولو تحت الاحتلال.
وان كنت انت سينفونة جميلة كانت ارضك كذلك ولكن ان كنت انت مستسلما مشروخا كانت ارضك كذلك. فالذي في نفسك هو لباس ارضك.
واعلم جيدا ان ارضك ليست امانة استودعك اياها ابوك وجدك، بل هي قرضة ودين لابنائك فاحتفظ بامانة ابنائك ولا تهملها ولا تُلْقِ هذه الجوهرة كما قال السيد المسيح امام الخنازير.
بل اجعلها قلادة في عنقك واكتب اسمها على جبينك وأكفّ وسواعد ابنائك "”.