غداً سنبكي دمشق... بدموع بغداد
في الثمانينات وصلت القوة العراقية الى مراحل تبعث على القلق عند الغرب, واصبحت بغداد تشكل تهديداً لامن اسرائيل, بل على الغرب ككل. القوة العسكرية العراقية نمت ابان الحرب العراقية الايرانية بشكل كبير ولم يكن باستطاعة الغرب وقف تدفق السلاح والتكنولوجيا العسكرية للعراق, واستثمر العراق, رغماً عن انفه, الحرب فكان الناتج جيش عراقي قوامه 2 مليون عسكري بين نظامي ومتطوع, وبخبرة قتالية لا تقارن مع اي من الجيوش العربية, باستثناء الاردن ومصر وبالاف من العلماء والخريجين في كل التخصصات العلمية ونهضه علمية تنافس الاوروبين.....فماذا بعد؟
بدء العد التنازلي لهدم كل تلك المزايا وليعود العراق بكبسة زر للعصور الوسطى او حتى الحجرية, وتم تدبير الامر في الليل ليفيق العالم صباحاً وقد احتل العراق الكويت ويقوم معه العالم بالمخطط الخبيث لتعرية الامة العربية ولتسقط بغداد بدراما هندية لا يفهمها الا الله, ولتسقط الامة العربية معها, ويذهب ادراج الريح تعب السنين, فجاة يذهب الجيش العراقي الى المجهول . تخيلوا جيش مليوني بعتاد لا يقهر بجرة قلم يتلاشى, ويهاجر علماء العراق تاركين عاصمة الرشيد ويفرح اعداء الامة, فالكفة باتت لاسرائيل وبعدها لايران فينكشف العرب لتنفيذ ما دبر لهم, ولنبكي بغداد بمرارة الابن الذي فقد اباه.....
وليكتمل المسلسل الهندي(الغير مدبلج) يبدء الربيع العربي في الغرف المغلقة لتفتح ابوابه على دمار دول, وضياع دول اخرى, ولتخرج مصر من اللعبة (ولو مؤقتاً), والباقي يكتنفه الخوف من العدوى, وتصبح الدول العربية بين الفوضى والفوضى المضادة, وننتظر ان ينجلي الموقف لكن هيهات ههيات فقد سبق السيف العدل.
وتحوم الدائرة على دمشق, ولتبدء الحلقة الاخيرة او ما قبلها, فتسقط ورقة التوت عن سوريا وتنكشف عورتها في وضح النهار, فيتخبط النظام للستر على عورتة بدماء ابناءه تارة وبصواريخ كانت بالامس توجه الى اسرائيل واليوم الى ابناء جلدته تارة اخرى, فيبدء بالتخلص من ترسانته الذي ابتاعها ابناءه للدفاع عن دمشق, ويذهب معها حلم العرب بتحقيق التوازن مع الاعداء غربي النهر وشرقي دجاة والفرات, وبدل ان يستعين النظام بالاشقاء يبادر بالتهديد وكانما يستدرج نفسه للمجهول واي مجهول!!!!!!
غداً...ستسقط دمشق.....وسنبكيها بمرارة الفاقد لبصره.....ولن نتعلم....اقسم اننا لن نتعلم.