بلطجة أمريكية دولية
الثابت أن مع إدارة الرئيس ترمب تدخل الولايات المتحدة الامريكية مرحلة من التجاوز على الاخلاق والقوانين النافذة دوليا، فقد وجه ترمب تهديدات للمحكمة الجنائية الدولية تهديدات في حال التحقيق مع قوات امريكية في افغانستان جرّاء اتهامات بارتكابها جرائم حرب، ولم يقف عند ذلك واتبع ذلك بتحذير المحكمة بالتحقيق مع جرائم حرب ارتكبتها قوات الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين، وبعد خضوع المحكمة لإرادة الإدارة الامريكية اطلق ترمب تصريحات فجة واعتبر عدم تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بجرائم حرب ارتكبتها القوات الامريكية بحق المدنيين في افغانستان بأنه انتصار لسيادة القانون.
انهيار منظومة الاخلاق التي لطالما تبجحت بها الإدارات الامريكية المتعاقبة سقطت سقوطا مدويا عندما نفذت جرائم حرب بحق المدنيين والاسرى العراقيين خلال فترة احتلال العراق في نيسان من العام 2003، وعمليات الإبادة الجماعية التي نفذتها في الفالوجة باستخدام اسلحة محرمة دوليا، وممارسة التعذيب للعراقيين في سجن ابو غريب، وتفاخر جنود امريكيون بقتل العراقيين العزل، وهذه الممارسات لا يمكن التنصل منها في عالم يعيش في ظل ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات، وكانت هذه الجرائم لا تساوي مجرد اعتذار من قبل القوات الغازية التي قطعت 13 الف ميل محملة بالعتاد والاسلحة الفتاكة باسم الحرية والديمقراطية والمساواة وكانت النتائج تدمير الموارد وتعطيل التنمية، وتشويه مستقبل الأجيال القادمة.
ترمب يصف الجنود والامريكيين بأنهم ملتزمون بأعلى المعايير القانونية والأخلاقية، وشعوب العالم تحصد الامرين من ممارسات الجنود الامريكيين، وفي نفس الوقت يرى قتل الجنود الصهاينة للاطفال والنساء الفلسطينيين بأنه دفاع عن النفس، ويرى رفض السياسات والاعتداءات الصهيوامريكية تجاه الفلسطينيين بأنها نوع من الارهاب، ويهدد المحكمة الجنائية بأية محاولات للتحقيق في جرائم حرب ينفذها جنود الاحتلال جهارا نهارا على الكاميرات ضد الفلسطينيين العزل ليس الا لانهم يطالبون بحقهم في عيش كريم على اراضيهم ومساكنهم.
الممارسات الامريكية والصهيونية تذبح المنطقة العربية وشعوبها من الوريد الى الوريد، وهناك من الانظمة العربية من يلوذ بالصمت و/ او يدير ظهره لما يجري، بينما دول وشعوب اوروبية واسيوية تعلن رفضها لهذه الممارسات غير الاخلاقية، لذلك نتابع تمادي الإدارة الامريكية على شعوب الارض من حلفاء واصدقاء بفرض سياسات حمائية تجاوزا على مواثيق الامم المتحدة ومؤسساتها في مقدمتها منظمة التجارة الدولية.
الخطط الامريكية والصهيونية ..السياسية والاقتصادية والعسكرية تجاه العالم تتطلب مواقف حازمة، فاللين والدبلوماسية لا تقدم للشعوب الخير وعلى العكس تماما فما هو المنتظر من رئيس اكبر دولة في العالم تحول الى صاحب شركة مستبد يتجاوز على كل من يعمل معه .. مؤسسات التمويل الدولية وهيئات الامم المتحدة، ويرى في العالم مجرد ادوات يجب ان تخدم امريكا والكيان الصهيوني ..على شعوب العالم التوقف عن التعامل معهما مهما كان الثمن.