يحدث في مصر للمرة الأولى في تاريخها !
حلمي الأسمر
جو 24 : وسط طوفان الأخبار والتقارير والهمز واللمز الذي تفيض به وسائل الإعلام عن مصر، لفت نظري خبر صغير جدا، لم يكد يلتفت إليه احد، ولم يأخذ غير حيز متواضع من المشهد المصري، ربما لأن أحدا لا يريد التوقف عنده، أو قراءة دلالته، خاصة من أولئك الذين يسعون لخراب مصر، وإفراغ كنانتها من سهام الخير والحق، لأنهم يبحثون عن أي نقطة سوداء في الثوب الأبيض، ليحولوا الثوب كله إلى رداء من الحداد على موت مفترض، لبلد سجل حدثا تاريخيا بكل المقاييس، ولكنه في الحقيقة ينهض من جديد، رغم كل ما يحاك ضده، وما تُصرف من مليارات لتخريبه، ولو صرفت هذه الأموال الطائلة في وجوه الخير، لرأينا مصرا غير التي نراها اليوم!
هذا الحدث تمثل في تعيين ثلاثة آلاف إمام وخطيب جديد لمساجد مصر، إلى هنا والخبر عادي جدا، ولكن الجديد فيه أنه لأول مرة منذ 65 عاما لا يتدخل «التقدير الأمني» في اختيار الأئمة، ولا يُستبعد احد من التعيين بسبب تقارير أمن الدولة، بل يترك الأمر لمسابقات علمية ومهنية تعتمد الكفاءة والاحتراف، وحفظ القرآن الكريم، بعيدا عن الواسطات وضغط المعارف، والمحسوبيات!
هؤلاء الثلاثة آلاف إمام وخطيب، يعتلون منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعلمهم واجتهادهم وليس بتوصيات جهات كانت تدس أنفها في كل شأن من شؤون مصر، باعتراف مسؤول في عهد وزير أوقاف من عهد مضى، هو الدكتور محمود حمدي زقزوق، حيث يكشف هذا المسؤول، أن «الأمن» قام باستبعاد أكثر من 400 إمام وخطيب من الذين اجتازوا الاختبارات التي عقدتها وزارة الأوقاف من بين خريجي الكليات الشرعية بجامعة الأزهر، فقد نجح في المسابقة 2400 خريج أزهري حسبما تم تدوينه بالكشوف الأولية التي أعدها لجان الاختبارات الخمسة العشر المكونة من قيادات وزارة الأوقاف المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والشفافية، وحسب ما أعلن الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف نفسه. لكن بعد إرسال هذه الكشوف إلى الجهات الأمنية للتحري عنها قام بتخفيض العدد إلي 1968 إمام بما يعني استبعاده 432 من الناجحين في المسابقة، بعد أن قالت «التحريات الأمنية!» إن لهم علاقة بالتيارات الدينية، وهذا ما أكده في حينه ايضا الدكتور شوقي عبد اللطيف وكيل وزارة الأوقاف آنذاك، بوجود تدخل أمني قبل عملية التعيين!
أما اليوم، فوزارة الأوقاف التي تحررت من القبضة الأمنية، تقدم كما يقول الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف لمصر هدية عبارة عن3 آلاف إمام وخطيب يمتلكون قدرات عالية في الخطابة والثقافة الإسلامية وحفظ القرآن الكريم, تم إختيارهم من بين57 ألف متسابق وفقا لضوابط عادلة، وبعبارات لا تقبل التأويل، يقول الوزير: ولأول مرة لم تتدخل الدولة في إختيار دعاة الوزارة ولم تكن هناك رشوة أو وساطة أو محسوبة أو مجاملة وهذا ليحدث أول مرة في تاريخ وزارة الأوقاف, والذي حكم قبولهم هو معيار الكفاءة والعلم والفكر الوسطي المعتدل والثقافة الواسعة واللغة العربية السليمة, وحفظ القرآن الكريم والإلمام بسنة النبي الكريم صلوات الله عليه, وتم ترتيب جميع المتقدمين للمسابقة وفقا للدرجة النهائية التي حصل عليها كل متسابق وتم إختيار أول3 آلاف بالنسبة للمجموع الكلي!
أكاد اقول، ان هذا الأمر يحدث للمرة الأولى في التاريخ المعاصر، ليس في مصر بل في سائر بلاد الشرق العربي، وهذا هو التغيير الحقيقي! (الدستور)
hilmias@gmail.com
هذا الحدث تمثل في تعيين ثلاثة آلاف إمام وخطيب جديد لمساجد مصر، إلى هنا والخبر عادي جدا، ولكن الجديد فيه أنه لأول مرة منذ 65 عاما لا يتدخل «التقدير الأمني» في اختيار الأئمة، ولا يُستبعد احد من التعيين بسبب تقارير أمن الدولة، بل يترك الأمر لمسابقات علمية ومهنية تعتمد الكفاءة والاحتراف، وحفظ القرآن الكريم، بعيدا عن الواسطات وضغط المعارف، والمحسوبيات!
هؤلاء الثلاثة آلاف إمام وخطيب، يعتلون منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعلمهم واجتهادهم وليس بتوصيات جهات كانت تدس أنفها في كل شأن من شؤون مصر، باعتراف مسؤول في عهد وزير أوقاف من عهد مضى، هو الدكتور محمود حمدي زقزوق، حيث يكشف هذا المسؤول، أن «الأمن» قام باستبعاد أكثر من 400 إمام وخطيب من الذين اجتازوا الاختبارات التي عقدتها وزارة الأوقاف من بين خريجي الكليات الشرعية بجامعة الأزهر، فقد نجح في المسابقة 2400 خريج أزهري حسبما تم تدوينه بالكشوف الأولية التي أعدها لجان الاختبارات الخمسة العشر المكونة من قيادات وزارة الأوقاف المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والشفافية، وحسب ما أعلن الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف نفسه. لكن بعد إرسال هذه الكشوف إلى الجهات الأمنية للتحري عنها قام بتخفيض العدد إلي 1968 إمام بما يعني استبعاده 432 من الناجحين في المسابقة، بعد أن قالت «التحريات الأمنية!» إن لهم علاقة بالتيارات الدينية، وهذا ما أكده في حينه ايضا الدكتور شوقي عبد اللطيف وكيل وزارة الأوقاف آنذاك، بوجود تدخل أمني قبل عملية التعيين!
أما اليوم، فوزارة الأوقاف التي تحررت من القبضة الأمنية، تقدم كما يقول الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف لمصر هدية عبارة عن3 آلاف إمام وخطيب يمتلكون قدرات عالية في الخطابة والثقافة الإسلامية وحفظ القرآن الكريم, تم إختيارهم من بين57 ألف متسابق وفقا لضوابط عادلة، وبعبارات لا تقبل التأويل، يقول الوزير: ولأول مرة لم تتدخل الدولة في إختيار دعاة الوزارة ولم تكن هناك رشوة أو وساطة أو محسوبة أو مجاملة وهذا ليحدث أول مرة في تاريخ وزارة الأوقاف, والذي حكم قبولهم هو معيار الكفاءة والعلم والفكر الوسطي المعتدل والثقافة الواسعة واللغة العربية السليمة, وحفظ القرآن الكريم والإلمام بسنة النبي الكريم صلوات الله عليه, وتم ترتيب جميع المتقدمين للمسابقة وفقا للدرجة النهائية التي حصل عليها كل متسابق وتم إختيار أول3 آلاف بالنسبة للمجموع الكلي!
أكاد اقول، ان هذا الأمر يحدث للمرة الأولى في التاريخ المعاصر، ليس في مصر بل في سائر بلاد الشرق العربي، وهذا هو التغيير الحقيقي! (الدستور)
hilmias@gmail.com