المصري و"ظلامية الثقة"
حذر طاهر المصري من وجود "قوى ظلامية" في الأردن لا هم لها سوى تحقيق مصالحها الشخصية بصرف النظر عن الشعب الاردني وتطلعاته ومصالحه. وخلال افتتاحه اعمال المؤتمر الاردني الثاني الذي حمل عنوان "الحراك الشعبي: تأصيل واستشراف" ونظمته الجمعية العربية للفكر والثقافة بالتعاون مع جامعة العلوم والتكنولوجيا اشار المصري الى ان هناك حاجة لأن يكون التعبير عن الحراك بشكل سلمي وراشد.
طبعا لا خلاف مع طاهر المصري على ضرورة أن يكون الحراك سلميا، لكننا لا نعرف ماذا يقصد بالقوى الظلامية التي بدأ باستخدامها فجأة من كان يقدم نفسه بأنه اصلاحي، ومنح الثقة لحكومة لا تنال رضا الشارع الاردني ! قوة السياسي تكون بقدرته عن الدفاع عن موقفه بوضوح وليس بخلق فزاعات وكأن الذين حجبوا الثقة هم قوى ظلامية في حين من منحها انما هو صاحب مشروع اصلاحي، مع معرفتنا التامة ان البعض منح الثقة انسجاما مع المصالح الشخصية وبعضهم يواجه قضايا شراء اصوات، وبعضهم الآخر قبض ثمنا لقاء انقلابه لصالح حكومة غير برلمانية.
على طاهر المصري وغيره أن يعرفوا ان هذه هي المرة الاولى التي يدافع عن نفسه فيها من منح الثقة، على اعتبار انه خذل الشارع في حين من حجب عاد الى بيته مرفوع الرأس ورأينا في مدينة اربد كيف تقام الافراح والاستقبالات لمن حجب، في حين من منح توارى عن الانظار ولجا الى الفيس بوك لشتم من حجب قبل أن يتراجع بسبب ضغط الشارع.
بات مطلوبا من "الاصلاحيين" الذين انقلبوا على "تاريخهم" أن يسموا الاشياء بأسمائها ويحددوا من هي القوى الظلامية بالضبط حتى لا يختلط الحابل بالنابل ويساهموا في فوضى سياسية ليست من مصلحة الوطن، وان حققت لهذه الزمرة من فلول اليسار الاصلاحي بعض المكاسب الانية.
