مخاطر «تصفير النفط الإيراني»
تستهدف العقوبات الامريكية على ايران وقف تصدير النفط بالكامل اي لا تستطيع طهران تصدير برميل نفط واحد، وهذا الهدف نظريا ممكن وعمليا لا يمكن تحقيق ذلك نظرا لاصطاف عدد من الدول المنتجة والمستهلكة مع واشنطن وإصطفاف مضاد عريض، وفي حال تعرض القطع البحرية الامريكية لناقلات النفط الايرانية قد يؤدي الى اصطدام عسكري في منطقة الخليج العربي وصولا الى مضيق هرمز، وبرغم التفوق العسكري الامريكي الا ان احدا لا يستطيع الجزم بأن إيران لا تستطيع إعاقة حركة الملاحة الدولية عبر المضيق.
تقدر صادرات ايران النفطية بنحو 1.6 مليون بينما يستهلك العالم نحو 90 مليون برميل يوميا، والصين وامريكا اكبر الدول المستهلكة للنفط والمنتجات البترولية والغاز المسال في العالم، اما انتاج القسم الاكبر من من النفط الايراني يتم استهلاكه محليا لغايات توليد الطاقة الكهربائية والنقل، واهمية تصدير النفط يساهم بنسبة 40 % من مقبوضات طهران من العملات الصعبة، وهذه الاموال مهمة لتمويل مستوردات البلاد وصناعاتها المختلفة.
حرمان السوق العالمية من النفط الايراني يمكن توفيره من مصادر مختلفة سواء من دول الاوبك او من خارج المنظمة، الا ان ذلك يقوض اتفاقا بين كبار المنتجين في مقدمتهم روسيا والسعودية، فالاتفاق ساهم في رفع الاسعار في الاسواق النفطية وان الاخلال بالاتفاق سيضر الاسعار وقد يدفعها الى انخفاض مجددا وهو ما تخشاه الدول المنتجة والمصدرة للنفط.
وفي حال عرقلة تصدير النفط من خلال مضيق هرمز فإن الاسواق العالمية ستحرم من 18 – 20 مليون برميل من النفط الخام والمنتجات البترولية يوميا، وتعرض الاقتصاد العالمي لصدمة نفطية جديدة قد لا تستمر طويلا لكنها تؤثر على الاستقرار العالمي بشكل مباشر.
روسيا اكبر منتج ومصدر للنفط والغاز المسال تأمل ان يستمر تدفق النفط الايراني بالرغم من الجهود الامريكية لمنع ذلك، وطالبت واشنطن في وقت سابق من مشتري الخام الإيراني بالامتناع عن الشراء اعتبارا من أول مايو أيار وإلا سيواجهون عقوبات في خطوة تهدف إلى تضييق الخناق على إيرادات طهران من النفط، وتتوقع الولايات المتحدة من السعودية وحلفائها في الخليج رفع الإنتاج لتعويض توقف الصادرات الإيرانية.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قال في بكين حتى الآن لم تتلق روسيا أي معلومات من السعودية أو أي عضو في أوبك، ما يشير إلى أنهم مستعدون للانسحاب من اتفاقات تقييد الانتاج.
حالة القلق التي تسيطر على الاسواق الدولية مبررة وسط مخاوف من نقص الامدادات النفطية، وتعرض الاستقرار الاقليمي والعالمي وانعكاسات سلبية على نمو الاقتصاد العالمي بسبب التوترات والقلق في مناطق مختلفة مصدرة للنفط اهمها فنزويلا وليبيا وايران والجزائر والسودان واليمن التي تطل على مضيق باب المندب..إعاقة وصول النفط للدول المستوردة يهدد نمو الاقتصاد العالمي.