المجازر الصهيونية والصلابة الفلسطينية
33 مجزرة نفذتها العصابات الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين خلال العام 1948، وكانت عصابات شتيرن والهاغانا الاكثر وحشية وإرهابا، فالاهداف سابقا ولاحقا هي طرد الفلسطينيين من وطنهم التاريخي وإحلال اليهود من شتات الارض على حساب الفلسطينيين، وبعد مرور اكثر من مائة عام على المشروع الصهيوني في فلسطين المدعوم ابتداء من بريطانيا ولاحقا من الولايات المتحدة الامريكية، بقيت القضية الفلسطينية الاولي عربيا وإسلاميا وإنسانيا، فالانحياز الامريكي واصطفاف قوى الشر مع المحتل لم ولن تستطع وأد القضية الفلسطينية.
مهما كانت المسميات.. صفقة القرن، خطة السلام الامريكية لا فرق كثيرا فالهدف واحد والموقف منها واضح بنفس الوقت، فالعامل الثابت هو الحق الفلسطيني بوطنه وكرامته، والمتغير الادارات الامريكية وقيادة إرهاب الدولة في تل ابيب، فالمواقف على ارض الواقع والتراب الفلسطيني شيء مختلف تماما لا يدركه الا من وقف عليه ونظر الى القدس الشريف والمسجد الاقصى المبارك، ويتابع اطفال فلسطين والشباب كيف يتعاملون مع المحتل المدجج بالسلاح والفاقد للرجولة والانسانية وعقيدة القتال.
بدون موافقة فلسطينية اردنية على صفقة العار (القرن) التي تحول اسمها تهويما الى خطة السلام فتسقط اسرع من سقوط اوراق الشجر في الخريف، ففي السنوات والعقود الماضية تم طرح مشاريع واتفاقيات وصفت بالسلام برعاية عربية ودولية الا انها تبخرت والسبب في ذلك ممارسة الكيان الصهيوني وتعنته برفض السلام، والاعتراف بحقوق الفلسطينيين والعرب في إطار عملية السلام التي انطلقت مطلع تسعينات القرن الماضي، فالتنصل من الاتفاقيات واغتنام الفرص لفرض عدوانه من سمات المحتل، والحديث معه عن السلام هو مضيعة للوقت، وهو هروب للأمام لعدم مواجهة استحقاقات لابد آتية.
إرهاب الصهاينة والانحياز الامريكي لا يستطيعان التجاوز على الديمغرافيا الفلسطينية وتمسكها بالحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف، فالحروب والقتل الممنهج واستهداف الاطفال والنساء وهدم المنازل واقتلاع الاشجار وتجريف الاراضي يؤذي الفلسطينيين لكنهم متمسكون بأراضيهم، اما من هم خارج الوطن فيتوقون للعودة مهما طال الزمن وما نراه اسبوعيا شرقي غزة يؤكد مجددا ان لا مناص من حق العودة وتطبيق قرارات دولية تنص صراحة على عدم تجاوز حق العودة، وان مبادرات ومؤتمرات السلام نصت على مراعاة حقوق جانبي الصراع خصوصا حل الدولتين والقدس عاصمة لدولة فلسطين والاعتراف بحق العودة.
اليوم يعيش على اراضي فلسطين التاريخية اكثر من سبعة ملايين فلسطيني يقابل ذلك عدد اقل قليلا من اليهود، هذه التركيبة السكانية تؤكد ان لا مناص من الاعتراف بحقوق اهل الدار مهما تسلح المحتل وقتل، فالصلابة الفلسطينية حاضرة ..وجنوب افريقيا مثال حي قريب.