بكل صراحة.. التحالف بين "الإعلام الرديء" وشبكة "علية القوم"..ما الذي يحصل؟
بسام بدارين
جو 24 :
الحياة ..خيارات:..حسنا يسألني صديق عن أسرار تحشد "علية القوم" في مناسبات لا معنى لها تقيمها "دكاكين" متمرسة ب"الإعلام الرديء" وأكثر الصحافة معاناة من مرض"الاصفرار".
ساسة كبار.. رجال أعمال.. سكان مقيمون في طبقات المجتمع العليا يحتشدون حول "قطعة سناك هامله" أو"درع" لا يعني شيئا و"غرور بالجملة" عند بعض رموز "الإعلام الجديد" يحكم احينا إيقاع الحكومة والسلطة والامن والدولة والقرار.
..أنا شخصيا متأكد من شيء واحد : يحصل ذلك فقط في الاردن ولا يمكنه أن يحصل في اي مكان آخر فيه الحد الادنى من الاحترام للمهنية والادراك لقيمة "الإعلام".
تلك حالة "افقية" تشمل في الواقع قيمة مستقرة وثابتة وتنمو في واقعنا السياسي:..الإعلاء من قيمة "السطحية والرداءة" وطبعا ليس في الإعلام فقط.
بكل حال فقدت بلادنا السيطرة على إيقاع المهنية وفي كل المجالات.
يستثمر في هذا المشهد طارئون وإنتهازيون وإبتزازيون وشرائح متنوعة من طبقة"حكلي تحكلك" حتى وصل الامر لإن "الرداءة" قد تكون هي الماكينة الوحيدة "الشغالة الان" بكفاءة وتضبط اغلب الايقاع وتعزز مصالحها وشبكاتها الشللية.
في الاعلام مثلا أقل العاملين شأنا ومهنية بإمكانه تركيع اي قامة وطنية مهما كانت قيمتها لسببين :
أولا- لإن الاعلام السلبي او الرديء لا يرعى الذمم ولا يراعي قواعد المهنية فهو يستطيع "الإفتراء" علي أي كان وسط جمهور سلبي مهووس بتناقل الكذب والشائعات ودولة تستثمر بدورها في الرداءة عندما تقرر عدم التصرف.
..لذلك يندفع اي رقم سياسي في الواقع نحو التشبيك مع هذا النوع الرديء لإن القانون والمؤسسات لا يوفران الحماية له ببساطة.
ثانيا- الرداءة التمثيلية او البرلمانية او السياسية او الوظيفية بحاجة ملحة دوما "لحليف رديء" في الاعلام حتى تستخدمه كما يحلو لها اما الوطن فله الله ومعه ايضا النظام وثوابت الدولة ومصالح الشعب.
بمعنى...يضرب علية القوم عصفورين بحجر واحد : إتقاء شر رموز الاعلام الرديء وبالتزامن ركوبهم عندما تلح الحاجة او يتطلب الامر.
مؤخرا ومع الفريق المعاون سابقا في مواقع سيادية حصل ما هو اخطر بحيث اتيحت فرصة التلاقي امام رموز الرداءة او بعضهم مع القرار المرجعي مع إقصاء وأحيانا مطاردة وملاحقة ومضايقة اي"مهني جدي وعميق".
بنفس الوقت تحول موظفون إلى نظام تغذيية ثأري وإنتقامي وشخصاني يغذي إعلام متلفز يديره بائسون يرتدون قميص المعارضة الوطنية في الخارج.
الإشكالية فيما يلي: من حقق مكاسب بكل أصنافها بسبب "صحافته الصفراء" لا يمكنه التحول إطلاقا لمستوى "الإعلام الوطني المنتج والجدي".
العكس تماما فالعمل من اجل المكاسب والتجول بين "الشلل إياها"مهارة بائسة تجاهلها والترفع عنها كان خيارا طوال الوقت لكل من يقرأ "الف باء" المهنة.
الدنيا خيارات كما قلت لكم.
عمليا لا يمكن توجيه اللوم لأي "شخصية "مهمة وهي تبحث عن "ود" رموز الاعلام الرديء فالعلاقة مع الاعلام الحقيقي والمهني "غير مجدية" اصلا في مجتمع "مختل" يتفنن في الشائعات.
والعبث في كل مكان وقواعد الشافعي هي المعتمدة.." أصطحب سفيها حتى يسافه عني في الطريق".
بالمقابل لا لوم لشباب الاعلام اياه فهم مجرد "صبية" حولتهم حرب اجهزة الدولة طوال عقود على الاعلام الحقيقي والوطني إلى "نجوم" يتصدرون الجاهات والواجهات لإن الذهنية اصلا محدودة وتخطط – عبر هؤلاء- لإستهداف الكفاءة والمهنية.
أزعم شخصيا ان ممارسات بيروقراطية في الماضي عندما يتعلق الامر ب"أزمة الاعلام" الوطنية خلقت"وحشا" تغذى وتسمن في الغرف السوداء...وهذا الوحش اصبح اليوم ضابط الايقاع وخارج السيطرة وقاد "تحول المنصات" ورداءة التفاعل وهو نفسه الوحش الذي يتحلق على موائده اليوم "علية القوم" إلا طبعا من رحم ربي.
(نقلا عن صفحة الكاتب على فيسبوك)