كان يحضّر الإفطار حين تعرض لإطلاق نار... المهندس حسن بيضون ضحية جريمة مروّعة في أوستراليا
جو 24 :
حمل حقيبته قبل تسع سنوات وتوجه إلى أوستراليا لمتابعة علمه وتأسيس مستقبل زاهر، أمضى سنواته هناك في العلم والعمل لتأمين قسط جامعته، وعندما أنهى دراسته وقرر العودة إلى وطنه إذا به يغدر داخل إحدى الغرف للطلاب التي يقطنها، ليسقط ضحية مجرم قرر فجأة اطلاق النار بشكل عشوائي... هو حسن بيضون ابن بلدة الشهابية الذي كتب عليه ان يسجل اسمه بالدم على لائحة الموت في دول الاغتراب.
هجوم غادر
كانت عائلة بيضون تنتظر عودة ابنها إلى لبنان بعد نحو شهر، ليستقر فيه ويبدأ العمل بالشهادة التي حصل عليها، لكن بدلا من ذلك ها هي تنتظر وصول جثمانه الى المطار لتزفه الى مثواه الاخير، وذلك بعدما تلقت اتصالاً في الامس يزف إليها الخبر المشؤوم، وبحسب ما قاله شقيقه، الدكتور علي الذي كان يقيم معه في أوستراليا: "حصلت الجريمة المروعة في الامس قبل نصف ساعة من موعد الافطار، حيث كان حسن في "الفواييه" الذي يقيم فيه، كان يحضّر الطعام عندما هاجمه مسلح بدأ بفتح الابواب واطلاق النار بشكل عشوائي، حيث قتل قبل حسن شخص وبعده سقطت ضحيتان".
مسيرة شاب عصامي
تسع سنوات أمضاها الشاب الثلاثيني في أوستراليا، ولفت الدكتور علي الى انه "كان يعمل سائق تاكسي لدفع اقساط جامعته، فهو شاب عصامي، وعندما حقق هدفه وحصل على شهادة ماجيستير في هندسة الكومبيوتر وضع مجرم لا يرحم نهاية لمشواره على الارض، هذا هو الوجع بعينه، وجع شبابنا الذين كتب عليهم ان يدفعوا حياتهم بعيداً من حضن وطنهم وعائلاتهم"، ولفت الى ان "وزير الخارجية جبران باسيل اعطى تعلمياته للسفير اللبناني لمتابعة انجاز معاملات عودة جثمان حسن الى وطنه ليلتحف تراب بلدته".
مجرم معروف
وكانت الشرطة الاوسترالية قد اعلنت ان اربعة قتلى سقطوا برصاص المسلح بان هوفمان الذي اطلق النار عشوائيا في "بالم اوتيل" وخمسة اماكن اخرى، في مقاطعة داروين الاوسترالية، وتحقق الشرطة في دوافع الجريمة التي نفذها هوفمان علما انه كان خرج من السجن في كانون الثاني الفائت، وكان المهاجم (45 عاماً) قد خضع لشروط إطلاق سراح مشروط، وهو يرقد الآن في المستشفى تحت مراقبة الشرطة.
وقال مفوض الشرطة في مقاطعة أراضي الشمال ريس كرشاو: "ان مطلق النار معروف لدى الشرطة، وقد ألقي القبض عليه خلال ساعة من الاتصال الذي وردهم في الخامسة وخمس واربعين دقيقة من مساء أمس".
وأعرب رئيس الوزراء سكوت موريسون الموجود حالياً في العاصمة البريطانية لندن في زيارة رسمية، عن تعازيه لعائلات الضحايا، وقال: "الحادثة ليست متصلة بالإرهاب. ومجتمع داروين صغير ومترابط ولا بد من أن هذه الحادثة هزته بشكل عنيف"، مؤكداً أن "الأجهزة الأمنية في المقاطعة الشمالية باشرت بإجراءاتها لمعرفة دوافع المهاجم".