jo24_banner
jo24_banner

رداءة المحتوى يعبث بواقعنا ومستقبلنا

خالد الزبيدي
جو 24 :






رداءة المحتوى الادبي والفني بلغات غير عربية وفي كثير الاحيان مترجمة او مدبلجة غالبيتها تؤذينا في موروثنا الثقافي والادبي وثوابتنا المجتمعية والدينية، وتكاد تكون نصوص ( المحتوى ) الظالم ممنهج التنفيذ لافقادنا مما تربينا عليه عبر الاجيال، وتشوه تفكيرنا وتبعدنا عن القضايا الحيوية اليومية والمصيرية.
اجتياح المجتمعات بالاعتماد على ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات والقنوات المتلفزة والانترنت والفضاء المفتوح امام العالم ووسائل الاتصال الالكتروني خلطت الحابل بالنابل وزينت للبعض محليا ممارسة هلوسات وتجاوزت تؤذينا في الاديان السماوية وثقافتنا ومورثنا والاخلاق التي تربينا عليها منذ مئات السنوات، والاغرب من ذلك ان الرقابة والمحاسبة تجاه هؤلاء ضعيفة ويتم الانتباه اليها بعد فوات الأوان، لذلك ان الحاجة تستدعي رفع درجة الضبطية ومحاسبة المقصرين.
منذ عدة سنوات تم تسجيل نمط جديد من المحتوى الادبي والفني تم بثه خلال شهر رمضان الفضيل كانت حافلة بالتجاوزات على النمط المعتاد للانتاج الفني التلفزيوني الذي كان يبدي التزما بالقيم الدينية والاجتماعية، وصولا الى عدد من البرامج  التي تعد المشاهدين بجوائز مغرية، وتطرح عددا من الاسئلة السطحية وتجني الفضائيات ملايين الدنانير والدولارات من اموال العباد ذلك من خلال اتصالات هاتفية او رسائل نصية ترقى حد سلب اموال أناس حالمين بالثراء او الحصول على جوائز ثمينة.
ما تقدم لا يشكل كامل صور الإخلال بالمحتوى الادبي والفني والاعتداء المستمر على المجتمع والتأثير عليه من خلال بث سيل من الاخبار والتقارير وصولا الى افلام الكرتون التي تساهم في تغير سلوك الاطفال.. شباب ورجال ونساء المستقبل وبناء أنماط حياة غير سوية ووصول الى نمط سلوك مختلف للمجتمع.
ربما لم يسأل احد لماذا في الانتاج التلفزيوني والسينمائي الامريكي لا يسمح بانتصار الاوروبي او الاسيوي على الجنود الامريكيين، كما لا تظهر جنود المارينز خلال قتل المدنيين والاطفال خلال العمليات العسكرية علما بأن الواقع يؤكد في مناطق مختلفة من العالم بدءا من نجازاكي وهيروشيما الى أفغانستان والعراق وليبيا إزهاق ارواح ملايين الابرياء والمدنيين باستخدام الاسلحة والذخائر الامريكية وقسوة جنودهم، وفي الانتاج الفني يحمل الارهابي سلاحا شرقيا والجندي الامريكي الملتزم يحمل سلاحا غربيا، ويقدم الدعم والحماية للمدنيين.. وهذا فقط في المسلسلات والبيانات المخصصة للإعلانات.
العودة الى القيم والنصوص الادبية والتاريخية والدينية وتوظيف تجارب الشخصيات العربية والاسلامية الغنية والمؤثرة لاستنهاض همم الشعوب والامم والاستفادة منها في صناعة المحتوى في شتى مناحي حياتنا، ورسم منحنى واضح الاهداف بما يساهم في التخفف من استباحة الغير لنا، وبناء اجيال اكثر التزاما بتاريخ وواقع الامة وتطلعاتها الوطنية والقومية والإنسانية وهذه مهمة كبرى تحتاج الى مؤتمرات وندوات وورش عمل لتشكل دليل عمل لحياتنا.
تابعو الأردن 24 على google news