هل فعلا الأردن مقبرة للباحثين عن عمل؟
ناصر صالح الرشيدى
جو 24 :
من وجودى فى عالم تويتر الرائد بتغريداته المختصةبالملوك والأمراء والسياسين ورجالات الدولة المعروفين والإعلاميين والمشاهير تابعت الأردنية خريجة الصحافة والاعلام من اليرموك هناء العلي من جملة الشباب الطموح لمتابعتى لها
ارتأيت بعد طول بحث أن اكتب بسطور قليلة عن الظلم الذى يواجهه الشخص الطموح الذى يسعي الى النجاح دون أن يتسلق على احد ..
هل فعلا الأردن مقبرة للباحثين عن عمل؟
لا يمر بنا يوم إلا و نجد فيه شابا يحمل أوراقه يزور مقهى للانترنت و معه صديقه، ليفتحا أحد برامج التحرير أملا في الخروج بسيرة ذاتية علها تشفع له في وظيفة ما. بات هذا الأمر مألوفا لدينا ..
هل من ندرة في الوظائف نعاني؟ أم في نوم المشرع و وزير التخطيط؟ لو تأملنا في المكون السكاني في الأردن لوجدنا أن أكثر من ٨٠% من السكان في فئة الشباب. هل فكرت الحكومة المتخاصمة مع نفسها و مجلس نواب اللي مش عارفين شو بدهم من الدنيا كيف سنستوعبهم؟
الشباب من كل الفئات التعليمية، لديه هموم: إيجارات، عوائل يصرفون عليها، ضرائب لتحلبهم الدولة، بناء حياتهم، سداد المديونيات المعتادة في ظل ارتفاع تكاليف الحياة الغير مبرر. من الملاحظ أن وزارة العمل لا عمل لديها. و لا البلديات و لا الأمانات في توفير فرص العمل. تضج عمان وحدها بأكثر من ٥ آلاف محل و شركة تجارية نلاحظ استيعاب اخواننا اللاجئين و العمالة الوافدة و لا مكان لابن البلد فيها. لماذا لا تقوم الدولة بتغريم هذه المحال لأنهم لا يساهمون في بناء البلد اقتصاديا؟ أنا لست ضد توظيف غير الأردنيين لكن دائما هناك مكان لابن البلد فهو من سيظل بها و يبنيها. هذا للوظائف بالمحال.
بالنسبة للشركات و المؤسسات الكبرى، يجب أن نعطي المجال للشباب بالعمل و يكون عامل الخبرة تفضيليا لا شرطا أساسيا. من أين سيجلب لك الشاب أو الشابة خبرة ترضي غرورك عزيزي صاحب العمل؟
الطاعنين بالسن الذين تقاعدوا بالعمر و هم ملتصقين بكراسي المؤسسات لا يبارحوها، أحيلوهم للتقاعد و أحضروا الشباب مكانهم. اذهبوا للجامعات و اقتنصوهم من هناك، لا تسمح ببناء كراجات أو فتحها إلا من قبل شباب درس و تخرج من كلية مهنية و مجتازا لها و ليس ضارب له شهادة بعشر دنانير. انتم تدعون دعم الاستثمار، أين نصيب الشباب منه في الوظائف؟ لماذا لا نجعل الأردن ساحة للباحثين عن العمال و المهندسين و الأطباء و حتى الصنايعية ذووا الجودة العالية.
أكبر ما نعاني منه في الأردن هو البيروقراطية الغير مفهومة و كمية الأختام اللي بدينار عالختم و الشاب لم يتوظف بعد. مما يبحث على السخرية أن بعض الباحثين عن العمل يجتاز جميع عقبات التوظيف، و لم يبق له سوى الدوام، و يتفاجأ بابن العين فلان أو المسؤول علان قد حل محله. حتما سيصيبه بالاحباط. و هذا الأمر كارثي بحد ذاته، فالشباب العاطل سيبحث تما يعيل به نفسه و أسرته مهما كلفه، و سيجد نفسه و قد استوعبته احدى المجموعات المنحرفة سواءا فكريا او مجتمعيا و سقط في أتون الجريمة و الفكر المتطرف.
يجب على كل من وزارة التخطيط و العمل و التجارة العمل معا لاجبار كل رب عمل متهاون على استيعاب شبابنا و ربط ارقامهم الوطنية مباشرة بالضمان و تأمينهم صحيا رغما عنهم لضمان دفع رواتبهم مع الحرص على حصولهن على الخدمة الصحية. و توعية الباحث عن العمل بحقوق الوظيفية و ملاحقة و معاقبة كل رب عمل لا يلتزم بهذا. كفاية لهط بالبلد و أولادنا ماتوا بحثا عن عمل. لو عملت الوزارات معا مع متابعة مباشرة للأداء من الحكومة التي تغط بسبات عميق و التأكد من أن معدل البطالة ينخفض، سنصبح بلدا منتجا ناجحا مستوعبا لأبناء..... و الا سنكون مقبرة للباحثين عن العمل ودون تغير للافضل ..