jo24_banner
jo24_banner

تباطؤ غير مبرر لتعدين الخامات الأردنية

خالد الزبيدي
جو 24 :






انتشرت فكرة ندرة الموارد الطبيعية في الاردن، وتم تكريس مفهوم الاعتماد على القروض والمنح الخارجية، ورافق ذلك زيادة الانفاق العام خصوصا الإنفاق الجاري وتقليص الانفاق الرأسمالي الذي انعكس بدوره على تباطؤ التنمية وعدم تنويع القاعدة الاقتصادية، وتم التجاوز على القطاعات الإنتاجبة لاسيما الزراعة والصناعة لصالح الحلول المالية التي رفعت كلف الانتاج وادت الى إضعاف تنافسية المنتجات الوطنية في الاسواق المحلية والعربية والاجنبية، وفي كثير من الاحيان نجد نوعا من السلبية في التعامل مع قطاعات الاقتصاد الحقيقي التي توفر فرص عمل جديدة وترفد الاحتياطي الجاهز من العملات الاجنبية.

 من الموارد الطبيعية المؤكدة والقابلة للاستثمار والتعدين ..الصخر الزيتي حيث يتوافر بكميات كبيرة تقدر بحوالي 80 مليار طن ويأتي الاردن في المرتبة الرابعة عالميا من حيث الاحتياطي، فالحديث عن تعدين الصخر الزيتي طرح منذ 35 عاما، الا ان الحديث شيء والواقع شيء آخر، وامريكا اليوم يفوق إنتاجها النفطي من الصخر الزيتي الإنتاج من التقليدي للنفط، واستونيا على سبيل المثال تنتج كامل احتياجاتها من الطاقة الكهربائية بالاعتماد على الصخر الزيتي، كما تنتج من تعدينه النفط والغاز والكبريت، وفي هذا السياق فإن تكنولوجيا تعدين الصخر الزيتي اصبحت معروفة ومكشوفة، الا ان تلكؤ تعدين الصخر الزيتي اصبح عابرا لكثير من الحكومات.

من الموارد الطبيعية توفر النحاس تجاريا في الجنوب وهو متاح في منطقة ضانا وهو مرتفع الثمن ومطلوب عالميا في الصناعات الحديثة، الا ان الحديث عن الموارد يفترض ان يكتسب صفة الاستثمار وطرح هذه الفرص للقطاع الخاص المحلي والدولي، اما الرمل الزجاجي فهو متاح في الجنوب مع العلم ان الرمل الزجاجي مطلوب في صناعات كثيرة، ومن الخامات عالية الجودة الرخام والجرانيت المتوفر بكميات تجارية وبجودة تنافس عربيا دوليا وهذه الخامات موجودة في سلسلة الجبال الشرقية خصوصا المطلة على جنوبي البحر الميت، الا ان هناك موانع لاستثمار هذه الخامات لأسباب بيئية علما ان هناك إجراءات وتقنيات تعالج التلوث البيئي.

ومن الخامات الثمينة البوتاس والفوسفات ومنتجاتها المختلفة حيث يعتبر الاردن من اهم الدول من حيث الاحتياطي وان مردود تعدين هاتين المادتين اقل من الطموح نظرا للخصخصة التي ضيعت فرصا مالية كبيرة على خزينة الدولة، فالحاجة تستدعي تأسيس شركات جديدة لتعدين البوتاس والفوسفات لاستعادة فرص مهدورة على الخزينة.

القطاع الزراعي ليس آخر الموارد المتاحة في البلاد فالاغوار هبة من الله عز وجل، الا ان المساحات القابلة للزراعة وغير المستغلة شاسعة بحجة نقص المياه المخصصة للزراعة الغورية علما ان الخزان المائي الكبير في منطقة وادي عرية يكفي ويزيد والاساس تغير النمط الزراعي لجني موارد مالية كبيرة.. اسمحوا لي التأكيد ان الاردن ليس فقيرا بالموارد الطبيعية.

تابعو الأردن 24 على google news