وزير التربية.....وتغريدة التربية الإعلامية
هاله ابورصاع الحويطات
جو 24 :
كشف وزير التربية والتعليم،وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور وليد المعاني في تغريدة له منذ أيام،عن نية وزارة التربية والتعليم،البدء بإدراج مفاهيم التربية الإعلامية في حصص الأنشطة المدرسية الموجهة للطلبة في مدارسهم بدءً من مطلع العام الدراسي المقبل 2019/2020
ليس المقال حول ما تنوي الوزارة القيام به ،لأن وزارة التربية والتعليم متمثلة بوزيرها وكافة كوادرها لا تألُ جهداً كعادتها في التطوير،ومواكبة العصر في كل جديد،لتحقيق رسالة الوزارة وقيمها الجوهرية بُغية الوصول إلى رؤيتها.
ومن هنا،وبعد تصريح المعاني وتأكيده عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن البدء بتدريس التربية الإعلامية وإدارج مفاهيمها كنشاط مدرسي موجه للطلبة في المدارس،وتحديداً للصف السابع والثامن والعاشر،ساءنا جميعاً ما شاهدناه من تعليقاتٍ على مواقعِ التواصل الاجتماعي بخصوص هذا الشأن،خاصةً ممن هم معنيون بالأمر في الميدان(المدارس).
تعليقات من هنا وهناك أكدت محاربة كل جديد دون تعمق وإدراك،وأكدت الحاجة الملحة للتربية الإعلامية للجميع دون استثناء كباراً وصغاراً.
فالبعض من أولياء الأمور بدأوا بالسب والشتم على الوزارة وكوادرها،وعلى سبيل المثال لا الحصر( هو إحنا ناقصين؟) (الله ينتقم من الوزارة)(والله الوزارة مو لاقية شغلة تشتغلها)(تعبنا من تدريس ولادنا مو ناقصنا مواد جديدة) والعديد من التعليقات التي لا مجال لذكرها.
ولكن أن نقرأ مثل هكذا تعليقات على لسان بعض العاملين في الميدان هذا ما يؤلمنا،ومن التعليقات التي شاهدنا(أنا ما رح أدرّس إعلام)(يعني الوزارة بدها تعيّن إعلاميين عنا في المدارس؟)(شكلة الوزير فاضي وما عنده إشي)(الله لا يسامحكم زيدوا رواتبنا بدل زيادة المواد علينا وزيادة النصاب)(ناقص تعملولنا تلفزيون في المدارس)(الوزارة فاضية أشغال)(التعليم في انحدار)والعديد من التعليقات السلبية المختلفة.
الغريب في الأمر أنه لم يتواجد تعليق واحد على الأقل ضمن هذه التعليقات،يؤيد الفكرة،أو يثني على جهود الوزير وكوادر الوزارة في ذلك،كان الهجوم منقطع النظير، مما يعني ويؤكد أن الكثير بحاجة لدراسة التربية الإعلامية ومعرفة الهدف منها وليس الطلبة وحدهم،ومن هنا وجب علي كإعلامية،ليس لأنني ابنة الوزارة فقط،بل لأني إعلامية والإعلام يسري في دمي،وأدرك جيداً ما معنى الإعلام بعد دراسته،وما هي التربية الإعلامية الصحيحة،وبعد قراءة التعليقات تلك،بتّ أكثرُ تأييداً للفكرة،وأكبر برهان على ذلك،هو عدم التمعن في التصريح الخاص بوزير التربية والتعليم وبدءُ القصف بالكلام دون درايةٍ منهم بأهمية ومفهوم التربية الإعلامية والمفروض أنهم من كبار السن فما هو حال الطلبة الصغار؟وما يؤكد ذلك هو نية الوزير إدخال مادة التربية الإعلامية كمساقٍ ومتطلب يُدرّس في الجامعات.
ألم نسأل أنفسنا في يوم من الأيام من أين للطفل هكذا تصرف ونحن في المنزل لا نفعله؟
ألم نلاحظ عليه سلوك غريب على مجتمعنا وبيئتنا لا يتواءم مع عاداتنا وتقاليدنا وديننا الحنيف وسنة نبينا المصطفى؟
ألم نسأل أنفسنا من أين استقى معلومة ما؟
من هنا كان لابدّ من التطرق إلى حياتنا اليومية التي تكاد لا تخلو ثانية منها بعيدة عن مواقع التواصل الاجتماعي،إلا في حالات النوم،حيث نلاحظ البعض في اجتماعاتهم يسرقون النظر لأجهزتهم الذكية،إذاً نحن في معظم الأوقات على متابعة حثيثة لمجريات الأمور وكذلك أطفالنا،ولذلك لابد من تربية صحيحة لهؤلاء كي يستطيعوا التمييز بين ما هو جدير بالقراءة أو التحدث به بعد القراءة.
حق من حقوقهم أن نعلّمهم كيفية التمييز بين الحقائق والشائعات،لابد لهم من فهم ما يقرأون،والإدراك جيداً بما يتناقلون،والآثار المترتبة على تداوله،عليهم التمييز بين ما هو واقع وصحيح،وبين ما هو ملائم لنا ولمجتمعنا أم العكس،ليس كل ما يُقرأ يٌقال وليس كل ما يُكتب حقيقة،وليس كلّ ما نشاهده مناسب للتطبيق،وهنا يأتي دور التربية الإعلامية في صقل شخصيتهم وتوظيف قدراتهم ومهاراتهم من خلال الحصص اللاّمنهجية والأنشطة المتعددة،لتوجيههم التوجيه الصحيح تمهيداً لتوظيف تلك المهارات والكفاءات التوظيف السليم،بُغية إيجاد جيل بناءٍ واعدٍ قادرٌ على إكمال المسيرة والمضي قدماً في هذا البلد المعطاء.
تربية إعلامية أيها الآباء والأمهات تعني تربية فكرية
تربية إعلامية أيها المعلمون والمعلمات تعني عصف ذهني لدى أبنائكم الطلبة
تربية إعلامية أيها الآباء والأمهات أن يصبح الأبناء على وعي وإدراك تام لما يقرأون
تربية إعلامية،تعني البحث عن المعلومة ومن المصدر الموثوق به
تربية إعلامية أيها المعلمون وأيتها المعلمات،لا تعني زيادة الكتب المدرسية ولا إدخال كتاب جديد يقع على كاهل أحدكم تدريسه
تربية إعلامية،تعني البحث عن المعلومة واستخدامها بأمانة
تربية إعلامية،تعني قدرة الفرد على الإنتقاء والإمعان جيداً في ما يقرأ
تربية إعلامية،تعني طلبة يبحثون عن المعلومة من مصدرها الموثوق به بعد دراية ووعي من أين يستقون تلك المعلومة
تربية إعلامية،تعني طلبة قادرون على القراءة والتحليل
تربية إعلامية،تعني طلبة قادرون على التعمق في الخبر وتوخي الدقة في نقله والتحدث عنه
تربية إعلامية،تعني طلبة قادرون على مشاركة المعلومة موثوقة المصدر دون الوقوع في متاهات المساءلة الناجمة عن الجهل
تربية إعلامية،تعني طلبة قادرون على الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر
تربية إعلامية،تعني طلبة قادرون على النقد البنّاء
تربية إعلامية،تعني طلبة قادرون على ضبط السلوك وتوظيفه مع ما يتواءم من العادات والتقاليد بإتقانٍ وإبداع
تربية إعلامية،تعني طلبة مسلّحون بالمهارات التي تجعلهم قادرون على حسن انتقاء المعلومة الصحيحة ودرء الشائعات المُغرضة
تربية إعلامية أيها الآباء والأمهات لا تعني مادة وكتاب جديد،وإنما نشاط جديد يدخل في وحدة من الكتاب وسيكون لها مفعول السحر على الابناء ولابدّ أنكم ستلاحظون الفرق
تربية إعلامية أيها التربويون والتربويات في كل مكان،تعني تحقيق الوزارة -التي ننتمي لها- لرؤيتها،وكلّنا نعلم جيداً ما معنى تحقيق الرؤية وما الذي ينتج عنه.
ولتحقيق تلك الرؤية نقول لوزير التربية والتعليم بوركت جهودك،وبوركت الكوادر المساندة لك،وأرجو الله العلي القدير أن أكون قد استطعت بكلماتي البسيطة سالفة الذكر أن أوضح جزء بسيط من المعنى الحقيقي لمفهوم التربية الإعلامية،وما الهدف من تسليط الضوء عليها في مدارسنا،في زمنٍ باتت مواقع التواصل الإجتماعي فيه تكاد أن تكون مصدر المعلومة الأول لسرعة البرق في انتشارها عبر هذه المواقع.