أوقفوا إزهاق الأرواح في الشوارع..
خالد الزبيدي
جو 24 :
لا يخلو يوم بدون حوادث سير تقتل وتجرج وتهدر الممتلكات، مئات من القتلى والالاف من الجرجى سنويا، دون ان نجد من يوقف مسلسل الرعب، ووصلت الامور بنا ان نمر على خبر او تقرير عن حوادث السير وكأن الامر لا يمس الا من عانى منها.. بفقدان عزيز او إعاقة دائمة، واسهل تبرير يعلنه مسؤول ما ان السبب طيش بعض السائقين، وان معظم الحوادث يتسبب يها الشباب جرّاء التهور والانفعال وغير ذلك من المبررات، فتقوم السلطات المختصة بتغليظ الغرامات والمخالفات ونشر كاميرات مراقبة سرعة المركبات وغير ذلك من الاجراءات التي اثبتت حتى الآن انها لم تؤدِ الى تخفيض حوادث السير القاتلة.
ظاهرة حوادث السير القاتلة تحتاج الى دراسات نظرية وميدانية للوقوف على الاسباب الحقيقية لهذه الحوادث ولماذا لم تنجح كل الجهود السابقة للحد منها، فالحوادث اسبابها الرئيسية ثلاثة ..الاول الانسان، والثاني المركبة، والثالثة الطريق، وهناك مجموعة من الاسباب الاخرى لا تقل اهمية عن الاسباب السابقة منها على سبيل المثال عدم الالتزام بتطبيق قوانين وانظمة المرور، وافتقار الشوارع الرئيسية للارصفة المخصصة للمارة، وتدني كفاءة الإشارات الضوئية واللوحات الإرشادية في الشوارع، واعتقد جازما ان نسبة كبيرة منها لا توضع في المكان المناسب بما يؤدي الى تقليص الحوادث المرورية، وهذا يناط بأمانة عمان في العاصمة والبلديات في المدن الرئيسية في المملكة.
وبالعودة الى الاسباب الرئيسة الثلاثة للحوادث المرورية، فهناك عدد لا يستهان به من سائقي المركبات خصوصا حافلات النقل العام ( الكوسترات ) يتعاملون برعونة وسرعة وتجاوز على قوانين المرور، وكمستخدم يومي للسيارة اراقب يوميا مئات المخالفات التي تثير الاشمئزاز اخطرها التنقل في الشارع من مسرب الى آخر والدخول في سباق مع اقرانهم من سائقي الحافلات مع استخدام الزوامير لفتح الطريق لهم حتى لو كان في اقصى يسار الشارع، وهناك جانب من اصحاب السيارات الخصوصي يتجاوزون على حقوق مستخدمي الطريق.
اما العامل الثاني وهو المركبات إذ يوجد منها سيارات لم تحصل على الصيانة الضرورية لإدامة استخدامها، وفي نفس الوقت هناك مركبات لا تقوم بتجديد التراخيص الضرورية حسب الاصول، وهذا بحد ذاته يشكل خطورة على سائقي ومستخدمي تلك المركبات وغيرهم من المركبات الاخرى ومستخدمي الطريق.
والعامل الثالث تدني جودة الطريق، وافتقارها لمدلول الخطوط الارضية وعدم محاسبة من يتجاوز عليها، حيث يشكل عدم الالتزام بالخطوط الارضية نسبة مؤثرة في الحوادث المروية..فالحاجة ماسة لإطلاق حملة للتوعية بالتزام بقانون السير وبعد انتهاء الحملة البدء بتطبيق عقوبات لمن يتجاوز عليها تحت طائلة المسؤولية من سحب التراخيص وحجز المركبات لحماية ارواح عزيزة علينا جميعا.. الامر يحتاج لمزيد من البحث وتقديم حلول ناجعة.