فانتازيا حكومة النهضة.. عن طرفة الزامية رياض الاطفال!

وائل عكور - كشف رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز عن توجه الحكومة لجعل تعليم رياض الاطفال الزاميا اعتبارا من مطلع أيلول 2020، مشيرا إلى أن بدء مرحلة التعليم الالزامي من عمر 5 سنوات سيسهم في زيادة فرص حصول الطلبة على تعليم نوعي في مرحلة الطفولة المبكرة قبل الالتحاق بالصف الأول الأساسي.

وتأتي هذه التصريحات في ظلّ تردّي أحوال منظومة التعليم في الأردن بشكل عام، نتيجة سوء الخدمات المقدمة في كثير من المؤسسات التعليمية الحكومية، والتي كان يُفترض بالحكومة الالتفات إليها قبل الذهاب نحو التوسّع في مشروع مثل جعل تعليم رياض الأطفال الزاميا.

كان الأصل بالرزاز أن يُكرّس جهوده على الارتقاء بالخدمة التعليمية في المحافظات والقرى الأردنية النائية، وتوفير الخدمات الأساسية للأهالي هناك من أجل تمكينهم من مجاراة أقرانهم في العاصمة عمان والمدن الكبرى، والأصل بالرزاز أن يضع خطة للقضاء على ظاهرة الاكتظاظ في المدارس الحكومية قبل التفكير بتوسيع قاعدة المشمولين بالزامية التعليم.

لا نعلم كيف يُفكر الرزاز بجعل مرحلة رياض الأطفال الزامية وهو عاجز حتى اللحظة عن انهاء ظاهرة "الفترتين"، كما عجز أيضا عن انهاء مشكلة نقص الكوادر التعليمية في المناطق الأقلّ حظا، ولم ينجح حتى الآن بحلّ مشكلة المدارس المستأجرة والمدارس التي لا يليق بها أن تكون مؤسسات تعليمية، ثمّ كيف يعتقد أن الأردنيين سيؤمنون على وضع أبنائهم في مدارس لا تتوفر فيها وسائل التدفئة في الشتاء والتبريد في الصيف؟! أم أنها ستزعم توفير وسائل التدفئة والتبريد كما تفعل في كلّ سنة بالرغم من الشكاوى الكثيرة التي ترد حول هذا الملف؟!

وكأن الرزاز لم يكن وزير تربية وتعليم، وكأن الرجل لا يعرف مشكلة الأثاث المدرسي المتهالك في كثير من المدارس، وكأنه لا يعرف كيف تنتشر التشققات في كثير من المدارس الحكومية، والأكيد أنه لا يعرف كم من الوقت يُمضي طلبة في المفرق والطفيلة وغيرها من المحافظات المنكوبة ليصلوا إلى مدارسهم التي تبعد عشرات الكيلو مترات عن منازلهم ولا تخدمهم أي وسائل نقل عام محترمة..

لعلّ الرجل يحلم بتعميق الهوة بين أبناء عمان -الذين سيتلقى معظمهم تعليما مقبولا في مرحلة رياض الأطفال- وبين أقرانهم في المحافظات التي تعاني تهميشا رسميا، لكن عليه أن يدرك أن هذا الفشل سينقلب عليه ولن يستمر..