جامعه الأميرة سمية للتكنولوجيا انجازات نوعيه وتجربة فريدة تستوجب الاستنساخ
من الصعوبة بمكان تسليط الضوء على الانجازات النوعية والنجاحات الكبيرة التي حققتهاجامعه الأميرة سمية للتكنولوجيا في مقالة أو تقرير صحفي، وربما سيحتاج كل نجاح إلى مقال منفرد،فهي جامعة ذات تجربة أكاديمية غنية، تبدو ملامحها واضحة للعيان بدخولها التصنيف العالمي QS كواحدة من أفضل 800- 1000 جامعة على مستوى العالم، تكون الجامعة تجاوزت دائرة المنافسة مع الجامعات الأردنية والعربية، ودخلت ميدان المنافسة مع الجامعات العالمية ذاتالمكانة العلمية المرموقة والسمعة البارزة، والإمكانات المالية والبشرية الهائلة.
بهذا الانجاز الكبير تكون الجامعة ذات النشأة الحديثة (تأسست عام 1991) قد انضمت إلى شقيقاتها الجامعة الأردنية والعلوم والتكنولوجيا في سجل الجامعات العالمية المتميزة وفق معايير تصنيف الجامعات المعروفة عالميا. وعبر مسيرتها العلمية تمكنت الجامعة من تحقيق انجازات نوعية لم تتحقق صدفة، وإنما جاءت وليدة ثمرة الجهود الكبيرة التي بذلها كافه القائمين على الجامعة، خصوصا بعد الثقة الملكية بأدائها، والتي توجت بحصول الجامعة على وسام الاستقلال من الدرجة الأولى لتميزها في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال والأعمال، وكذالك توجيهات سمو الأميرة سمية بنت الحسن ودعمها غير المحدود لتحقيق المزيد من النجاح والتطور، والثقة الكبيرة التي منحتها لرئيسها الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي، صاحب الخبرات المتراكمة في الجامعات الاردنية والعربية والاجنبية الذي يعمل بجد ليل نهار، لترجمة حرفية لكافة توجيهات سمو الأميرة، من اجل تحقيق المزيد من النجاحات التي تنعكس إيجابا على الوطن والمواطن.
حصلت الجامعة على الاعتماد الأمريكي (ABET) لعدد من التخصصات، وكانت بذلك اول جامعة أردنية تحصل على هذا الاعتماد، وحقق طلبة الجامعة انجازات هائلة على كافة المستويات المحلية والعربية والدولية، منها على سبيل المثال حصول فريق من طلبة الجامعة هذا العام على المرتبة الأولى على مستوى الجامعات العربية وللسنة الرابعة على التوالي، وعلى المرتبة الرابعة عالميا من بين ما يزيد عن 4000 فريق في مسابقهIEE-E XTREME) ) كما حصلت على المرتبة الثالثة على مستوى العالم في مسابقة مايكروسوفت،وبذلك يكون الأردن أول دولة تحقق هذا الانجاز على مستوى الشرق الأوسط، وبالرغم من ان الجامعة ذات صبغة علمية تركز على تخصصات الهندسة والتكنولوجيا وإدارة الأعمال، فقد تميز طلبتها أيضا في الأنشطة الثقافية والرياضية ، فقد حصل نادي المناظرات والفكر في الجامعة هذا العام على المركز الأول على مستوى العالم في البطولة الدولية الخامسة للمناظرات التي نظمتها دولة قطر، كما حصل طلبتها على المركز الاول في عدد من المسابقات الرياضية المحلية في الفروسية وكرة السلة .
تتميز الجامعه بعدد من المزايا التي تشكل قيمة مضافة لا تتوفر في الجامعات الأخرى، منها ان الجامعة استحدثت برامج نوعية وفريدة من نوعها على مستوى الأردن والشرق الاوسط ، اذ ان ما يزيد عن 55% من برامجها غير موجودة في الجامعات الأردنية، ونجحت في تحريك التخصصات الراكدة، حيث أصبح عليها إقبال، ولا يجد خريجيها صعوبة في الحصول على وظيفة،لا بل ان 25% من طلبة الجامعة يجدون فرصة عمل قبل التخرج، وهؤلاء الطلبة يجدون فرصة عمل في سوق العمل القائم على المنافسة والكفاءة لا على الواسطة والمحسوبية، ودون أن يضطروا إلى الانتظار لسنوات طويلة في قوائم العمل لدى ديوان الخدمة المدنية.
من جانب آخر تحرص الجامعة على متابعة خريجيها من خلال التواصل معهم، ومعرفة فيما اذا حصلوا على فرصة عمل وذلك من خلال قسم خاص بمتابعة خريجي الجامعة ، ولعل ما يبعث على الفخر والاعتزاز بهذه المؤسسة الوطنية ان ما يقارب 90% من طلبه الجامعة التحقوا بسوق العمل سواء في الأردن أو في الخارج، وهذا يعكس مستوى مخرجات الجامعة حيث انهم محل تقدير في سوق العمل.أما الباقي وهم بحدود 10% فان جزء كبير منهم ملتحق ببرامج الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراة) حيث تبلغ نسبة الطلبة الملتحقين ببرامج الدراسات العليا10%من طلبة الجامعة البالغ عددهم بحدود 3200 طالب، وتسعى الجامعة من خلال خطة طموحة إلى رفع هذه النسبة في السنوات القادمة الى 20%، ولعل ما يشجع الطلبة على الالتحاق ببرامج الدراسات العليا رغم ان بإمكانهم الحصول على فرصة عمل ، هو ما توفره الجامعة لهم من امتيازات مشابهة لما توفره أرقى الجامعات في العالم، حيث يعامل طلبة الدراسات العليا معاملة أعضاء هيئه التدريس ، من حيث توفير البنية التحتية للبيئة العلمية و البحثية من مكاتب ومختبرات أو عند المشاركة في المؤتمرات العلمية الدولية المحكمة أو عند نشر الأبحاث العلمية، وتشترط الجامعة على طلبة الدكتوراه نشر (7) أبحاث علمية كحد أدنى في مجلات دولية مصنفة قبل التخرج ، وهو عدد مساوي لعدد الأبحاث التي تطلب من أعضاء هيئة التدريس للترقية إلى رتبة أستاذ في كثير من الجامعات ، كما تقوم الجامعة بتعيين أوائل الخريجين في برامج الدراسات العليا.
وتخصص الجامعة ما يقارب 10% منموازنتها العامة للبحث العلمي، وبذلك توفر بيئة مناسبة للبحث العلمي، فوفقا لتصنيفات جامعة كيو أس العالمية QS حصلت الجامعة على المرتبة الأولى في الأردن والخامس عشر في المنطقة العربية من حيث عدد الأبحاث المنشورة مقارنة بعدد أعضاء هيئه التدريس، وهذا حتما سنعكس في المستقبل على تصنيف الجامعة حيث أنه بمرور الوقت يزداد عدد الاقتباسات (Citations) من هذه الابحاث العلمية، ويصل عدد براءات الاختراع التي تسجلها الجامعة إلى معدل (6) في السنة.
وترتبط الجامعة بعدد من الاتفاقيات مع جامعات عالمية عريقة وذات سمعة مرموقة مثل ايرزونا وانديانا ومتشغن وغيرها، وتميزت الجامعة في الحصول على دعم لمشاريعها من الجهات المانحة وخصوصا الاتحاد الأوروبي، حيث حصلت على دعم 40 مشروع ، وتشرف الجامعة على إدارة وتنفيذ عدد من هذه المشاريع، فأصبحت الجامعة الأولى في الأردن في عدد المشاريع الدولية الممولة من الخارج، ولا يقتصر التعاون مع الجامعات العالمية على أعضاء هيئة التدريس، وإنما يشمل الطلبة، حيث تفخر الجامعة بان لديها أقوى برنامج تبادل طلابي موجود في الجامعات الأردنية و يصل عدد الطلبة المشاركين فيه الى 150 طالب في العام ، تتاح لهم من خلال هذا البرنامج السفر والدراسة في جامعات عالميه في ما يقارب 30 دولة في العالم.
تجربة جديرة بالاستنساخ
تعدُّ جامعة الأميرة سميةتجربة أكاديمية رائدة وغنية،وتمثل قصة نجاح تبعث على الفخر والاعتزاز والأمل والثقة في المستقبل، وهي تسير إلى الأمام بخطوات ثابتة وعزيمة قويه وهمه عالية، بفضل توجيهات سمو الأميرة سمية بنت الحسن ودعمها اللامحدود، وثقة وقوة إرادة وادارة الرئيس أ.د. مشهور الرفاعي، وجهود كافة العاملين في الجامعة من أكاديميين وإداريين، إضافة إلى حسن اختيار الطلبة حيث ان 75% من طلبة الجامعة تزيد معدلاتهم عن 80% في الثانوية العامة.
لا تسعى الجامعة للتوسع غير المدروس، ولا يفكر القائمين عليها بمنطق الشركة وجني الأرباح، وإنما تركز على البعد الاكاديمي والريادة والابتكار، وطرح برامج فريدة بعضها الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط ، وتعمل بصمت بعيدا عن الضجيج الإعلامي.
نأمل ان تواصل الجامعة هذه المسيرة الخيرة المباركة والمليئة بالعطاء والتميز والنجاح ، هذه الجامعة في جعبتها الكثير ولدى إدارتها والعاملين فيها وطلبتها تصميم وإرادة على تقديم المزيد من الانجازات التي تفخر بها، ندعو المعنيين في التعليم العالي إلى الاستفادة من هذه التجربة الرائدة، وخصوصا انها منفتحة على الجميع مؤسسات ومسؤولين.
واخيراً رب ضاره نافعة ، فإذا كان بعض جامعاتنا قد تأثرت من قرارات بعض الأشقاء وتعرضت إلى ما يشبه تسونامي، فان ما حدث هي فرصه ذهبية لمراجعة المسيرة وإعادة النظر في كثير من السياسات والإجراءات وترتيب أوضاع جامعاتنا، فالتعليم هو رأسمال الدولة الأردنية واستثمار ذو مردود عالي ، وما حققته جامعة الأميرة سمية بسواعد أردنية يمكن للجامعات الأخرى الاستفادة منه واستنساخه، والتعاون فيما بينها من أجل حاضر الوطن وأجياله المستقبلية، فكافة الجامعات الأردنية مؤسسات وطنية، محل الثقة والاعتزاز، ولديها رسالة وطنية في التعليم والتنمية وخدمة المجتمع والدولة.