الى الصديق الدكتور يوسف ربابعة
د. محمد تركي بني سلامة
جو 24 :
أيها الحرّ، كلماتك ليست خيانة للوطن، بل فضح للخيانة الحقيقية التي تمارس على الوطن وأبنائه. من يكمم الأفواه ويمنع القلم من قول الحق هو الخاسر الأكبر، ومن يجرّم الكلمة الناصعة ويستبدلها بالولاء الأعمى هو من يبيع مستقبل الأجيال.
الوطن لا يُخان بصرخة صادقة ولا بقلم شريف، الوطن يُخان حين يُدفن الحق تحت ركام الصمت، وحين يُرفع الجلاد على أنه حارس، وحين يُجعل التعليم — وهو روح الأمة — قضية "هامشية" لا تستحق النقد أو الإصلاح.
ليعلموا أن القلم الذي يُجبر على الصمت اليوم، سيعود غداً أكثر قوة، وأن الكلمة الحرة لا تُسجن، وإن وُضعت خلف الجدران، لأنها تعيش في قلوب الناس. أما الكلاب التي اخترت تربيتها، فهي أوفى وأصدق من كثير من البشر الذين يلبسون ثوب السلطة ويذبحون الوطن باسم القانون.
ابقَ صوتاً ولو في الظل، فالظل أكرم من سلطة تزدهر على القمع. التاريخ لا يرحم، وسيسجل أن هناك من باع، وهناك من صمت، وهناك من قاوم بالكلمة حتى آخر نفس.








