الذكرى ال ٩١ للمؤتمر الوطني الاردني
د. محمد تركي بني سلامة
جو 24 :
عقد المؤتمر برىاسة الشيخ حسين الطراونة على مدار أربعة أيام ومثل نقطة تحول في مسيرة العمل الوطني الاردني والنضال السياسي من أجل وضع حد لتهميش ابناء البلاد واستبعاد هم من المشاركة في السلطة وإدارة البلاد ،
اتخذ المؤتمر مجموعة من القرارات السياسية التي تحولت إلى الميثاق الوطني وهو أشبه بدستور للحركة الوطنية الأردنية حيث عبر المؤتمرون عن رفضهم للانتداب البريطاني ووعد بلفور وأكدوا على عروبة فلسطين وسيادة واستقلال الاردن وأن تدارالبلاد بحكومة دستورية مستقلة خاضعة لرقابة ومساىلة البرلمان وفق انتخابات حرة نزيهة ورفض أي تشريعات استثناىية ولا تلبي مصالح حاجات المواطنين وكذالك قدسية الأراضي والأموال العامة وصونها من العبث أو سوء التصرف .
وقد عكست قرارات المؤتمرون درجة عالية من الحس الوطني و الوعي السياسي وتحمل المسؤولية والاستعداد للتضحية ودفع الثمن .
مثل هذه الروح والمشاعر للاسف لا نراها اليوم حيث تطغى مشاعر الياس والإحباط والسلبية وعدم المبالاة ،
أن إهمال هذه المناسبة الوطنية الغالية هو اعتداء صارخ على الذاكرة الوطنية وتهميش صريح للهوية الوطنية وانكار لجهود ونضالات وتضحيات البناة والمؤسسين الاواىل .
الامم الحية واشعوب المتحضرة تحيي مناسباتهم الوطنية وتستلهم ما فيها من دروس وعبر وهي تواصل مسيرتها في النضال والبناء والتنمية
واذا كانت الظروف التي يعيشها الاردن هذه الأيام تستدعي عقد المؤتمر الوطني السادس الذي طال انتظاره فإن احياء هذه المناسبة اليوم قد يكون الخطوة الأولى في هذه الرحلة الطويلة الشاقة .