رد المعشر على العكايلة.. الهروب من الانكشاف بالتعمية
جو 24 :
وائل عكور - مرّة أخرى يُظهر نائب رئيس الوزراء الدكتور رجائي المعشّر فظاظة في التعامل مع ممثلي الشعب من النواب، وذلك من خلال المزاودة على الوزير السابق والبرلماني المخضرم، رئيس كتلة الاصلاح النيابية الدكتور عبدالله العكايلة.
وفي التفاصيل، فإن العكايلة وخلال مناقشة القانون المعدل لقانون اعادة هيكلة المؤسسات والدوائر الحكومية بهدف تعديل تسمية وزارتي البلديات والاتصالات في التشريعات الاردنية، تساءل عن المبررات التي دفعت الحكومة إلى تعديل التسمية واطلاق مسمى وزارة الريادة والاقتصاد الرقمي بدلا من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فقال: "ما الذي حدانا لأن ندعوها وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة؟ هل سبقنا اليونان؟ هل أصبحنا في مصاف الدول الريادية العظمى وذات الاقتصاد الرقمي فعلا؟".
وتابع العكايلة: "يصدق علينا ما قاله الشاعر في إحدى دويلات الأندلس: مما يزهدني في أرض أندلس.. ألقاب معتصم فيها ومعتضد، ألقاب مملكة في غير موضعها.. كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد"، مجددا تساؤله عن "الاقتصاد الرقمي والأسباب التي دفعت الحكومة لتعديل التسمية"، ليأتي الردّ من المعشر قائلا: "إن كلام الدكتور العكايلة فيه اساءة مبطنة للأردن وقدرتها ومكانتها وقيامها بأعمال الريادة، لذا أرجو التنبيه إلى أن هذا لا يجوز، فالأردن قوي وقادر على أن يكون رياديا وفي مصاف الدولة المتقدمة ولا يقارن لا باليونان ولا غيرها"، قبل أن يردّ رئيس المجلس المهندس عاطف الطراونة بالتأكيد على أن العكايلة لم يقصد ما ذهب إليه المعشر.
كان يمكن لنائب رئيس الوزراء الاجابة على السؤال المباشر الذي وجهه النائب بكلّ أريحية، وذلك بعيدا عما رأيناه من ديماغوجيا تكشف عدم امتلاك المعشر الحجة والمنطق للاجابة على السؤال الذي يطرحه آلاف الأردنيين.
اللافت أن وزير الشؤون السياسية والبرلمانية المهندس موسى المعايطة والذي كان يجلس إلى جوار المعشّر، ظلّ طيلة الوقت يهزّ رأسه مؤيدا لما يقوله نائب رئيس الوزراء، الأمر الذي يؤكد أن الحكومة ما زالت تضمّ شخصيات حبيسة حقبة تصنيف الناس وفق تهم معلّبة للتهرب من الاجابة على الاسئلة الجوهرية.
لطالما طالب الأردنيون الحكومة باجابة وتبرير مقنع لسبب تغيير اسم وزارتي "البلديات والاتصالات" بعيدا عن الفانتازيا وبيع الوهم اللتين تتقنهما حكومة الدكتور عمر الرزاز.
وأما قول المعشر إن الأردن قويّ وقادر على أن يكون رياديا، فهو مواصلة للتعمية على أصل الموضوع والتهرب من الاجابة، نعم الأردن قويّ وكلّنا يعرف ذلك، ونعرف امكانات الأردن والأردنيين، ونعرف أن الشعب يمتلك من الكفاءات والوطنية ما يمكنه من وضع الأردن على قائمة الدول المتقدمة، لكن مشكلتنا هي في الحكومات غير الرشيدة التي تولّت ادارة شؤون البلاد ووقفت عائقا أمام جميع محاولات تقدّم الأردن.
الحقيقة أن اجابة المعشر لم تكن تختلف كثيرا عن البروباغندا التي رافقت الحديث عن انجازات حكومة الرزاز التي تبين أنها انجازات على الورق وأنها قفزات في الفراغ "وأسماء مملكة في غير موضعها" وشعارات بلا أي دلالة أو معنى.. تماما كما كان شعار النهضة الذي سرعان ما تبين زيفه وأنه مجرّد اجترار لبرامج حكومات أسلافه ممن ساروا على نهج الجباية والامعان في خنق الحريات..