علماء ينجحون بتحويل الخلايا السرطانية إلى خلايا دهنية
جو 24 :
تمكن الباحثون من تحويل خلايا سرطان الثدي البشرية إلى خلايا دهنية في الفئران، في دراسة جديدة لإثبات صحة الفكرة.
ولتحقيق هذا العمل، استغل الفريق مسارا غريبا تنتشر فيه الخلايا السرطانية. ومع أن النتائج ليست سوى خطوة أولى، إلا أنها كانت واعدة.
ووفقا للدراسة، فإنه عندما ينمو الجنين، تبدأ الخلايا الطلائية بالتحول لشكل سائل أكثر، فتتحول إلى نوع من الخلايا الجذعية التي يطلق عليها اسم mesenchyme، ثم تتحول إلى الخلايا التي تحتاجها أعضاء الجسم.
وتسمى هذه العملية انتقال الظهارية الوسيطة (EMT)، وكان معروفا منذ فترة أن السرطان يمكن أن يستخدم كل من هذا المسار والمسار المقابل له المسمى MET (الانتقال الوسيط إلى الظهاري)، لينتشر في جميع أنحاء الجسم.
وأخذ الباحثون فئرانا، وزرعوا فيها شكلا عدوانيا من أشكال سرطان الثدي البشري، وتم إعطاؤهم علاجين، واحد عقار يعطى لمرضى السكر rosiglitazone، والعقار الآخر يعطى لمرضى السرطان trametinib ،بفضل هذه الأدوية عندما قامت الخلايا السرطانية باستخدام إحدى المسارين المذكورين أعلاه بدلا من الانتشار تم تحويلها إلى خلايا دهنية، وهي عملية تدعى تكوين الخلايا الدهنية.
وكتب الفريق في ورقته التي نشرت في كانون أول/ يناير 2019: "تشير النتائج إلى أن العقارين المستخدمين يستهدفان الخلايا السرطانية على وجه التحديد، ويزيدان من مستوى اللدونة، ويحفزان على تكوين الشحم". على الرغم من أنه لم تتحول كل الخلايا السرطانية إلى دهنية، إلا أن الخلايا التي تحولت للدهنية لم تعد إلى حالتها الأصلية.
وتابع: "حتى الآن، يمكننا القول إن الخلايا السرطانية التي تحولت إلى خلايا دهنية تبقى دهنية، ولا تعود إلى خلايا سرطانية أبدا". كيف عمل العقار؟ لأن العقار تراميتينيب يزيد من عملية الانتقال للخلايا مثل الخلايا السرطانية إلى خلايا جذعية، عندما اقترن معه روزيجليتازون ساعد على تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا دهنية".
وكتب الفريق: "علاج التمايز الدهني الناشئ عن مزيج الروزيجليتازون وترينمبينيب يمنع بشكل فعال غزو الخلايا السرطانية وانتشارها وتكوين مرض خبيث في مختلف التجارب التي تم إجراؤها على الفئران ".
وقال موقع "sciencealert": الأمر المثير هو أن هذين الدواءين تمت الموافقة عليهما من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لذلك يجب أن يكون من الأسهل إدخال هذا النوع من العلاج في التجارب السريرية للأشخاص الحقيقيين. على الرغم من أننا نعلم أن التجارب التي يتم إجراؤها على الفئران لا تنجح دائما على البشر، إلا أن معرفة أن هذه الخلايا السرطانية كانت خلايا بشرية تعطي القليل من الأمل.
في أثناء ذلك، يبحث الفريق ما إذا كان هذا العلاج سيعمل مع العلاج الكيميائي، وما إذا يمكن تطبيقه على أنواع أخرى من السرطانات.