الاعلام الالكتروني قوة يصعب قهرها
عبير الزبن
جو 24 : كانت الناس فيما سلف من الزمان , تضرب مثلا , و تستشهد به حين تصف شيئاً ما , بأن له قوة مؤثرة فيقال اقوى من السحر, اعتقاداً ان السحر يجذب الانسان , رغم أنفه , و يسلب ارادته و ينقاد له طوعاً او كرهاً , مستسلماً مثل آلة برمجت لتنجز ما صممت لأجله .
لقد فاز الاعلام الالكتروني على هذه القوة , و تفوق عليها , فعلاً حقيقياً لا سحراً خيالياً , فكان اول افعاله بعد سرعة انتشاره ان كسر حاجز الخوف , ثم اخترق كل تحصينات القلاع و البيوت , في اي بقعة في الارض والسماء , و كان صاحب القوة التي يصعب قهرها , و ان حاول افرادٌ و مؤسسات و حكومات حجبه عن الظهور او تقنينه خشية من نفاذ تأثيره .
ان عملية حجب المواقع الالكترونية غير ممكنة و غير مجدية , و ان حدثت فهي مؤقتة ولا تدوم , فسرعان ما تجد مواقع اخرى و قد تبرعت ان تعمل نيابة عنها, و تؤدي لها رسالتها , و توصل اخبارها , و تحقق مرادها , فالاعلام الالكتروني مرن متلون , كالسائل في الآواني المستطرقة , وهو زئبقي هلامي اثيري لزج , جامع لكل هذه الصفات المتباينة بأحكام و نجاح .
ان امكانية الرقابة على الاعلام الالكتروني شيء صعب المراد , و قد حاولت جهات عدة ضبطه بأنظمة او قوانين فلم تفلح , و شواهد ذلك كثيرة يندر حصرها , و لكن الضابط الوحيد هو الضمير الحي , المغذى من العقيدة و الاخلاق , و هذا أمر تتفاوت نسبته من انسان الى آخر , وهو فاعل بسرعة الوصول و الانتشار , و متأثر بحالة الانفعال بالتسرع و عدم التروي , فقد تكون المشاركة فيه سلبية احياناً, ان لم تضبط بمساحة من التفكير لابداء الرأي والمشاركة .
الاعلام الالكتروني اعاد للسلطة الرابعة مكانتها , و زاد على ذلك بأن دفعها للامام لان تكون السلطة الاولى , و صدق من اطلق عليها صاحبة الجلالة , فهي تستحق ذلك بجدارة , لا هبة و لا منحة من احد , و الاعلام الالكتروني لا يؤمن بالحاجة الى الايام و الساعات لنقل الخبر من قارة الى باقي القارات , بل مباشر و على مدار رمش العين , وقبل ان يرتد الطرف .
ان نجاح الاعلام الالكتروني في استقطاب الشعوب و حتى مستوى المواطن , للمشاركة حين تطلب فضائية او موقع الكتروني المداخلة وطرح الافكار , فتأتي عليها الاراء من كل حدب و صوب , من مختلف المستويات العلمية , و التخصصات المهنية , و الجنسيات البشرية , و الخبرات المتفاوتة , و الولاءات و الانتماءات الصادقة و المشبوهة , تناقش و تحاور في شتى الموضوعات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية و كل ما يخالج شأن البشر.
ان اندلاع الثورات العربية , و المسماة بالربيع العربي , كان الاعلام الالكتروني المحرك الاول لها , و الدافع القوي لاستمرارها , رغم ادعاء البعض انه آلة لهذه الثورات , و ليس الباعث لها من سهادها و رقادها .
الاعلام الالكتروني في الاردن , لا يختلف كثيراً في مسعاه و ممشاه عما ذكر انفاً , الا انه ومن وجهة نظر شخصية , قد تفوق على غيره , اذ لم يغرد خارج السرب, ليخدم جهات مخفية , بطرائق قددا , و لم يكن ملهباً لعواطف العامة بالاتجاهات السلبية , وان القائمين على رعايته اردنيون , لا احد يزاود على صدقهم و غزارة علمهم , قوم استحكمت بهم الفضيلة , و نهلوا من نبع العقيدة , حتى الارتواء , فكان همهم سلامة اردنهم , اكثر الله امثالهم عندنا و عند اصدقائنا , و قلل امثالهم عند اعدائنا .
حمى الله الاردن و شعبه و مليكه .
abeer.alzaben@gmail.com
لقد فاز الاعلام الالكتروني على هذه القوة , و تفوق عليها , فعلاً حقيقياً لا سحراً خيالياً , فكان اول افعاله بعد سرعة انتشاره ان كسر حاجز الخوف , ثم اخترق كل تحصينات القلاع و البيوت , في اي بقعة في الارض والسماء , و كان صاحب القوة التي يصعب قهرها , و ان حاول افرادٌ و مؤسسات و حكومات حجبه عن الظهور او تقنينه خشية من نفاذ تأثيره .
ان عملية حجب المواقع الالكترونية غير ممكنة و غير مجدية , و ان حدثت فهي مؤقتة ولا تدوم , فسرعان ما تجد مواقع اخرى و قد تبرعت ان تعمل نيابة عنها, و تؤدي لها رسالتها , و توصل اخبارها , و تحقق مرادها , فالاعلام الالكتروني مرن متلون , كالسائل في الآواني المستطرقة , وهو زئبقي هلامي اثيري لزج , جامع لكل هذه الصفات المتباينة بأحكام و نجاح .
ان امكانية الرقابة على الاعلام الالكتروني شيء صعب المراد , و قد حاولت جهات عدة ضبطه بأنظمة او قوانين فلم تفلح , و شواهد ذلك كثيرة يندر حصرها , و لكن الضابط الوحيد هو الضمير الحي , المغذى من العقيدة و الاخلاق , و هذا أمر تتفاوت نسبته من انسان الى آخر , وهو فاعل بسرعة الوصول و الانتشار , و متأثر بحالة الانفعال بالتسرع و عدم التروي , فقد تكون المشاركة فيه سلبية احياناً, ان لم تضبط بمساحة من التفكير لابداء الرأي والمشاركة .
الاعلام الالكتروني اعاد للسلطة الرابعة مكانتها , و زاد على ذلك بأن دفعها للامام لان تكون السلطة الاولى , و صدق من اطلق عليها صاحبة الجلالة , فهي تستحق ذلك بجدارة , لا هبة و لا منحة من احد , و الاعلام الالكتروني لا يؤمن بالحاجة الى الايام و الساعات لنقل الخبر من قارة الى باقي القارات , بل مباشر و على مدار رمش العين , وقبل ان يرتد الطرف .
ان نجاح الاعلام الالكتروني في استقطاب الشعوب و حتى مستوى المواطن , للمشاركة حين تطلب فضائية او موقع الكتروني المداخلة وطرح الافكار , فتأتي عليها الاراء من كل حدب و صوب , من مختلف المستويات العلمية , و التخصصات المهنية , و الجنسيات البشرية , و الخبرات المتفاوتة , و الولاءات و الانتماءات الصادقة و المشبوهة , تناقش و تحاور في شتى الموضوعات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية و كل ما يخالج شأن البشر.
ان اندلاع الثورات العربية , و المسماة بالربيع العربي , كان الاعلام الالكتروني المحرك الاول لها , و الدافع القوي لاستمرارها , رغم ادعاء البعض انه آلة لهذه الثورات , و ليس الباعث لها من سهادها و رقادها .
الاعلام الالكتروني في الاردن , لا يختلف كثيراً في مسعاه و ممشاه عما ذكر انفاً , الا انه ومن وجهة نظر شخصية , قد تفوق على غيره , اذ لم يغرد خارج السرب, ليخدم جهات مخفية , بطرائق قددا , و لم يكن ملهباً لعواطف العامة بالاتجاهات السلبية , وان القائمين على رعايته اردنيون , لا احد يزاود على صدقهم و غزارة علمهم , قوم استحكمت بهم الفضيلة , و نهلوا من نبع العقيدة , حتى الارتواء , فكان همهم سلامة اردنهم , اكثر الله امثالهم عندنا و عند اصدقائنا , و قلل امثالهم عند اعدائنا .
حمى الله الاردن و شعبه و مليكه .
abeer.alzaben@gmail.com