jo24_banner
jo24_banner

علاوة المعلمين ادراة الازمة ام افتعالها

الدكتور سليمان الشياب
جو 24 :
نفذت نقابة المعلمين في المملكة الاردنية الهاشمية يوم الخميس اعتصامها احتجاجا على عدم وفاء الحكومة بالتزامها مع النقابة والمبرم في عام 2014 بمنح زيادة مقدارها 50 بالمئة وقد اغلقت الاجهزة الامنية الطرق المؤدية الى موقع الاعتصام ظنا منها ان المعلمين سيعودون ادراجهم في حال منعهم من الوصول الى الدوار الرابع موقع الاعتصام الرئيسي الذي كان يجب ان يلتقي عليه كل معلموا المملكة ولكن مع المنع لم يستطع الجميع الوصول الى موقع الاعتصام فسادت الاعتصامات مناطق كثيرة في المملكة فاعتصمت كل مجموعة حيث حبسهم المنع وبغباء المسؤوليين في الدولة الاردنية امتدت مساحة الاعتصامات لتشمل مناطق كثيرة بدلا من ان تكون في الدوار الرابع فقط ولكن ومع المنع الذي مورس على القادمون للدوار الرابع الا ان اعدادا كبيرة استطاعت الوصول الى موقع الاعتصام الرئيسي على الدوار الرابع بعد ان ترجلوا من وسائل النقل وساروا مشيا على الاقدام ولم تقف السياسات الغبية من قبل المسؤولين في الدولة عن ادراة الاعتصام لم تقف عند منع المعلمين من الوصول الى مكان الاعتصام لا بل اصدروا الاوامر للامن والدرك بفض الاعتصامات باستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع وضرب المعتصمين مما زاد الطين بلة وزاد في اصرار المعلمين على المضي قدما في التصعيد واعلان الاضراب المفتوح وتوقعت الحكومة انها مجرد ان فضت الاعتصام في بعض المواقع بالقوة وبمجرد اعتقالها لمجموعة من المعلمين والتعامل معهم في المراكز الامنية بطريقة بعيدة كل البعد عن اخلاقنا التي تربينا عليها في الاردن توقعت الحكومة انها نجحت في انهاء الاعتصام وانهت المسالة برمتها ولكن ما حدث ان انقلب السحر على الساحر فكان الاضراب ناجحا بكل المقاييس وتحول من اضراب للمعلمين الى اضراب للمجتمع الاردني مؤيدا للمعلمين بمطالبهم العادلة المحقة وسبب هذا التوسع في قبول فكرة الاضراب من قبل المعلمين ومن قبل المجتمع باسره هوالسلوك الارعن الذي قام به المسؤولون في الحكومة والذي تضمن اصدار الاوامر لضرب المعتصمين وكان الاولى بهذا الضرب من سرقوا الوطن ومن نهبوا خيراته كان الاولى ان يجر الى المراكز الامنية من اغرقوا الاردن بالديون وباعوا مؤسساته في ظلمة الليل بثمن بخس هؤلاء هم من يستحقون الضرب وليس المعلم الذي يبدا نهاره من الصباح الباكر بخدمة الوطن بتربية وتعليم ابناءه ويستمر باداء واجباته التعليمية حتى منتصف الليل ولا يتقاضى الا الفتات الذي لا يكفي لسد ابسط حاجاته وحاجات اسرته وقد كان الاولى بالحكومة ان تستجيب لمطالب المعلم التي تكلف الخزينة مبلغ 112 مليون دينار وهذا المبلغ اقل بكثير مما يصرف في مواقع اخرى بشكل غير مبرر من مكافئات ومياومات سفر للحكومة والنواب وكبار المسؤوليين ومن رواتب خيالية يتقاضاها بعض الموظفين في الهيئات المستقلة او تلك المبالغ التي تصرف على الجيوش الجرارة من ابناء المتنفذين العاملين في سفاراتنا والتي يبلغ عددها اكثر من عدد سفارات الولايات المتحدة الامريكية الدولة الاولى والعظمى على مستوى العالم ولا نجدهم يقدمون شيئا يذكر للوطن حتى على مستوى تسويق الفرص الاستثمارية في الاردن نجد ان جلالة الملك في زياراته هو من يسوق الاردن استثماريا لذلك كان الاولى بالحكومة ان تكون راشدة في تصرفاتها وان تجلس للحوار مع المعلمين وتقدم حلولا عملية تلبي مطالبهم لانهم يستحقون وان تدير الازمة بحنكة وذكاء بدلا من ان تفتعل الازمة وتشعل النيران في وطن يستحق من الجميع لا بل يستوجب على الجميع ان يخدمه ويفديه بالارواح وفي الختام اقول على الحكومة ان تستخدم العقل وتحل المشكلة فلا زال هناك متسع من الوقت او ان تنسحب من المشهد كاملا وتقدم استقالتها معلنة عجزها وتخلي الميدان لمن هم اهلا لتحمل المسؤولية لادارة البلاد فالوطن يستحق منا كل خير والمعلم يستحق منا كل دعم

حمى الله الاردن والخزي والعار للفاسدين

تابعو الأردن 24 على google news