2024-04-24 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الاردن وفقدان الاتجاه..

خالد الزبيدي
جو 24 :


خلال العقود الثلاثة الماضية، شعوب وأمم ودول انتقلت من الفقر والبطالة الى الرخاء والرفاه، بينما تراجعت اخرى بشكل مستمر حتى بلغت مستويات صعبة وفقدت الثقة بالحلول العلاجية واية برامج تطرح، ووصلت إلى مرحلة فقدان الثقة اصبحت عابرة للحكومات، وصاحب ذلك تفشي أمراض إجتماعية ومفاهيم تقرب بعضها من مواصفات الدولة الفاشلة، وهذا اخطر تواجهه هذه الدولة ومواطنيها.

العبث يتجاوز كل المستويات ..بدايات مستمرة بدون نهايات سعيدة، وتشخيص يلاحق آخر بدون حلول حقيقية، وتبرير وراء تبرير وغالبا ما يكون تحميل المسؤولة لظروف خارجية و/ او مناخية، والهدف من وراء ذلك التنصل من المسؤولية وكأن المؤسسات والهيئات والافراد لا دور لهم ولا مسؤولية على عاتقهم، لذلك لا نجد مساءلة فعالة، وهذا بدوره يغري من يتولى المسؤولية على التقصير والتجاوز.

30 عاما من الاصلاح المالي والنتائج وخيمة، وقبل ذلك 30 سنة من الخطط التنموية الثلاثية والخماسية، ورسمنا توقعات متفائلة الا ان النتائج كانت صعبة، وإنهيار سعر صرف الدينار 88/89 لم يأتِ دفعة واحدة، فقد ساهمت حكومات آنذاك بذلك الانهيار ربما عقد من الزمن، وإنفجار مديونية الاردن وتجاوزت حاجز 41 مليار دولار مع حكومة الرزاز هو نتيجة لسياسات حكومتي النسور والملقي، وبرغم ذلك كانت كلمات رؤساء تلك الحكومات تقدم وعود كبيرة والنتائج مزرية، والحال يتكرر في كل الحكومات، وكأن القاسم المشترك لغالبية الحكومة هو الإخفاق والتنصل من المسؤولية، والاكثر تماديا يتحول بعض المسؤولين الى معارضين واصحاب حكمة غابت عنهم خلال توليهم المسؤولية.

ما تقدم يقدم ملخص لاداء الحكومات، فالسؤال الذي يطرح لماذ تنجح دول وشعوب ونخفق ونتراجع بشكل مستمر؟ فالاردن لديه مكامن قوة ديمغرافيا وتعليميا ومواقع جغرافي مميز وموارد متنوعة يمكن توظيفها في التنمية لخدمة المواطنين وتوفير الرفاه والإزدهار، فالاردن ضمن افضل دول العالم من معادن الفوسفات والبوتاس والصخر الزيتي، ومخزون تجاري من النحاس والرمل الزجاجي والزراعة اللاموسمية والسياحة التي تستمر على مدار العام، وتعداد سكان نموذجي يبلغ 7.4 مليون نسمة، وعمالة وافدة تتكدس نهارا جهارا دون تصويب اوضاعها بحجج لا تقنع اي مراقب.

الاردن بخير ولديه مكامن قوة في كافة المناحي والإخفاق الممتد العابر للحكومات غير مقنع، فالاردني الذي ينجح ويبدع خارج بلده يمكن ان يبدع في بلده الا اذا كان هناك من يعرقله ويدفعه نحو الاحباط.. كفى تشخيصا دعوا الناس يعملون وينتجون ويعيشون وينعشون البلاد.
 
تابعو الأردن 24 على google news