زوجة شوماخر "أشهرت الإفلاس بعدما صرفت ثروته على علاجه"؟
جو 24 :
بطل الفورمولا 1 السائق الألماني #مايكل_شوماخر "استفاق وتعرّف الى زوجته". بوست تكثّف تناقله منذ ايام على حسابات وصفحات عربية ولبنانية على وسائل التواصل الاجتماعي. وما يزعمه أيضاً هو ان "زوجة شوماخر صرفت جلّ أمواله على علاجه، حتى أنها أشهرت الإفلاس". هل صحيح انها "أوّل شخص تعرف اليه شوماخر بعد خروجه من غيبوبته؟ وهل أشهرت الافلاس بالفعل؟ FactCheck#
النتيجة: ما يزعمه البوست أنّ زوجة شوماخر "اشهرت الافلاس..."، زعم كاذب، لا أساس له. نعم، أفاق شوماخر "بعد 6 سنوات في غيبوبة"، بالاستناد الى ما نقله أخيرا موقع Le Parisien الفرنسي عن ممرضة ان "شوماخر واع". وبالنسبة الى الزعم انه "تعرّف إلى زوجته"، او انها "الأولى التي تعرّف اليها"، فلم نجد اي شيء يؤكد هذا.
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: بوست مع صورة. وفي النص، بحرفيته: "بعد 6 سنوات في الغيبوبة... السائق الألماني شوماخر يستفيق ويتعرف الى زوجته... الزوجة التي صرفت جلّ أمواله على علاجه، حتى أنها أشهرت الإفلاس، رغم الأموال الكبيرة التي كان يملكها شومي من مداخيله في الفورمولا 1، والتي تسيّد سباقاتها لأعوام، ورغم كل عقود الرعاية الضخمة... صرفتها جميعا على علاجه، ولم تفقد الأمل في شفائه، حتى استفاق، وهي أول من تعرف اليها". وأضاف: "لا تخش الارتباط بـامرأة قوية. قد يأتي يوما ما وتكون هي جيشك الوحيد".
السائق الألماني شوماخر يستفيق من غيبوبة ويعترف علي زوجته التي صرفت جل أموالهم على علاجه حتى أنها أشهرت الإفلاس رغم الأموال الكبيرة التي كان يملكهاصرفتها لي علاجه و لم تفقد الأمل في شفائه حتى إستفاق و هي أول من تعرف عليها
لا تخشى الإرتباط بـ إمرأة قوية.
التدقيق:
-البحث عن البوست، باستخدام كلمات المفاتيح، يبيّن ان تداوله تكثّف ابتداء من 12 أيلول 2019 على الاقل (هنا) على مختلف الصفحات والحسابات العربية واللبنانية. في وقت تناقلت البوست ذاته، أمكن ايضا ايجاد العنوان والنص ذاتهما، بحرفيتهما، في موقعين اخباريين عربيين هنا، وهنا (16 ايلول 2019).
صورة شاشة لمقطع ورد في خبر موقع اخباري عربي.
نعم، 6 سنوات تقريبا- بالتحديد خمسة أعوام و11 شهراً و19 يوما (حتى 10 ايلول 2019، تاريخ نشر خبر استفاقته)- مرّت على الحادث الخطير الذي تعرض له شوماخر في 29 كانون الأول 2013، خلال تزلجه في ميريبيل بجبال الألب الفرنسية. وقد أدخله في غيبوبة، بعد "إصابة قوية في الرأس" تطلبت "تدخلًا جراحيا فوريًا في جراحة الأعصاب"، وفقا لبيان أصدره يومذاك مستشفى غرونوبل الجامعي الفرنسي.
"بعد عمليتين جراحيتين، وأربعة أسابيع في غيبوبة اصطناعية، وأشهر عدة في غرفة الإنعاش، غادر شوماخر مستشفى غرونوبل في حزيران 2014 إلى مستشفى فود الجامعي في لوزان. وبعد ثلاثة أشهر، في ايلول، عاد إلى منزله السويسري الفخم في غلاند على ضفاف بحيرة جنيف، والذي حوّلته زوجته كورينا Corinna مركزا للرعاية عالي التقنية، ولكن أيضًا قلعة. كورينا وفّرت لزوجها التميز في الرعاية، وفي الوقت ذاته فرضت تعتيما كليا على المعلومات عنه" (Le Parisien في 9 أيلول 2019 هنا، "النهار" 11 أيلول 2019 هنا).
-السائق الألماني شوماخر يستفيق و"يتعرّف الى زوجته"؟
ما لدينا من معلومات حتى الساعة عن شوماخر هو انه أدخل الاثنين 9 ايلول 2019 الى مستشفى جورج بومبيدو الاوروبي (باريس XV)، و"تحديدا الى وحدة المراقبة المستمرة في قسم جراحة القلب والأوعية الدموية"، على ما اورد موقع Le Parisien، في 9 ايلول 2019، هنا).
وأفاد ان "شوماخر هو برعاية البروفسور فيليب موناشيه Philippe Menasché، وهو جراح قلب بارز يبلغ 69 عامًا، ورائد في العلاج بالخلايا لمعالجة قصور القلب". وذكر ان "شوماخر يستفيد، وفقا للمعلومات المتوافرة، من ضخّ للخلايا الجذعية التي توزع في الجسم للحصول على فعل جهازي مضاد للالتهابات، أي في جميع أنحاء الجسم. العلاج يجب أن يبدأ صباح الثلثاء (10 ايلول)، على ان يغادر المريض المستشفى مبدئيا الأربعاء".
ونقل موقع Le Parisien عن مصادر متطابقة، إن شوماخر "أجرى زيارتين على الأقل لمستشفى جورج بومبيو الأوروبي في الربيع الماضي. وفي كلتا الحالتين، وصل بواسطة مروحية من سويسرا، وهبط في مطار إيسي ليه مولينو، في موقع ليس بعيدًا عن المستشفى".
في 10 أيلول، انتشر الخبر. "شوماخر واع"، على ما جاء في مقالة نشرها المصدر ذاته، Le Parisien. واورد ما قالته ممرضة في المستشفى: "نعم، إنه في خدمتي... ويمكنني أن أؤكد لكم أنّه (شوماخر) واعٍ". ولاحظ ان "شهادة الممرضة" لا تكشف "الحالة الصحية الدقيقة" لشوماخر. ولم يمكن معرفة المزيد عن وضعه، مع "تحوّل المستشفى "ملجأ محصناً"، وفقا له.
واذا كان شوماخر "واع"، بتأكيد تلك الممرضة، الا اننا لم نجد اي مصدر يقول انه "تعرّف الى زوجته"، كما أضاف البوست، وزعمت مواقع اخبارية عربية، هنا، وهنا. حتى ان هذا الموقع نسب، خطأ، الى موقع "إكسبرس" البريطاني أنّ "التقارير الطبية تؤكد أن شوماخر واعٍ، بعدما تعرّف الى زوجته"، ذلك ان الموقع البريطاني المذكور لم يورد ذلك، بعد قراءة المقالات التي نشرها عنه هنا، هنا، هنا، هنا، وهنا. واكتفى فقط بذكر ما نقله موقع Le Parisien عن الممرضة، ولا شيء لديه عن "تعرّف شوماخر الى زوجته"، وفقا للزعم. كذلك لم يرد شيء عن انّها "الاولى التي تعرّف اليها".
-ماذا عن زعم البوست أن زوجة شوماخر "صرفت جلّ أموالهما على علاجه، حتى أنها أشهرت الإفلاس، رغم الأموال الكبيرة التي كان يملكها شومي من مداخيله في الفورمولا1..."؟
غير صحيح. كورينا، زوجة شوماخر، لم تشهر الافلاس، وفقا لما يبينه البحث. نعم، كلّف علاج شوماخر اموالا كثيرة منذ تعرضه للحادث عام 2013. فقد أورد موقع "دايلي مايل" (2 ت2 2014، هنا) ان "التكلفة الاسبوعية لخدمته الطبية تبلغ 100 الف جنيه استرليني".
وقد وصلت الى "115 الفا اسبوعيا، لتبلغ 12 مليون جنيه استرليني"، وفقا لما اورد موقع "اكسبرس" البريطاني (16 ت1 2015، هنا). وعام 2018، قدّر موقع AS الاسباني الرياضي ان "الفواتير الطبية لشوماخر قد يصل مجموعها الى 25 مليون جنيه إسترليني خلال أربع سنوات"، وان "التكلفة الاسبوعية لعلاجه تصل الى 124 الفا".
يشار الى ان ثروة شوماخر تقدر بين 600 مليون و800 مليون دولار اميركي، بينما يذكر موقع "فوربس" انها بلغت مليار دولار (هنا، ك1 2017).
ما يجب معرفته ايضا هو ان كورينا حرصت، طوال الاعوام الستة الماضية، على ابقاء الحالة الصحية لزوجها طي الكتمان الشديد. وندر جدا كلامها بهذا الشأن. ومن المحطات الاستثنائية، قولها ان "زوجها مقاتل، ولن يستسلم أبدا"، في رسالة شكر كتبتها للفنان الألماني ساشا ريشنباخ لتأليفه أغنية أهداها لمايكل بعنوان: "ولد ليقاتل" (13 ت2 2018، هنا).
في ك2 2019، أصدرت بيانا نادرا شكرت فيه المعجبين، عشية عيد ميلاد السائق الألماني الخمسين. وقالت: "إننا نفعل كل ما هو ممكن إنسانيا لمساعدته" (Germany Post، في 2 ك2 2019).
النتيجة: ما يزعمه البوست ان شوماخر "أفاق بعد 6 سنوات في غيبوبة" زعم صحيح، بالاستناد الى ما نقله موقع Le Parisien الفرنسي عن ممرضة في المستشفى ان "شوماخر واع". وبالنسبة الى ما زعمه انه "تعرّف إلى زوجته"، او انها "الأولى التي تعرّف اليها"، فلم نجد اي شيء يؤكد هذا.
اما القول بأنّ "زوجته أشهرت الافلاس..."، فهو زعم كاذب، لا أساس له.