jo24_banner
jo24_banner

الضمير العربي العابر للحدود!

حلمي الأسمر
جو 24 :

تعبنا من الخسارة، يجب على هذه الجغرافيا العودة إلى ساحة التاريخ، هكذا تكلم شاب متحمس، يرأس وحدة خاصة للتواصل مع الجمهور، في رئاسة الحكومة التركية، أسست بعد الربيع العربي!

لا يعلم أهل «الربيع» أنه أحدث ثورة ترددت أصداؤها في العالم كله، ولا يعلمون أيضا، أن كثيرا من الشعوب الحية وحكوماتها أيضا مسّها سحر الربيع، فتجاوبت معه، وانفعلت به، أكثر من أصحابه، حتى ما قبل سقوط مبارك، كان النظام السائد في عالم العرب، هو نظام كامب ديفيد، الآن، بعد ثورة مصر وخروج الأسد من اللعبة، سينتهي هذا النظام!

يقول مؤرخ تركي وعالم اجتماع: ثمة ضمير عربي جديد عابر للحدود يتشكل في مرحلة «الربيع» أثر على العالم كله، ضمير يحمل مفاهيم جديدة: كرامة، حرية، عزة، شراكة!

المؤرخ نفسه، يرد ولو ضمنيا على من يهرعون إلى واشنطن، طلبا لـ «الغوث» حين يقول، إننا بتنا نعيش في عالم متعدد الأقطاب، صحيح أن أمريكا لم تزل الأقوى، ولكن ليس في كل الملفات وأوباما بات يعرف «حجمه» الطبيعي، من الصعب الآن أن نرى مبادرات تقودها أمريكا، أوباما اليوم يلعب دور «المُسهل» عبر تحالفاته مع هذه الجهة أو تلك، للمرة الأولى –كإثبات على هذا الأمر- تبدي أمريكا «احتراما» لقرارات الأمم المتحدة!

ثمة عصبيات جديدة تتشكل في المنطقة، تلك من الحقائق الغائبة تقريبا عن رؤى الساسة والمؤرخين، عصبيات غدت تحرك الأحداث أكثر بكثير مما كانت تحركها تناقضاتنا مع العدو الأزلي، عصبيات مذهبية وطائفية تأكلنا داخليا، فيما العدو الأكبر يستمتع وهو يرانا نذوي وننزوي، هل ثمة مؤامرة؟ ولم لا؟ لكنها من المؤكد ليست من خارج الحدود، فنحن نتآمر علينا، ونأكل بعضنا، في مواجهات بينية غير مسبوقة!

هل يمكن للضمير العربي العابر للحدود، ألا يتوقف ولو قليلا كي يرى ما آل إليه الربيع الذي أنبته؟ بالمناسبة، قد لا نعرف أن اكبر دول الربيع وهي مصر، عاشت ما عاشته تركيا في بداية الثورة الهادئة التي قادها اردوغان، قد لا نعرف، أن السنتين الأوليين في حكم اردوغان كانتا شبيهتين بما يجده مرسي اليوم من خصومه، ولكنه صبر وناجز وصمد وحافظ على جذوة ثروته متقدة، وربما على مرسي اليوم أن يصبر ويصبر ويصبر، ويعبر هذا البرزخ بأقل الخسائر، لعل الخصوم يتعبون، كما تعبنا من الخسارة!

مقولات كثيرة انحفرت في الوجدان، على مدار الأيام الماضية التي قضيتها في عاصمة الخلافة، وأختم هذه الجولة التي ربما طالت أكثر مما ينبغي، واكثر مما يحتمل عمود صحفي، ومن هذه المقولات صوت قوي تردد في جنبات مجلس الشعب التركي، اطلقها رئيس كتلة حزب العدالة والتنمية: نحن لسنا أسياد الشعب، نحن خُدامه!
الدستور

تابعو الأردن 24 على google news