jo24_banner
jo24_banner

كسر ظهر الفساد لحماية الوطن

خالد الزبيدي
جو 24 :

ما يجري حولنا خصوصا في لبنان جدير بالاهتمام، فالرد على الفساد وكسر ظهره مهمة تتقدم على رأس الاولويات بعد ان اصبح الفساد على أشكاله معطلا حقيقيا للعدالة والتنمية، فالفساد الاداري لا يقل ضراوة عن الفساد المالي، فأثاره وخيمة على نسيج المجتمع، فالمزايا للبعض فساد، والرواتب العالية، والإنفاق المبالغ فيه والسفر والمياومات فساد، وتلزيم المشاريع لفلان وعلان فساد، وتأخير سداد المال العام فساد، وشطب الغرامات انتقائيا فساد، وفرض رسوم مبالغ فيها وضرائب تؤذي الاقتصاد فساد، عدم الاستماع للمدعى عليه بحجة القضايا العاجلة فساد..وربما لا تسعف المساحة المخصصة للكتابة هنا لسرد اشكال والوان تندرج في نهاية المطاف تحت بند من بنود الفساد واشكاله التي تشعبت الى حدود واسعة.
حماية البلاد من غول الفساد اصبحت حاجة ماسة، وبالامس صدرت الارادة الملكية السامية بإعادة تشكيل هيئة النزاهة ومكافحة الفساد لتبدأ مهماتها لملاحقة الفساد والرد الفاسدين الذين حققوا ثروات بصور غير شرعية، ونتوقع من الهيئة ان تبدأ بفتح ملفات اي مسؤول مهما كان منصبه لوحظ زيادة غير طبيعية في موجوداته خلافا لكشف الذمة المالية، بحيث تشمل اية ارصدة ومنازل وسيارات ونفقات ومصاريف غير عادية، وفي ذلك توجه حقيقي للشروع في كسر الفساد ولجم جماح الفاسدين.
الإثراء غير مباسر قد يتحقق بشكل غير شرعي من خلال تأسيس شركة او مؤسسة او اكثر لاي من اقارب مقربين من الدرجة الاولى لمسؤول ما، وهذه الشركة او اكثر سرعان ما تفوز بعطاءات و/ او تخمين او تثمين على حساب شركات مماثلة في القطاع، فهذا فساد خفي على هيئة النزاهة التي تحظى بثقة القيادة والاردنيين الانتباه اليه وتدقق في تدفقات مالية لاقارب من الدرجة الاولى للمسؤول الهمام الذي يشبعنا قولا وخطابة في النزاهة ومخاطر الفساد.
لدينا مواثيق وقوانين وانظمة كافية لمكافحة الفساد إذا طبقت باحتراف عالي المستوى، وفي نفس الوقت فإن القضاء الذي نحترمه لديه الاستقلالية والحصانة الكافية للبت في القضايا التي تحال اليه من السلطات المختصة، وهذا سيكون في مصلحة المجتمع الاردني والاقتصاد الوطني الذي يكافح للانطلاق الى النمو المرغوب.
الرد على الفاسدين وملاحقتهم سيرسل رسائل طيبة للمستثمرين المحليين والعرب والاجانب بان الاردن حاضنة دافئة للاستثمارات والمستثمرين، وسنجد عودة تدفق رؤوس الاموال للعمل في الاردن كما في السنوات والعقود السابقة والاغلب بوتائر احسن في ظل ما يجري من حولنا من اضطرابات وضعف استقرار، فالاردن محل احترام القريب والبعيد وعلينا تعزيز ذلك.

 
 
تابعو الأردن 24 على google news