الإعلام الهادف ونظرية الشوكولاتة!
حلمي الأسمر
جو 24 : إسرائيل تستعد لإطلاق قناة عربية «تنافس» الجزيرة» و «العربية»، قصة المنافسة هذه، سمعتها أو قرأتها في السنوات الأخيرة كثيرا، ويمكن للمرء أن يعد أسماء بضع قنوات ناطقة بالعربية، انطلقت في السنوات الأخيرة كي «تنافس» ما بدا أنه ظاهرة جديدة في الإعلام العربي.
لا أريد أن أطلق حكما مطلقا هنا ببؤس نظرية «المنافسة» ولكنني أود التذكير أن عملية «تقليد» أي منتج لا تتيح له أن ينافس الأصل، مهما كانت جودته، أما المنافسة الحقيقية فتكون بالإضافة النوعية لما تم إنجازه، والإتيان بجديد مبهر، يجمع حوله المشاهدون!
حمى «المنافسة» فتحت شهية فئات أخرى، لها مصلحة في أن تكون موجودة في سوق الإعلام، ولكنها كانت مسكونة بالرغبة بـ «الحضور» أكثر من الرغبة في «المنافسة» لأسباب كثيرة لعل أهمها ما يلزم للمنافسة من أموال طائلة، وعلى سيرة المال، فقد تحول الإعلام إلى صناعة مكلفة جدا، ربما لا يستطيع حمل عبئه إلا دول أو اشخاص بملاءة دول، لا يهمهم ما المردود المالي من مشروعاتهم، بقدر ما يهمهم إيصال «هدفهم» من الدخول إلى صناعة الإعلام، وهنا تحديدا مربط الفرس، فلا يوجد إعلام غير هادف، ولا يوجد وسيلة إعلام ليس لها رسالة، ولا وجود أيضا للإعلام المحايد إلا في نظريات كليات الإعلام في الجامعات، والدرس الكبير الذي يتعين على القنوات الأيديولوجية أو الرسالية أن تتعلمه هو ما أدعوه: نظرية الشوكولاتة، وهو تعبير اشتققته من حادثة مرت بي شخصيا، حيث أصيب أحد أطفالي بالحمى المالطية، وقد وصف له الطبيب كبسولات كبيرة تحتوي على المضاد الحيوي، وكان من الصعب على طفل أن يبتلع كبسولة بهذا الحجم، فاقترح علي أن أخلط محتوى الكبسولة مع كمية مناسبة من الشوكولاته في فنجان، لأبدأ بإطعام الطفل هذا المضاد الحيوي، وهو يحسب أنه يأكل الشوكولاته، وهنا تكمن الدلالة!
كل القنوات لديها «مضادها الحيوي» الذي تريد إطعامه لمُشاهدها، ولكن الأذكياء فقط هم من يطعمون المشاهد هذا المضاد، أو الرسالة الإعلامية الهادفة، وهو يحسب أنه يأكل الشوكولاته!
ربما، هذه هي الرسالة الأكثر أهمية، التي يتعين على قناة اليرموك، وهي تحتفل في عيد انطلاقها الأول، أن تدركه، ليس هي فقط طبعا، بل كل من اتفق على تسميته بالإعلام الهادف، وكل إعلام في الحقيقة هو إعلام هادف، ولكن الفرق بين سمو وعلو الهدف، ودنوه، وكل عام وأنت بخير يا «يرموك» ومزيدا من النجاح والشوكولاتة!
الدستور
لا أريد أن أطلق حكما مطلقا هنا ببؤس نظرية «المنافسة» ولكنني أود التذكير أن عملية «تقليد» أي منتج لا تتيح له أن ينافس الأصل، مهما كانت جودته، أما المنافسة الحقيقية فتكون بالإضافة النوعية لما تم إنجازه، والإتيان بجديد مبهر، يجمع حوله المشاهدون!
حمى «المنافسة» فتحت شهية فئات أخرى، لها مصلحة في أن تكون موجودة في سوق الإعلام، ولكنها كانت مسكونة بالرغبة بـ «الحضور» أكثر من الرغبة في «المنافسة» لأسباب كثيرة لعل أهمها ما يلزم للمنافسة من أموال طائلة، وعلى سيرة المال، فقد تحول الإعلام إلى صناعة مكلفة جدا، ربما لا يستطيع حمل عبئه إلا دول أو اشخاص بملاءة دول، لا يهمهم ما المردود المالي من مشروعاتهم، بقدر ما يهمهم إيصال «هدفهم» من الدخول إلى صناعة الإعلام، وهنا تحديدا مربط الفرس، فلا يوجد إعلام غير هادف، ولا يوجد وسيلة إعلام ليس لها رسالة، ولا وجود أيضا للإعلام المحايد إلا في نظريات كليات الإعلام في الجامعات، والدرس الكبير الذي يتعين على القنوات الأيديولوجية أو الرسالية أن تتعلمه هو ما أدعوه: نظرية الشوكولاتة، وهو تعبير اشتققته من حادثة مرت بي شخصيا، حيث أصيب أحد أطفالي بالحمى المالطية، وقد وصف له الطبيب كبسولات كبيرة تحتوي على المضاد الحيوي، وكان من الصعب على طفل أن يبتلع كبسولة بهذا الحجم، فاقترح علي أن أخلط محتوى الكبسولة مع كمية مناسبة من الشوكولاته في فنجان، لأبدأ بإطعام الطفل هذا المضاد الحيوي، وهو يحسب أنه يأكل الشوكولاته، وهنا تكمن الدلالة!
كل القنوات لديها «مضادها الحيوي» الذي تريد إطعامه لمُشاهدها، ولكن الأذكياء فقط هم من يطعمون المشاهد هذا المضاد، أو الرسالة الإعلامية الهادفة، وهو يحسب أنه يأكل الشوكولاته!
ربما، هذه هي الرسالة الأكثر أهمية، التي يتعين على قناة اليرموك، وهي تحتفل في عيد انطلاقها الأول، أن تدركه، ليس هي فقط طبعا، بل كل من اتفق على تسميته بالإعلام الهادف، وكل إعلام في الحقيقة هو إعلام هادف، ولكن الفرق بين سمو وعلو الهدف، ودنوه، وكل عام وأنت بخير يا «يرموك» ومزيدا من النجاح والشوكولاتة!
الدستور