هل غابت الشمس؟
( قصيدة من وحي السلوك البربري في المركز الثقافي الملكي في عمان)
يا أمةَ العُرْبِ قلبي ملؤهُ شجنٌ
والعقلُ من شدَّةِ الأحزانِ حيْرانُ :
فكيفَ يخلو عرينُ الأُسْدِ من أسَدٍ
بيْنا يجوبُ ربوعَ العُرْبِ قطعانُ
هل غابتْ الشمسُ يا بغدادُ عن وطنٍ
وماتَ في حلكةِ الأعصارِ ( عدنانُ ) ؟
وهل تغنَّتْ على الأغصانِ قُبَّرةٌ
في عشِّها اختبأتْ أفعى وثعبانُ ؟
يا درَّةَ الشرقِ كم أبكيْتِ مِنْ مُهَجٍ
وكم تربَّعَ في نهريْكِ حيتانُ
وكم وقفتِ على الأطلالِ باكيةً
وكم تهاوى على نهريْكِ تيجانُ
وكم تلاشى سفينُ العُرْبِ في لُججٍ
ولم يَعُدْ لبحور العُرْبِ شطآنُ
(العنترياتُ) لا تجدي وهل رجلٌ
قد سادِ بالعنفِ أو أمسى لهُ شانُ ؟
شعبَ العراقِ الأبيَ الحرَّ هل أحدٌ
يرضى بأنْ يشتمَ الأُردُنَ ( ) ؟
ما أوصدَتْ بابها لكنها احتضنتْ
جميع َمَنْ شُرِّدوا في الأرضِ عمَّانُ
لا تحسبوها عجوزاً شابها هَرَمٌ
عمَانُ شامخةٌ، والعزْمُ صوّانُ
لا توقظوا فتنةً أبطالها خَوَنٌ
وهل يُلامُ حقودُ القلبِ خوّانُ ؟
أغماقُ دجلةَ بركانٌ وعاصفةٌ
وتحتَ رملكِ يا بغدادُ نيرانُ
منْ قالَ إنكِ بالأصفادِ خالدةٌ
لم يَدْرِ كم حطَّمَ الأصفادَ بغدانُ