تقنية البلوكشين والانتخابات النيابية ...!
راية عبد الحميد الرواشدة
جو 24 :
"اللامركزية" هي الجانب الأهم في تقنية البلوكشين"
لا تقتصر التقنيات الحديثة في تطبيقها على جانب واحد فقط بل تتغلل لنجدها في كافة نشاطات حياتنا اليومية كتقنية البلوكشين والتي تعد من أبرز التقنيات المثيرة للجدل الآن كونها تدخل في جميع التعاملات الإلكترونية حيث سنجدها في معاملاتنا البنكية وسنحتاج اليها في توثيق معاملاتنا على اختلافها والأهم أننا سنجدها في الجانب السياسي عندما نُدلي بأصواتنا كناخبين ونحن على ثقة بأن عملية الإقتراع ستكون عادلة وشفافة ...
إن تأمين صندوق اقتراع رقمي و نظام تصويت قائم على تقنية البلوكشين سيحول دون أي احتيال أو غش من قبل الناخبين ويوفر النتائج بسرعة فور انتهاء عملية التصويت حيث بإمكان الناخبين إدلاء أصواتهم من هواتفهم المحمولة أو حواسيبهم الشخصية، ثم يتم تسجيلها بعد ذلك في البلوكشين لتكون غير قابلة لأي تلاعب أو تعديل حيث أن "اللامركزية" هي الجانب الأهم في تقنية البلوكشين أي ليس بإمكان كيان واحد التحكم بالمعاملات.
إن عملية إدخال تقنية البلوكشين في سير الانتخابات النيابية سواء في الأردن أو في أي بلد آخر يعمل على تحسين العلاقة بين الحكومة والمواطن حيث أنه لقيام الديمقراطية النيابية لا بد من وجود مجلس منتخب من الشعب من خلال عملية اقتراع عادلة وشفافة فالتصويت أداه مهمه لأية حكومة ديمقراطية... فلو ذكرنا الإنتخابات الأميركية لعام 2016 والتي اتُهم فيها بعض الأحزاب بتزوير نتائج الانتخابات فإننا نرى أهمية إدخال التقنية لحل جميع المشاكل المتعلقة بالانتخابات!
تعتمد تقنية البلوك تشين على مجموعة من سلاسل البيانات المتماسكة التي يصعب اختراقها وتستخدم نظام تشفير غير متماثل من خلال المفتاح العام والمفتاح الخاص لتشفير البيانات وفكها حيث أحدهما مفتاح للهوية والآخر مفتاح للتصويت، لذا فإن عملية الانتخاب التي تتم عبر هذه التقنية لا تسمح بظهور تفاصيلها لأي طرف ثالث كالجهات الحكومية مثلاً .
إن حلول التصويت القائمة على تقنية البلوك تشين لا تزال حديثة لكن يجب تعزيز وتبني تكنولوجيا البلوكشين لتصبح جزءًا أساسيًا من عملية التصويت، فنرى عدة حكومات في جميع أنحاء العالم بدأت بالتحقيق في فكرة استخدام البلوكشين في أنظمة الهوية الوطنية لتجنب حالات الاحتيال التي يتم استخدامها عادة للتلاعب بعمليات التصويت التقليدية كتجربة مدينة تسوكوبا في اليابان التى تسمح للسكان بالإدلاء بأصواتهم لاتخاذ القرار بشأن برامج التنمية المحلية من خلال تصويت رقمى تجريبى معتمد على تقنية البلوك تشين وتجربة جمهورية سيراليون والتي أصبحت أول بلد في العالم يجري الانتخابات الرئاسية بدعم من ذات التقنية .
بعد الإطلاع على أبعاد إدخال التقنية في عملية الاقتراع سيكون من المدهش عدم تحريك ساكن بشأنها في السنوات القادمة وتغيير نظام الإقتراع الورقي التقليدي للتصويت خاصة أن استخدام التقنية في عملية الإنتخاب ستُحدث فرق طويل الأمد كإيجاد حل للفساد والتلاعب الذي " من الممكن " أن يحدث في أي عملية انتخابية عدا عن تشجيع الناخبين للمشاركة الفعلية وجعلها أكثر متعة فلا يرغب الجميع بالانتظار في صفوف طويلة ليدلي بصوته في قطعة ورقة صغيرة !