jo24_banner
jo24_banner

فتنة المشاعر المذهبية المتأججة!

حلمي الأسمر
جو 24 : حالة الجنون التي انزلق إليها حزب الله، ومن قبل ومن بعد: إيران ونظام الأسد، يجب ألا تشعل فينا شهوة المشاعر الطائفية والمذهبية المتأججة، فتلك من أخطر ما يمكن أن تواجهه أمة، هي أصلا في حالة ارتخاء حضاري، وعلى أبواب نهضة يشوبها الكثير من الالتباس وعدم اليقين!

كل مشاريع النهضة التي جربتها أمة العرب خلال المائة سنة الأخيرة باءت بالفشل، وهو فشل يتحمله الجميع، مثقفين وعامة، ونخبة حاكمة، ولا يُستثنى أحد، وحتى مرحلة «الربيع العربي» تحولت إلى هدف مشترك لأكثر من طرف، لإجهاضها وتلطيخها بالطين، وفي المحطة السورية تحديدا، تحركت كل القوى التي تضررت من هذا الربيع، لتحوله إلى فصل دام، كي تدفع بكل من أمل خيرا منه إلى شتمه والتبرؤ منه، وفي الأثناء، تنفجر القنبلة الطائفية في وجوهنا، أولا في البحرين، وثانيا في سوريا، لجر كل الحراك الوجداني الشعبي، نحو كراهية التغيير والتثوير، والإبقاء على حالة البطالة الحضارية، رابضة على صدور العرب!

بالتأكيد، ستخرج سوريا من محنتها، وبالتأكيد، سيستأنف قطار الربيع العربي دويّ زاموره المُؤذن بالحركة والانطلاق، لكن الثمن الذي تدفعه الأمة سيزداد كلما وصل محطة جديدة، وذاك مؤشر على صوابية حركته، فما أخذ على حين غرة في تونس ومصر تحديدا، أيقظ كل الأفاعي الرقطاء، وحركها من جحورها، لاستدراك ما لا يمكن استدراكه، ولسان حالها: ما لا يدرك كله لا يُترك جُله، لا نقول هذا الكلام ضربا بالغيب، بقدر ما هو استجلاء لحقيقة قد تغيب عن «المحللين» والمُحرمين ايضا، وهي أن الشعب المقهور الذي ذاق طرفا من طعم الحرية، يستحيل أن يعود عن استكمال تذوق هذا الطعم، حتى لو كلفه هذا التذوق ما كلفه، ولعل أخطر ما يمكن أن يصيب هذا الشعب من معوقات في رحلة صعوده، الانصراف عن مقارعة الطغاة إلى الإنشغال بملف الطائفية والانقسام البيني، فأعداء الشعوب هم القتلة ممن سلبوه حريته، أما الشعوب ذاتها، فهي الضحية، بغض النظر عن طائفية من يحكم، سنيا كان أو شيعيا!

ما قد يغيب عن الذهن، في حمأة المشاعر الطائفية المتأججة، أن الحاكم الظالم لا يعرف معيارا للفرز بين أبناء شعبه غير الموالاة أو المعارضة، بغض النظر عن دين أو مذهب المعارض أو الموالي، وأخطر ما يجهض حركة الشعوب، حينما تنحرف عن رؤية الخصم الرئيس، إلى خصوم هامشيين، أو مفتعلين، للانشغال عن الهدف!

لينزلق حزب الله إلى منزلق الطائفية والمذهبية، ولتذهب إيران مذاهب شتى في تقسيمها المسلمين إلى سني وشيعي، ولكن على ابناء هذه الأمة ان يعرفوا، أن قرار نصر الله محاربة سنة سوريا، ليس قرارا يتخذه نيابة عن شيعة العرب والعجم، فهو يتحمله وحده فقط، ولا يؤخذ أبناء الشيعة بجريرته!

الربيع قائم، وقادم، ولا حياد عنه، فذاك قرار شعبي بامتياز، ولكن حذار من الانشغال عن الهدف الأسمى بالأهداف الدنيا! (الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news