2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

روما والعنف الجامعي

أ. فؤاد خصاونة
جو 24 :

في الوقت التي كانت جامعتنا في الاردن تعيش حالة عاصفه وغير مسبوقة من العنف الجامعي، كان طلبة الأردنية يحزمون اسلحتهم وعتادهم متسلحين بأقلام الفحم وفراشي الرسم والاوراق والالوان معلنين حرباً لا رجعه بها على نقيض تطورهم وحقهم بالتعلم والابداع. 
بهذه الروح القتالية غادر مجموعه من طلبة الفنون والتصميم بالجامعة الأردنية وطنهم لصقل خبراتهم الفنية من خلال مشاركتهم بورشة عمل بأكاديمية الفنون بروما، وعلى الجانب الاخر كانت وسائل الاعلام مازالت منشغله بأخبار العنف وطرق علاجها والوسائل الوقائية، متناسين الدور الرئيسي التي تلعبه مثل هذا الأنشطة التفاعلية والمبادرات الخيرة التي ممكن ان تقام خارج اسوار الجامعة لتفريغ طاقات الطلبة وإبداعاتهم.
فقد كان طلبة ام الجامعات يسطرون معاني الانتماء والحضارة نابذين ثقافة العنف الدخيل، ناقلين الصورة الايجابية عن طلبتنا وجامعتنا في احد اهم المركز العلمية الفنية بالعالم، مأثرين عليهم لا متأثرين مانحيهم جزء من ثقافتهم وعاداتهم الحميدة، بروما ثقافة جديده وطرز فنيه، معارض، متاحف، بكل حي وشارع ، كل هذا لم يكن بالشيء الغريب على طلبتنا بل كان بمثابه الحافز لعادة التفكير باليات المحافظة على ارثنا وجامعتنا، هذا الارث الذي جذب الالف عبر السنين من المتشوقين لتروي العلم من الدول العربية والعالميه ، جامعتنا التي لم تكن يوما الا كالرحم الطاهر ، ينجب الطفل الطاهر، فقد كانت هذا الزيارة وسيله للانفتاح على ثقافة الغرب ومورثهم الثقافي والاجتماعي، هذا الانفتاح الذي لابد منه لصقل مهارتهم واعادة الثقه بجامعتهم وتعليمهم .
زيارتهم الى روما التي عرفت بأساطيرها وتلالها السبع اسكويلينو، كويريناله، افينتينو، شيلليو، بلاتينو، كابيتولينو، فيمينالة، تلاقت بنفوسهم كتلاقي جبال عمان السبع ومحبتهم لها، اما مسيرهم بساحتها وادراجها كبياتزا دي اسبانيا وزهورها البنفسجية فقد ذكرتهم بأدراج عمان وسوسنتها السوداء وكيف يمكن احيائهم والحفاظ عليهم ؟؟ ثم الكولوسيوم وكبريائه وكيف استطاع الجمع بين الحرية والعبودية، فقد علمهم كيف للمدرج الروماني في وسط البلد ان يكون مكاناً جامعاً للعلم ونابذاً للعنف، مكان لتفريغ الابداعات ونشرها، ثم الفاتيكان ومتحفه الذي كان له الدور الاكبر لتهذيب السلوك، فقد علمهم كيف يكون للمكان قدسيه، وما احوجنا لهذه القدسيه بجامعتنا؟
عشرات الاماكن قد زاروا بياتسا نافونا ونوافيرها وفنونها، والبانتيون واعمدته، ريبوبليكا، وفيلا بورغيزة، وفيا فينيتو ومقاهيها، كل هذا كان بمثابة الدرس الثقافي والذي نعكس بأذهانهم للتفكير باليات الفعلية لأحياء موروثنا وممتلكاتنا وجامعتنا والحفاظ عليها. اما تريفي وهدير مياهها او كما يحلو للبعض تسميتها بنافورة الامنيات فقد كانت اخر ما احب الطلبة التجمع فيه، فقد اجمعنا وتعاهدنا هناك بان تكون اخر امنياتنا ان يسود العلم والنور جامعتنا، وان ننتصر بعلمنا وفننا على العنف الدخيل .
كل هذا لم يكن ان يكون لولا رعاة داعمين للعلم والنور ناشرين للثقافة والفن، فكل الشكر لإدارة الجامعة الأردنية وكلية الفنون والتصميم التي لم تتوقف يوماً عن نشر العلم والثقافة والتي جاءت مبادرتها فالوقت الذي كانت الجامعات الاخرى تعاني من حالة الاحتقان، وكل الشكر لرئاسة الجامعة ممثله برئيسها ا.د اخليف الطراونه الذي قدم كل الدعم اللازم لا تمام هذه الرحلة العلمية، فنحن بحاجه دائما لرعاة لمثل هذه المبادرات، وقد ادركت رئاسة الجامعة هذا باكرا فكانت دائما كما عهدنها سباقه بدعم الأنشطة التي تساهم بنشر الثقافة وصقل الشخصية وتوجيه الطاقات ونبذ العنف بين الطلبة، فكل الشكر لدعمهم المتواصل.
واخيرا كل ما اتمناه هو ان نرى مبادرات حقيقيه بجامعتنا الأردنية تساهم بتوجيه طاقات الطلبة بأسلوب ايجابي، لنرتقي بجامعتنا ووطننا ونحافظ على قدسية العلم والتعليم بالأردن الحبيب.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير