jo24_banner
jo24_banner

انتفاضة النجف الاشرف في ظل صمت عربي واستبداد إيراني!!!!

د.لؤي بواعنة
جو 24 :
 احتلت العراق عبر تاريخها الطويل دورا سياسيا، واقتصاديا، وعسكريا عظيما. فكانت منذ عهد العباسيين، وحتى ما قبل سقوط بغداد في عهد الزعيم صدام حسين، منارة للفكر والحضارة، والدفاع عن امتها حتى كان ما كان من تكالب الشرق والغرب، وتوسع للنفوذ الإيراني الشيعي على كل مفاصل الدولة وساستها.
إن ما يحدث الآن من احتجاجات وقتل واستبداد بحق المتظاهرين في النجف الاشرف. هذه المدينة ذات الخصوصية الدينية والروحية بالنسبة للشيعة، لا يمكن فصله بأي حال من الأحوال عن الاحتجاجات التي عمت جنوب العراق في الناصرية والبصرة، وفي العاصمة بغداد، والتي جاءت بمجملها تعبيرا عن نفاذ لغة الصمت لدى العراقيين بعامة والنجفيين الاحرار بخاصة إزا السياسات التي تنتهحها النخب السياسية العراقية والتي تتراوح بين، الرشوة والفساد والقمع ،والترهل الإداري المزمن، وتهافت الساسة العراقيين على تنفيذ املاءات طهران، وولاية الفقيه بحق شعبهم.
ان ما تشهده النجف اليوم من انعدام للحوار بين السلطة والمتظاهرين، وافراط في استخدام العنف وسفك للدماء بحق المتظاهرين من قبل النظام السياسي العراق، لدليل واضح على إفلاس النظام السياسي العراقي الحالي،وفشله في إيجاد حلول للتحديات التي يعاني منها الشعب والدولة بعامه، ومؤشرا على مدى الوعي الذي وصل اليه المواطن العراقي العراقي الحر ، وعدم اكتراثه والتصاقه بالمكون الديني ان رافقه فسادا ودمارا. كما تعد تلك الاحتجاجات تعبيرا صريحا عن فشل الطائفية ونظام المحاصصةالذي تدار به الدولة العراقية بأيدي خارجية بقيادة ، علي خامنئي، وروحاني وسليمان قاسمي . وما قيام اهل النجف الاشرف الشيعة" ذات الرمزية والخصوصية" بحرق القنصلية الإيرانية فيها ولمرتين على التوالي ، الا دليلا على رفضهم وازدرائهم لهذه الدولة وسياستها وتدخلاتها في الدول العربية، كما يعني صراحة ودون مواربة، انها أصبحت دولة غير مرحب بها في العراق. وهذا يعني ان الضربة القاصمة لايران الشيعية جاءت من أكثر المدن أهمية وخصوصيةورمزية وتقديرا للطائفية الشيعية، ولكن ذلك لم يأت من فراغ، بل بعد أن زالت الغمة، واكتشف شيعة العراق والنجف حقيقة إيران واجندتها، وأهدافها في العراق.

إن ما جاء على لسان العراقيين من هتافات بريئة وحقيقية وواقعية تنطق بلسان حالهم بقولهم "إيران بره بره،،، بغداد تبقى حره..." . وما تبعه من فعل لدليل قاطع عن قناعة العراقيين جميعم بضرورة خروج النظام الإيراني وممثليه، وميليشياته العسكرية والسياسية من العراق، وتركها وشانها لتحدد مسارها وتدير شؤونها بنفسها.
إن ما اعلنه العراقيون باحتجاجاتهم هذه قد جاء بعد أن بلغ الظلم والفساد حده. وقد طال انتظار العراقيين لهذه الفرصة التاريخية، حتى بلغوا ما بلغوا من حرية في رفع صوتهم عاليا في وجه إيران المتسلطة، المستبده، وطال انتظار كل عربي _ متضرر من إيران وسياستها_ لهذه اللحظة ، من خلال مناداته بتمادي إيران ونفوذها في أربعة عواصم عربية (.بيروت، دمشق بغداد، صنعاء ..). فهل بعد أن تحققت هذه الفرصة التاريخية للعرب، من مستغل لها ، فهل من مجيب لها ، فهل من يد العون للعراقيين، للخلاص من إيران واجندتها وميليشياتها، من خلال منابر الامم المتحدة او جامعة الدول العربية. أم أنهم غير قادرين، ام انهم تنقصهم الاستراتيجيات المشتركة لإصلاح الأوضاع لعودة العراق لحضنه العربي الدافيء. وأمته التي لم تتخلى عنه يوما.

أرى أن ما يحدث في النجف الاشرف ومدن العراق لدليل واضح على رغبة عراقية واضحة لدى موطنيها (مواطنها البسيط العادي ) وليس نخبها السياسية بتحرير نفسها من السيطرة الإيرانية. وارى أيضا أن إيران لم تصبح قادرة على فرض سياستها في العراق، بل حتى في إيران نفسها،بل دعوني اقول انها اثبتت فشل نظامها السياسي وبقوة ،وهي في طريق هرولتها نحو السقوط عاجلا ام آجلا ، بدليل الاحتجاجات التي اجتاحت" ١٧٥ "مدينة إيرانية الشهر الماضي .

أرى انه أصبح من الضرورة تبني موقفا عربيا موحدا ومعلنا تجاه العراق ، واقل ما فيها القيام بتنسيق المواقف، حفاظا على أمن الدول العربية، والأمن القومي العربي بمجمله. ولماذا لايصار لعقد قمة عربية طارئه دعما للعراق ووقفا للنزيف فيها، ووضع حد للتدخلات الخارجية وعلى راسها إيران ؟؟ والقيام بحذو الموقف الأردني الداعم للعراق، ووحدته واستقراره،والمنادي بالحفاظ على كافة مكوناته السياسية والتصدي لكل محاولات التدخل به، والذي تمثل مؤخرا بالاتصال الهاتفي بين جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم والرئيس العراقي، ليصار لعودة العراق للصف العربي، عربيا موحدا مستقرا.



تابعو الأردن 24 على google news