jo24_banner
jo24_banner

قبور الأحياء .. مأساة مُركّبة

مازن ملصة
جو 24 :

عندما نتابع أخبار اضراب أسرانا الواسل المفتوح عن الطعام نجد على رأس مطالبهم إنهاء عزل الأسرى ونقلهم الى أقسام السجن العادية فما هو العزل ؟؟ وما تلك المعاناة التي قدم الأسرى أرواحهم في سبيل انهاءها ؟؟


العزل الانفرادي كما عايشته ولمن لا يعلم هو العقوبة الاشد المتخذة في حق الاسير داخل السجون الصهيونية فهو عبارة عن سجن داخل سجن او هو كما قال الاسير القائد عباس السيد والمعزول منذ أحد عاماً :"إذ كانت أقسام السجن العادية هي عبارة عن قبور الأحياء فإن العزل الانفرادي هو التنكيل بأجساد الشهداء"

...العزل هو محاولة مركبة لقطع الأسير المعزول ليس فقط عن العالم الخارجي ولكن أيضا عن كل إخوانه من بقية الأسرى داخل السجون الصهيونية...تصل الاوضاع بالاسير المعزول بأن يصبح أقصى طموحه ليس الخروج من السجن ولكن أن يخرج من قبو عزله إلى إخوانه في اقسام السجن العادية...تخيلوا بأن الاسير المعزول يتمنى في زنزانته بأن يسمح له بأن يصلي صلاة جماعة واحدة مع اخوانه او حتى صلاة الجمعة او حتى صلاة التراويح او حتى صلاة العيد...هو ممنوع من أي اختلاط مع بقية إخوانه وحتى لو كان لأجل الصلاة...وقد طالبنا أثناء وجودنا في العزل بأن يسمحوا لنا بالخروج لأداء صلاة العيد مع اخواننا في الاقسام العادية ثم العودة لقسم العزل ولكنهم رفضوا...ثم طالبنا بأن يتم السماح لنا كأسرى موجودين فيزنازين متفرقة في نفس قسم العزل وكان ذلك في عزل سجن عسقلان ثم في عزل سجن ايشل في بئر السبع بأن نجتمع في ساحة التشميس لأداء صلاة الجمعة او حتى صلاة العيد ولم يكن عددنا يتجاوز العشرة(أذكر منهم الشيخ جمال ابو الهيجا،ابراهيم حامد،صالح دار موسى،زاهر جبارين،محمود عيسى،معتز حجازي،احمد شكري،....) ولكن ادارة السجن رفضت أيضا.

الاسير المعزول في يوم العيد لا يخرج من زنزانته ولا يذهب لصلاة العيد ولا يعيش فرحة العيد بالشكل الذي نعرفه...هو يصنع الامل من قلب الالم...يجلس مع نفسه يتذكر أيام العيد التي عاشها خارج السجن يتذكر فرحة أطفاله عندما يعانقهم ويعطيهم العيدية... يتذكر والديه وكيف كان يقبل يديهم ويطلب منهم الرضا في يوم العيد...يتذكر صلاة العيد وخطبتها وكيف كانت التهاني بين الناس بعد انهاء الصلاة في مصلى العيد...ثم يمسك برسائل زوجته واطفاله وامه وابيه والتي تصل بعد إرسالها بثلاثة او اربعة شهور ويقرأها مرة ومرتين وثلاثة ثم يصحو من الحلم الجميل على صوت اغلال القيد يحملها شيطان من شياطينهم ينادي :(يلا يلا هات ايدك في تفتيش ) يأخذ يدي الاسير المعزول فيقيدها ثم يقلب كل أغراض واحتياجات الاسير من ملابس وطعام رأسا على عقب في تخريب واستفزاز متعمد تحت غطاء حجتهم الواهية الدائمة (تفتيش).
ولا تزال المعاناة مستمرة في اشكال واصناف متنوعة.فهل نقبل على أنفسنا أن نخذلهم؟
وللحديث بقية...
· الاسير المحرر مازن ملصة

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير