البطريرك ثيوفيلوس للملك عبدالله: نشكر محبتكم ومعايدتكم لابنائكم في الاعياد المجيدة
جو 24 :
ثمن بطريرك المدينة المقدسة وسائر اعمال فلسطين والاردن البطريرك ثيوفيلوس الثالث لقاءات الملك عبد الله الثاني برؤساء الكنائس بين الحين والاخر وخاصة في فترة الاعياد المجيدة.
وقال خلال كلمة القاها باسمه مطران الاردن للروم الأرثوذكس خريستوفورس "ان مبادرات جلالتكم الطيبة بمعايدة أبنائِكُم ومشاركتِنا بهاءِ هذه الأعياد المجيدةِ، مما يدلُ على عمقِ محبتِكم وعظيم اهتمامكم في التواصلِ مع جميع أبناء شعبكِم المحبِ والمخلصِ لعرشِكم المُفدى".
واكد على اهمية التلاقي في هذا العيد بين جميع البشر لما يحمله هذا العيد من رمزية المحبة والسلام والمصالحة بين الانسان وخالقه من جهة وبين الانسان واخيه الانسان.
مجددا الالتفاف حول الراية الهاشمية الابية والتي كان لحامل لواءها جلالة الملك عبد الله الثاني دور مهم وتاريخي فريد في صون المقدسات المسيحية في القدس شأنها شأن المقدسات الاسلامية الي كان وما زال وسيبقى الامين العادل والوصي الوحيد عليها.
وتاليا نص الكلمة:
حضرةَ صاحبِ الجلالةِ الهاشميةِ الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم صاحب الوصاية الشرعي على الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية حفظكم الله ورعاكم
نشكرُ الله تعالى على هذا اللقاءِ الطيبِ في أيامِ عيد الميلاد المجيد، ميلاد السيد المسيح سيد المحبة ورئيس السلام.
ونشكر جلالَتَكم جزيلَ الشكرِ ومن أعماق قلوبنا على هذه المبادرةِ الطيبة بمعايدة أبنائِكُم ومشاركتِنا بهاءِ هذه الأعياد المجيدةِ، مما يدلُ على عمقِ محبتِكم وعظيم اهتمامكم في التواصلِ مع جميع أبناء شعبكِم المحبِ والمخلصِ لعرشِكم المُفدى.
صاحب الجلالة
إن رسالة عيدِ الميلادِ المجيد هي رسالةُ محبةٍ وتواضعٍ وسلامٍ وتلاقٍ بين القلوب. وإن عيشَ المحبةِ وثِمارِها باقٍ من خلالِ علاقةٍ صادِقة ومصالحة بين الانسانِ وخالقِه، وبين الانسانِ وأخيهِ الانسان، مرورا بعلاقةِ مصالحةٍ ومصارحة بين الانسانِ وذاته. وهذه المصالحةُ بأبعادها الثلاثةِ تَملأُ قلبَ الانسانِ بالسلام، سلامِ الله الآتي من فوق، مما يساعدُ الانسانَ في معالجةِ الضغوطاتِ المعيشيةِ اليومية ومصاعبِ الحياة لمواجهة تحديات العصر بالحكمة والمحبة. إن السلامَ العُلوي، الذي نَنشُدُه جميعاً، يُمَكِّنُ المؤمنَ بمؤازرةِ النعمةِ الإلهية على التعاملِ السليمِ مع الأزماتِ الاقتصاديةِ والسياسيةِ والاجتماعية، ولا يفوتُنا أن نُحذرَ من سوءِ الاستخدام لا بل الاستغلال السلبي لمختلفِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي والتقنياتِ الحديثةِ التي تُستَخدَمُ في كثيرٍ من الأحيانِ في قلبِ وتشويه الحقائق واغتيالِ الشخصية، ونقلِ الإشاعاتِ بطرقٍ منافيةٍ للأعرافِ تُضللُ الانسانَ عن حقيقةِ الأمورِ وتنشرُ الشِقاقَ والكراهيةَ بين أبناءِ المجتمعِ بدلَ أن تذيعَ بينهم المحبةَ والاحترامَ وقَبول الآخر.
صاحب الجلالة
إن عيشَ رسالةِ الميلادِ والتعمقِ بروحانيتِها يعطي الإنسانَ أجنحةً روحيةً تساعده على السموِ والإرتقاء نحو الخالق، كما إن القلوبَ العامرةُ بالمحبةِ والعقولَ التي تَحتَكِمُ الى المنطقِ السليم لقادرةٌ على اجتراح الحلولِ المبدعةِ للعديدِ من التحديات والمشكلات اليومية.
ونحن في الأردن الحبيب بنعمةِ الله وبفضلِ رعاية جلالتكم ننعم بالأمن والاستقرار، وهذا أمر أساسيٌ في أي جهدٍ لنهوضِ بلدنا الحبيب، وكُلنا وعيٌ ومعرفةٌ بحجم التحديات والضغوط الكبيرة التي يواجهها الأردن عموماً وجلالَتُكم بشكل خاص، وندرك جيداً أن للمواقف المُحقةِ والصادقةِ ثمنها، وكم يكون حِملُها ثَقيل، وهذا كان دَأبُ الهاشمين الذين حَمَلوا قضايا الأمة ودافعوا عنها وبذلوا في سبيلها كلَ غالٍ ونفيس، وأنتم من هذه السلالة العربية الشريفة فمن غَيرُكم يا سيدي يَذودُ عن بيت المقدس برؤيتِكم المستنيرة وصلابة إرادتِكم المُشرِفة فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم. لذلك فنحن في كنيستنا المقدسية الوطنية نشاركُكم هذا الحِمل وذاكرين إياكم في صلواتنا نحو الله العلي القدير بشكلٍ دائم، مُلتفين حول جلالتِكم مؤكدين وصايتِكم الهاشمية السامية للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ونسعى معكم بكلِ مواقفِ الأمانة والوفاء ليبقى الأردن بقيادة جلالتكم نبعاً تَتدفقُ منهُ أسمى الرسائلِ الحضاريةِ للمشرقِ العربي العريق بكل مكوناتِهِ الروحية والحضارية التي بَنيناها معاً منذ قرون. وكان العيشُ المشتركُ الواحدُ أحدَ ثَمراتِها، زرعهُ أباؤنا وأجدادُنا في هذه البلاد وقدموا أُمثولاتٍ رائعةً في بناءِ حضارةِ عظيمةِ أشرقت على المسكونة كُلِها بقيمٍ روحيةٍ وإنسانية ولا أجمل.
إننا نُعاهدُكم بأن نعملَ معكم ليبقى الأردنُ المَثلَ والقدوةَ، في السلامِ والأمنِ والأمان، والعيشِ الواحدِ وفي الانجازات الحضارية والانسانية.
واسمحوا يا صاحب الجلالة أن نُقدمَ لكم أسمى آياتِ التهنئةِ والتبريك بهذا العيدِ المجيد بالنيابةِ عن جميعِ أبنائِكُم في كنائِسِنا ورعايانا، مقرونةً بالدعاءِ والتضرعِ إلى الله عز وجل أن يُبقيكُم سيداً وراعياً ومليكاً تتسربلونَ بأبهى أثوابِ الصحةِ والعافية، وأن يمنَحَكُم الحكمةَ وسدادةَ الرأي ليبقى الأردن دائماً وأبداً آمناً وناهضاً ومُزدَهِراً.
وكل عامٍ وأنتم بألفِ خير