jo24_banner
jo24_banner

الفايز يكتب: حابس المجالية وشيك المئة الف دولار

الفايز يكتب: حابس المجالية وشيك المئة الف دولار
جو 24 :
كتب: فايز الفايز - 

ما نعرفه ونسمعه هذه الأيام المنحوسات برجالها، تنهار أقوى منظومة أخلاقية أمام إغراء المال، أنظمة وحكومات تغرق في وحل الأزمات وتعلق في عنق زجاجة حتى لا ينفع معها آلاف البراميل من الزيت لتخرج يداً واحدة تلوح بها لتتسول مساعدة جديدة من كريم أو لئيم، في المقابل هناك مسؤولون يتدافعون في أول فرصة لهم لتحقيق أكبر المكاسب في سوق الجوائز السوداء، غير آبهين بالقسم الدستوري ولا بالعهد الأخلاقي، معيارهم الوحيد هو الجمعة المشمشية "تلحق أو راحت عليك"، شخصيات شبه رسمية ومنها محصنّة بغطاء وظيفي مانع تطاردها سمعة كحلكة الليل جرّاء استخدام نفوذهم وعلاقاتهم لكسب مال سحت، ثم يخرج الجميع يتجشأ بوجه مواطن لا يجد علاجا لنفسه أو تعليما لإبنه.

وحده الجيش الذي كان وطنا للإيثار والبذل والعطاء البطولي سنين طويلة، كان رجاله يخوضون معارك العزة والإباء بكل إقدام وشجاعة، يتركون الزوجات والأطفال لمصيرهم ويذهبون لساحات الوغى دفاعا عن الحق والكرامة والوطن فيقتلون ويستشهدون، ثم يعودون الى بيوتهم غير آبهين بجيوبهم الفارغة من أي دراهم أو دنانير، فأمامهم زوجات كريمات لا يخنّ أمانة ولا يمسن شرفاً رفيعا، وأولادهم يتغزلون بقبعات آبائهم جنودا كانوا أو أمرّاء ألوية وقادة حروب، فمعيار الصغار هي قصة حقيقية يرويها الأب لأبنائه عن التضحية وكرامة الرجال، فلا قصور ولا استثمارات ولا مال، فاقتصادهم محصور بين بندقية وراتب شهري بالكاد يكفيهم.

مثلهم كان هناك رديف نظيف من جيل رجال الدولة الذين شاركوا بناء دولة من العدم ليضعوها في أعالي القمم، مسؤولو دولة لا يرتعبون ولا يرتجفون عندما يواجهون قرارا مفاده أن تكون أو لا تكون، لا يوقعون قراراتهم في حلكة الليل، بل يقضون ليلهم يفكرون كيف يصيغون القرار الصحيح الصائب النافع في غدٍ مشرق وتحت ضوء الشمس، فلا مدّ يدّ ٍ لمال عام، ولا قطع طريق عام لإتاحة ساحة الفيلا المنيفة، ولا طرد مواطن وقف حماره في عقبة حمى الكبار من المسؤولين، أولئك هم البناة الذين رحلوا وبقيت ذكراهم، وبقينا في خلفٍ كجلد الأجرب.

في يوم من أيام الزمن العظيم من بلدنا، جاء الراحل الكبير المشير حابس المجالي قائد معركة اللطرون وقائد الجيش الأردني لسنين طويلة عصيبة، جاء زائرا لبيت الشيخ ظاهر الذياب كعادته، ودار الحديث بين كبار البلد، وكانت هناك رواية عن بعض من أزلام منتصف الثمانينات وما اقترفت أيديهم، فقال حابس بلكنته الجهوّرية: تذكر يا شيخ الشيك الذي بعثه لي الملك فيصل، مائة ألف دولار، كيف ارجعته للسفير وأخبرت سيدنا عنه، فرد عليه الشيخ:

أتذكر المائة الف التي حاول أبو عمار يهديها لي، ربيع عام 1970، لمنع إقامة مؤتمر أم رمانه الوطني، رفضتها ورفضته، وفي ختام الكلام اتفقوا على جملة واحدة مفادها "ما ظل رجال، اليوم زلم مال".. ولكن رغم ذلك هناك رجال لا يطيح بهم المال ولكنهم مبعدون..

للحديث مناسبة بالمناسبة!

‏Royal430@hotmail.com
 
تابعو الأردن 24 على google news