jo24_banner
jo24_banner

كلمات متقاطعة وتسويق ظالم للوهم..

خالد الزبيدي
جو 24 :


قراءة فاحصة في مقابلة مدير عام شركة الكهرباء الوطنية المهندس أمجد الرواشدة مع وكالة الانباء الرسمية / بترا تجد انها بمثابة كلمات متقاطعة غير مفيدة وغير ممتعة وفي نفس الوقت هي محاولة تسويق الوهم وتجني على الحقيقة، وكان ذروة ذلك القول إن اللجوء لغاز الكيان الصهيوني كان الخيار الأخير بعد انقطاع الغاز المصري، ونسي أن الاردن عاش اكثر من سبعة عقود قبل ضخ الغاز المصري الى الاردن، ولم يفكر يوما بالغاز من الكيان الصهيوني فهو عدو الذي لا يؤتمن جانبه، اما المفاجأة المدهشة تأسيس نوبل جوردان لتنظيم إستيراد الغاز من العدو دون الاعلان عن اسماء مساهمي الشركة ورأسمالها ولماذا اصلا هي موجودة وماهي مبرراتها.

حشد مجموعة من الارقام الصحيحة وعدم ربطها بالسياق التاريخي لاسعار النفط والغاز الطبيعي في الاسواق الدولية هو محاولة تسويق الوهم، فأسعار النفط التي ارتفعت الى 147 دولارا كان في النصف الثاني من العام 2008 ولمدة يوم واحد، ثم إنخفضت دون حاجز 30 دولار للبرميل في اقل من سنة، وفي العام 2011 تحركت اسعار النفط حول 110 دولارات لـ "مزيج برنت"، وإتجهت نحو الإنخفاض وخسر برميل النفط في العام 2014 اكثر من 65 الى 70 بالمائة وتحرك مرة اخرى دون حاجز 30 دولارا للبرميل، اي ان تكاليف توليد الكهرباء إنخفضت بشكل كبير، يفترض ان يحول اداء الشركة من الخسارة الى الربح والبدء بتسديد خسائرها خلال الـ 40 شهرا الممتدة ما بين (2011- 2014).

ونسي المدير العام ان حكومة د. النسور رفعت اسعار الطاقة الكهربائية للسنوات ( 2012/ 2015 ) نحو 63% بمعدل سنوي 15% تراكميا وفي السنة الرابعة 7.5%، وفي العام 2015 تم التحول الى الغاز الطبيعي في توليد الطاقة الكهربائية بعد بناء ميناء غاز الشيخ صباح، وبرغم هذه المتغيرات الدراماتيكية لم تفلح الكهرباء الوطنية ( نيبكو ) من الإفلات من الخسائر حتى يومنا هذا برغم إنخفاض اسعار النفط، ورفع اسعار الكهرباء بنسبة هائلة، وإضافة بند ظالم هو فرق اسعار المحروقات على فواتير الكهرباء لكافة المشتركين بإستثناءات محدودة، والتحول الى الغاز في توليد الطاقة الكهربائية، والطاقة النظيفة ( الشمسية والرياح).

فزاعة اسعار الكهرباء مستمرة وهي غير مقنعة لابسط الناس، فإذا كان المطلوب بث اليأس في نفوس الناس والتأكيد أن المخلص لنا هو الغاز الاسرائيلي، فهذا سلوك غير سوي، اما الغرامة على المصدر والمستهلك سببها كما يقول الرواشدة ان الاردن او الكهرباء الوطنية ( لا فرق ) لم يستثمرا في حقل ليفتان هو تبرير اقل ما يقال عنه انه مؤذي، فالمستورد لا علاقة له بكلف المستثمر في اي مكان اخر، فنحن لسنا شركاء مع الكيان الصهيوني في هذا الحقل أو غيره.. وإذا كان هناك مبررات مخفيه فليعلن عنها المدير الهمام ..
 
تابعو الأردن 24 على google news