بين خسارة الوظيفة ورعاية الرضيع.. أم روسية تقترح حلا غير مألوف
تعد أشهر الحمل والولادة فترة صعبة في حياة الأم والأب، ولا يمكن مقارنتها بأي شيء آخر. فالأم خلالها تسعى لمعرفة أكبر قدر من المعلومات، حول أفضل السبل لرعاية الطفل، وكيفية التحضير لتجري الولادة بأمان. كما تكون مهتمة بتحديد الحمية الغذائية والتمارين الرياضية التي ستقوم بها لاستعادة رشاقتها بأسرع وقت ممكن.
ولكن بعد مرور كل هذه المراحل، تأتي أصعب اللحظات، عندما تكون الأم مضطرة لترك الرضيع مع شخص آخر والعودة ثانية إلى العمل. الآباء والأمهات غالبا ما يشعرون بالخوف والقلق خلال هذا الموقف، لأنهما قضيا وقتا طويلا مع المولود الجديد، والآن من الصعب تركه ولو لبضع ساعات كل يوم.
بين خسارة الوظيفة ورعاية الطفل
غالبا ما تبحث الأم عن شخص مناسب لحضانة الطفل خلال النهار، وتكمن الصعوبة بإيجاد شخص يمكن الوثوق به للاهتمام بأغلى كائن لديها، وأحيانا قد يستغرق الأمر وقتا طويلا لإيجاد هذه المربية.
وحتى عند العثور على هذا الشخص المناسب، تواجه الأم صعوبة في تفسير كيفية الاعتناء برضيعها، والطريقة التي تحب أن يتم اعتمادها لإطعامه وتغيير ملابسه والترفيه عنه. وبناء على ذلك قد تنشأ بعض الخلافات أو الشعور بالقلق، ولكن في النهاية تضطر الأم لترك مخاوفها جانبا والوثوق في المربية لأنها إذا لم تفعل ذلك قد تخسر وظيفتها.
غير أن إحدى الأمهات، وتدعى إيميلي رايد، كانت تواجه صعوبة في الوثوق بالمربية، وفي الوقت نفسه اضطرت للعودة لعملها، فقررت اللجوء لحل غير اعتيادي. كما تقول الكاتبة ماشا فرولوفا، في تقرير نشره موقع "آف بي. ري" الروسي، فما هو؟
حل غير مألوف
ترك الطفل تحت رعاية شخص غريب أمر يحتاج للكثير من الثقة والمخاطرة. ورايد بدأت بمحاولة إيجاد مربية لرضيعها، منذ كانت في الشهر الرابع من حملها. كما قرأت العديد من المجلات وناقشت الأمر مع أصدقائها الذين لديهم أطفال. وبعد النظر بكل الخيارات المتاحة أمامها، خلصت إلى أن الحصول على هذه الخدمة سيكلفها الكثير من المال.
وبالنظر لصعوبة الوضع، خططت لترك العمل والبقاء في المنزل لتخصيص كامل وقتها لرعاية طفلها. وكان من السهل عليها قضاء كامل الوقت بالاهتمام بالرضيع، إلا أن هذه الخطة وصلت إلى طريق مسدود، ولم يعد بإمكانها البقاء دون عمل، لأنها كانت تحب وظيفتها، وكانت تحتاج لمرتبها للمساهمة بتأمين مصاريف المنزل.
قررت إيجاد حل وسط، من خلال البحث عن صيغة للتأقلم مع العمل، وناقشت الأمر مع مديرها بجرأة وشجاعة، وكانت المفاجأة أنها وجدت تعاطفا وتعاونا من إدارة الشركة التي لم تجد مانعا من أن تصطحب هذه الأم الشابة رضيعها للمكتب، حيث قالوا لها "يمكنك إحضار طفلك معك عندما تكونين مستعدة للعودة لوظيفتك. وإن أردت يمكنك حتى أن تلدي فوق طاولة مكتبك".
تجربة جديدة
كانت إيميلي مقتنعة بأن العمل هام جدا بالنسبة لها، خاصة في ظل الدعم الكبير الذي وجدته من زملائها ومديريها. وقد ساعدها موقفهم الإيجابي على التحضير بكل هدوء وتفاؤل لعملية الولادة، حيث إنها تخلصت من عبء التفكير بالحصول على جليسة أطفال أو الدخول بمشاكل قانونية مع الشركة.
وبعد ستة أسابيع من الولادة، تمكنت من تنظيم حياتها بشكل يجعلها تستأنف عملها في الشركة دون أن تضطر للابتعاد عن رضيعها خلال ساعات النهار. وهذا الأمر لم يمثل فقط تجربة جديدة بالنسبة لهذه الأم، بل كان كذلك لكافة العاملين في الشركة.
وحظي قرار إيميلي باهتمام العديد من اللواتي كن يواجهن الموقف العصيب نفسه بعد الولادة، والآن هنالك المزيد والمزيد من الأمهات اللواتي يفكرن باصطحاب أطفالهن إلى مكاتبهن.