الأولوية للارتقاء بالمحتوى الإعلامي
الاحتكام الى السلاح يفترض ان يكون وقتيا إذ المطلوب والمتعارف عليه تحول الصراع الداخلي و/ او الخارجي الى الحوار والقبول بنتائج صناديق الاقتراع، اما اللجوء الى السلاح يخدم فقط منتجي السلاح وتجار السياسة ومنتفعي الحروب، ومع دخول الصراعات الداخلية في المنطقة عقدا ثانيا بمواصفات ومعايير جديدة اهمها تدخل قوى عظمى وإقليمية لبناء مناطق نفوذ حيوي لاهداف اقتصادية وتجارية، في المنطقة العربية والخاسر الاكبر شعوب المنطقة ومستقبل ابنائها.
الاعلام الغربي الذي ينفذ برامج من غرف هي اشبه بغرف عمليات عسكرية نتائجها اقسى من قنابل المدافع والطائرات إذ تسعى للنيل من عزيمة شعوب المنطقة وتخلط بإتقان الحابل بالنابل، بينما نجد كثيرا من الخطاب الاعلامي العربي منقسما بين المتصارعين، ويحصل على كل انواع الدعم الغربي والشرقي، لذلك تضيع الحقائق في ظل غياب خطاب إعلامي عربي متزن حيال كافة القضايا المصيرية والعادية، ويتم تشجيع برامج ترويجية تسيطر على عقل الشباب وتحرفهم الى المجهول، ويزيد الامور تعقيدا دخول رواد ومنتفعي الـ (سوشيال ميديا ) الى عقول الناس بضرواة.
البعض من دول العالم العربي مأزومة تتصارع مع اطرافها وخصومها لا تأبه كثيرا بنوعية المحتوى الاعلامي الا بالحدود التي تخدمها وتقدم مصالحها حتى لو كانت وقتية، لذلك تعيث حكوماتها واذرعها فسادا بالخطاب الاعلامي دون ان تتنبه الى مخاطر تسويق اخبار لا تنفع وفي بعض الاحيان تصبح شديدة الضرر على المجتمع..فالامثلة كثيرة ولا مجال لحصرها هنا..منها ما هي المنفعة تغيب عن مواضيع رئيسية، اما الـ (سوشيال الميديا ) عليها الكثير ولها الكثير في نفس التعامل مع الاخبار، واحيانا نجد محاولات مستميتة من البعض للي عنق الحقيقة ..فالمطلوب الاهتمام بالارتقاء بالخطاب الاعلامي ومراعاة الاهداف الحقيقية للمحتوى الذي يؤثر احيانا في الشعوب اكثر من الجيوش والقنابل.