عشر طرق لتدمير خيال طفلك.. كيف تتجنبينها؟
لم يتمكن ليوناردو دافنشي من الذهاب إلى مدرسة رسمية، وبدلا من ذلك، جاب الحقول القريبة من منزله لساعات وساعات. تفقد بعناية الحشرات ولعب بحرية. فكان لهذا عظيم الأثر على حياته، لقد عمل على تشكيله ليصبح مخترعا وفنانا عظيما.
نعرف جميعا مدى الخيال الذي تمتع به دافنشي، ولكن هل تجعلين ابنك يجوب الحقول أو الحدائق لساعات وساعات، أم أنه مكبل بكل هذا الكم من الواجبات والأنشطة التي تجعله يركض لكي ينتهي منها وينال رضاك.
في العام 2010، ألف أستاذ اللغة الإنجليزية أنتوني إيسولين كتابا يحمل عنوان "عشر طرق لتدمير خيال طفلك" ربما عليك التعرف عليها لتقي طفلك من هذا المصير.
-
اجعلي ابنك يقضي جل وقته داخل المنزل، لأنك تخافين عليه من الخارج وتهديدات الهواء الطلق والطقس المتقلب. لا تخاطري بالسماح له باستكشاف تجربة الجلوس في الطبيعة بدون خطة واضحة لتنفيذها.
-
لا تسمحي لطفلك بتنظيم عالمه بنفسه لاستكشاف ما هو مثير للاهتمام وما هو صعب، تستبدلينالأنشطة التلقائية بسبعة أيام من الأنشطة المنظمة التي يسيطر عليها الآخرون، وجدول زمني لا يترك مجالا للاستكشاف والتأمل.
لا تخاطري بالسماح للأطفال باستكشاف الآلات أو بمقابلة أولئك الذين يعرفون استخدامها، أنت تتبعين امتياز السلامة قبل كل شيء، تعزلين طفلك عن عالم الحرف وتحتقرين المعرفة العملية، ولا تهتمي بخلق التحدي لديه وأهمية التعرف على الخرائط واكتشاف العالم. -
تستبدلين القصص الخيالية بالكتب العلمية البحتة، وأحيانا تجبرين ابنك على قراءتها بالرغم من أنه لا يريد. تقرأين له الحكايات التي لا تغذي الذهن، وتستبدلين الحقائق الأساسية بآرائك المؤدلجة.
تنمية الحس الخيالي
وفي تعليقها على كتاب إيسولين، تقول إيمي كولنزالمهتمة بالتعليم المنزلي -في مقالها بعنوان ست طرق- لكي لا تدمري مخيلة طفلك على مدونة التعليم المنزلي الآن: إذا اضطررت إلى تلخيص طرق إيسولين العشر لتدمير خيال طفلك في جملة واحدة، أود أن أقول: يمكن لخيال الطفل الطبيعي أن يدمره البالغين عندما يبنون حياة طفل بشكل مفرط ويزيلون الأشياء التي تلهمه.
وتقدم كولنز ست طرق مستوحاة من كتاب إيسولين في حال رغبت الأمهات في تنمية الحس الخيالي لدى أبنائهن.
-
اجعليهم يشعرون بالملل، الأطفال بحاجة إلى وقت كاف ليشعروا بالملل، حتى يكافحوا لمعرفة ما يجب عليهم فعله. عندما يقول لك أطفالك إنهم يشعرون بالملل، امنحيهم واجبات إضافية للقيام بها. بعدها سيتوقفون عن الشكوى ويبدؤون في التفكير بطريقة أكثر إبداعا حول كيفية العثور على المتعة الخاصة بهم دون اللجوء إليك. كل هذا الملل، إلى جانب القليل من التوجيه الذاتي، سيثار خيال طفل بالتأكيد.
-
إرسال الأطفال إلى الخارج، نحن نأخذهم في رحلات منظمة ولا نمنحهم الحرية الكافية لاستكشاف الأشكال المختلفة للصخور وأنواع الطيور والحيوانات. إضافة لذلك، فالأيام المدرسية طويلة مع فترات راحة قصيرة وإجازة صيفية غير كافية ليتمتع الأطفال بالطبيعة والسفر واكتشاف العالم، لذا فهم بحاجة ماسة لتوفري لهم وقتا حرا خارج المنزل.
امنحي طفلك بعض الاستقلالية، لا تضعي على أطفالكقيودا بيروقراطية -من تلك التي يتقنها الكبار- ولا يكون هدفك إدارة الجداول الزمنية الخاصة بهم والمكدسة بالأنشطة. امنحيهم الوقت الذي يشعرون فيه بالاستقلالية والمسؤولية تجاه أنفسهم ووقتهم. -
تميزي في اختيار الكتب، هناك فجوة كبيرة بين الكتب التي تثير الخيال وتعلم الحقيقة، والبعض الآخر الذي لا طائل من ورائه، شجعي طفلك على قراءة القصص الخيالية التي تحفز خياله في الوقت الحالي، ولاحقا تساعده على تفهم الفن الإنساني والحياة البشرية. ولا تنسي أن القصص الشعبية تعلم الأطفال الحقائق الأساسية في الحياة، وسر الحكمة وأهمية صفات الصمت والصبر والفكر.
-
الحد من وقت الشاشة، يقول إيسولين في كتابه "يحل التلفزيون محل الخيال المطلوب لقراءة كتاب جيد، إذا أردنا أن يقرأ أطفالنا الكتب، فمن الضروري الحد من تعرضهم للتلفزيون". ويتذكر طفولته، ويعرب عن أسفه لجميع الأنشطة الثرية التي تم استبدالها بالشاشات في الوقت الحالي مثل لعب الكرة، بناء حصن ترابي، التحدث مع الأصدقاء، وجمع القطع النقدية أو حتى تخريب آلة بالمنزل من أجل استكشافها بالرغم من معرفة العقاب الذي سنتعرض له.
-
تعليم الأطفال معنى الصداقة الحقيقية، يجب أن يكون لديهم الوقت الكافي للعب والتفكير الحر وتكوين صداقات حقيقية دائمة. ما الذي تعلمينه لأطفالك عندما تركزين بدرجة أقل على العلاقات وتكثرين من الأنشطة المرهقة. عندما يحدث ذلك، سنكون بلا شك أشخاصا أكثر صحة، ووفقا لإيسولين، سيكون أطفالنا أكثر إبداعا أيضا.