jo24_banner
jo24_banner

الأجداد والأحفاد.. محبة رغم صراع الأجيال واختلاف الأفكار

الأجداد والأحفاد.. محبة رغم صراع الأجيال واختلاف الأفكار
جو 24 :

يحظى الجد والجدة بمكانة خاصة في حياة أطفالنا، فهما الملاذ والملجأ الحاني إذا ما قسا عليهم الآباء والأمهات، لكن قد يكون تدخلهما في تربية الطفل مصدرًا لإزعاج الوالدين نظرا لتدليلهما الزائد للحفيد، ورغبتهما الدائمة في التجاوز عن أخطائه.

والعلاقة التي تربط الأجداد بالأحفاد هي علاقة محبة تفوق التوقع، إذ يشكل الجدّان صورة أساسية لمرحلة الطفولة ودعامة للأسرة. فهما ينقلان للأحفاد الأمان العاطفي، ويمنحانهم الشعور بالحماية وكأنهما سور يمكنهم الاتكاء عليه، رغم أن بعض العلاقات لا تخلو من التشنجات والصدامات بين الجد والحفيد خصوصا فيما يعرف بصراع الأجيال واختلاف الأفكار والطباع.

فإلى أي مدى يؤثر تدخل الأجداد في تربية الطفل على تنشئته؟ وهل من سبيل للتوافق بين حزم الآباء وعطف الأجداد؟ نستعرض بعض التجارب الحياتية التي تظهر إيجابيات وسلبيات هذه العلاقة وطبيعتها:

 نادين (برفقة أولادها):تعامل الأجداد مع الأحفاد يمنحهم الأمان ويهديهم النصيحة المغلفة بالحنان والعطف(الجزيرة)
نادين (برفقة أولادها):تعامل الأجداد مع الأحفاد يمنحهم الأمان ويهديهم النصيحة المغلفة بالحنان والعطف(الجزيرة)

الجد يدلل أحفاده ويبادر لحمايتهم
نادين غالب (35 عاما) تقطن مع والدتها، فهي جدة أولادهاالثلاثة، تتذكر والدها الذي توفي منذأشهر عدة وكيف كان يفرط في تدليلهم ويسعى لتلبية كل مطالبهم، وإذا ما أخطأ الأولادوحاولت عقابهم يكون هو أول المبادرين للدفاع عنهم لحمايتهم من العقاب.

ولا تخفي نادين أن هذا الأمر كان يتسبب لها في ضيق شديد، ورغم ذلك تخجل من مطالبة الجد بعدم التدخل في تربية أولادها خشية أن يغضبه هذا الأمر. وتحاول معالجة أمور أطفالهاالإيجابية والسلبية بعيدا عن الجدّين، ولا تمدح تصرفاتهم حتى لا يفرطافي المديح ولا تعاقبهم على أخطائهم حتى لا يفسدان ذلك أيضا، وتترك لهم الوقتيقضونه سوياً وتتصرف لاحقا مع أولادها.

ومع ذلك تؤكد نادين أن تعامل الأجداد مع الأحفاد له كثير من المميزات، إذ يمنح الأحفاد الأمان والاستقرار الأسري، ويمنحهم التواصل مع أصولهم ويهديهم النصيحة المغلفة بالحنان والعطف، والمدعمة بالخبرات السابقة.

 الجدة أنطوانيت الخوري: التربية اختلفت بين الجيل القديم وجيل الإنترنت(الجزيرة)
الجدة أنطوانيت الخوري: التربية اختلفت بين الجيل القديم وجيل الإنترنت(الجزيرة)

الجيل الحديث مزاجي
أما السيدة أنطوانيت الخوري (والدة نادين) الجدة السبعينية، فتعتبر أن التربية اختلفت بين الجيل القديم والجيل الجديدأو جيل الإنترنت، وهنالك صعوبة في التعامل معه لأنه جيل مزاجي جدا، جيل مستقل ولا يحب السيطرة عليه.

لكن كونها معلمة مدرسة، ونتيجة لخبرتها في التعليم، استطاعت التعامل مع الأحفاد والتعاطي معهم، وعندما تتضايق منهم تعتمد أسلوب الصمت والتجاهل كنوع من العقاب. وتعترف بأن الاختلاف موجود بين التربية الحديثة والتربية القديمة.

وتشير إلى أن كثيرا من المشاكل التي تحدث بين الزوجين والتي ينعكس أثرها السلبي على تربية الأبناء، تحّل بكل سهولة من قبل الجدين بحكم خبرتهما في الحياة. كما أن الجد أفضل معلم للأحفاد، وصغار السن ينصتون لنصيحته أكثر من أي وسيلة إعلامية، لذلك فإن لوفاة جدهم الأثر العميق والحزين في حياتهم.

باختصار وجود الجد والجّدة عنصر إيجابي في حياة الأحفاد -ولو أن بعض الأهل لا يعجبهم هذا الأمر- كما أنهما يسهمان في تكوين شخصيتهم وترسيخ الذكريات الجميلة لديهم.

الأجدادوالمشاركة في تربية الأطفال
تعتبر الجدة جميلة عيتاني الأحفاد قطعة من كبد الأجداد ولهم حق في تربيتهم، كما أن على الآباء أن يعطوا هذا الحق للأجداد، فالأحفاد هم حصاد العمر بالنسبة للأجداد وليس من حق الآباء أن يحرموا الأجداد من المشاركة في تربيتهم. وفي كثير من الأحيان تحصل مشاحنات بين الآباء والأجدادبشأن طرق التربية التي ينتهجها الوالدين مثل ضرب الأبناء بقسوة أمام الجدّين.

وتضيف "لا أقبل أبدا أن يجري ضرب أحفادي أمامي، فهذه تثير في نفسي الألم، وعلى بناتي أن يعرفن أن للأجداد خبرة بطرق التربية، ويجب أن نتفق على طريقة معينة لتكون التربية صحيحة وبعيدة عن التشنج الذي ينتج عنه تضارب الآراء حول تربيتهم".

 الجدة أنطوانيت: وجود الجد والجّدة عنصرإيجابيفي حياة الأحفاد، ولو أن بعض الأهل لا يعجبهم هذا الأمر(الجزيرة)
الجدة أنطوانيت: وجود الجد والجّدة عنصرإيجابيفي حياة الأحفاد، ولو أن بعض الأهل لا يعجبهم هذا الأمر(الجزيرة)

بين تربية الأهل وتربية الأجداد
أما ابنتها غنى عيتاني فلها رأي مختلف، وتوضح أن تربية الأهل للأطفال تعتمد على المسؤولية على عكس الأجداد الذين يقدمون الحب والعطف ويجتهدون في جعل العلاقة وطيدة ومميزة، فمثلاً وهيتحاول تعليم أبنائها وفق أساليب التربية الحديثة والبيئة الحالية لا تفضّل أمها أن تعاقب أحدا أمامها فينشأ الخلاف، أو عندما يجري توبيخهم فلا تتقبله والدتها بتاتا وتعاتبها مطالبة بعدم الصراخ عليهم.

الطفل يرفض نصيحة والديه ويقبلها من أجداده
وتشير الاستشارية الأسرية كاترينا شاهين إلى أن ما يجذب الطفل للجدين هو تدليلهما له، كما أن عاطفة الأجداد تمنع الوالدين من معاقبة أبنائهم، وهذا أكثر ما يحبه الأطفال، مؤكدة أنه "لا يوجد أجداد هدفهم إفساد المنظومة التربوية للأب والأم، وإنما تنشأ تصرفاتهم من دافع الحب، فهم يكسرون قواعد الأب والأم بإغداق المشاعر، فيفسدون الأحفاد بالدلال الزائد".

يرفض الطفل نصيحة والديه أحيانا عندما تحمل توبيخا أو تهديدا، ويقبلها من أجداده لأن أسلوبهم يظهر بمودة وحب أكثر، لذلك على الأهل أن يمنحوا أطفالهم الأمان والحنان.

وتنهي حديثها بأن الأب والأم يعيشان الأبوة والأمومة مع أطفالهما بحلوها ومُرها، لكن الجدَّين يعيشان مع الأحفاد الأبوَّة والأمومة المتأخرة في حلوها فقط، أما الجانب المرّ فيتركانه للأب والأم، لذا يرى الأجداد في الأحفاد امتدادا طبيعيا لسلالتهم ومصدر سعادة وفخر في حياتهم.

وبدورهم، يجد الأحفاد في الأجداد الحضن الذي يعطيهم الإحساس بالأمان والانتماء. لذا وجود الجدّين في الأسرة هو بمثابة صمام الأمان بالنسبة للأحفاد، كما تقول الاستشارية الأسرية كاترينا.

المصدر : الجزيرة

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير