الأتراك يهاجمون خطة ترامب للسلام بوسم "القدس خطنا الأحمر"
وعلى وسم #KudüsKırmızıÇizgimizdir -الذي يعني "القدس خطنا الأحمر" وقد تصدر اليوم الترند على موقع التواصل الاجتماعي تويتر في تركيا- اعتبر المغردون أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما كان ليحدث لولا "حالة الضعف والفرقة التي يعيشها المسلمون".
وانتشر الوسم بعد تصريحات للرئيس رجب طيب أردوغان اليوم، قال فيها "إن لم نتمكن من حماية المسجد الأقصى، فلن نتمكن غداً من منع تحول عيون الشر نحو الكعبة، لذلك نعتبر القدس خطنا الأحمر".
وأضاف أردوغان -خلال اجتماع موسع لفروع حزب العدالة والتنمية الحاكم بالعاصمة أنقرة- أن تركيا لن تقبل ولن تعترف بخطة ترامب للسلام المزعومة، معرباً عن حزنه من مواقف بعض الدول الإسلامية ومحذرا من أن ترك مصير القدس لمخالب إسرائيل الدموية سيكون أكبر أذى يلحق بالبشرية.
مظاهرة ضد خطة سلام ترامب خرجت اليوم في إسطنبول(رويترز) |
احتجاجات ومساعدات
وأكد نشطاء ومسؤولون وفنانون أتراك -من خلال الوسم- أن الحديث عن القدس عاصمةً موحدة لدولة الاحتلال مخالف للقوانين الدولية، مستشهدين بتصريحات الكثير من المختصين بالقانون الدولي.
كما ذكر نشطاء أنّ نصرة القدس والقضية الفلسطينية يجب ألا تقتصر على الفضاء الإلكتروني فقط، بل يجب أن تتجاوزه للفعل الميداني بتنظيم الاحتجاجات وشد الرحال نحو القدس وجمع المساعدات لفلسطين واتخاذ قرارات قوية من الحكومة ضد أميركا وإسرائيل.
ولفتوا إلى أن قضية القدس ليست شأنا محليا لفلسطين بل قضية المسلمين كافة، لأنّها مسرى رسول الله عليه الصلاة والسلام، ويجب عدمالسكوت عن مواقف ترامب لأنها مساس بمدينة القدس وفيها استفزاز لمشاعر المسلمين.
كما تبادل الأتراك عبر تويتر الدعوات للمشاركة في الفعاليات المناصرة لقضية القدس بالإضافة لتبادل مقاطع مصورة تثقيفية لشرح ما تعانيه القدس من انتهاكات ومخاطر بسبب الاحتلال.
وفي تغريدة نشرها رئيس البرلمان مصطفى شنطوب، عبر حسابه في تويتر، قال "موقف تركيا من قضية فلسطين يستند إلى القانون الدولي والشرعية، وخطة ترامب المزعومة بعيدة كل البعد عن فهم القضية الفلسطينية ووضع القدس ومحكوم عليها بالفشل".
كما غرد نعمان قورتولموش نائب رئيس حزب العدالة والتنمية "لا، ترامب! القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وقلب العالم الإسلامي".
وغرد عبر ذات الوسم علي نور أكتاش رئيس بلدية بورصة الكبرى قائلا "مدينة الإسلام المباركة، أرض الأنبياء، رائحة الأجداد، نحن هنا في هذه المدينة السعيدة".
سرقة فلسطين
وقال الفنان والمطرب التركي المشهور عمر قاره أوغلو في تغريدته "كلمات وأعمال الظالمين يمكن أن تساعدهم فقط على حرق النار، لكن لن تساعدهم على سرقة القدس وفلسطين!".
ولم تقتصر الفعاليات التركية على المسيرات والوقفات الاحتجاجية التي دعت لها هيئات وأحزاب، بل تنوعت لتشمل العديد من القطاعات الفنية والتعليمية شاركت فيها مؤسسات أهلية وفعاليات شعبية.
وصدح الأتراك بشعار "القدس للمسلمين" خلال مظاهرات شهدتها عدة ولايات بعد صلاة الجمعة احتجاجاً على صفقة ترامب.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها عبارات من قبيل "لا لصفقة الخيانة، القدس مستقبل واستقلال المسلمين، القدس كرامة المسلمين، ما دمت متمسكا بإيماني سأتمسك بالقدس".
وعلى عكس كل الملفات الداخلية والخارجية التي يندر الإجماع بشأنها، أصدرت كافة الأحزاب في البرلمان (العدالة والتنمية والحركة القومية والشعب الجمهوري والجيد والشعوب الديمقراطي الكردي) بيانا مشتركا ضد خطة الإدارة الأميركية للسلام.