النجار الفاشل يلوم المطرقة

مصير صفقة القرن سيكون كسابقاتها، وتقديرات بن غوريون لم تتحقق عندما اعلن عن تأسيس الكيان الصهيوني في العام 1948 بدعم بريطاني ورعاية امريكية..عندها قال جيل الفلسطينيين الحالي سيموت والاجيال القادمة ستنسى حقوقهم، وبعد مرور 72 عاما لم ينسَ اطفال فلسطين وطنهم، سواء من بقي صامدا في قريته و مدينته في فلسطين او الذين تم تهجيرهم الى دول العالم، فالحلم الكبير لم يذوب لا بل تعاظم في الصدور، اما اطفال الامس هم من فجروا الانتفاضات، وتبعهم بعد عشرين عاما شباب يفترض انهم يبحثون عن اللهو ودور السينما ومتاع الحياة، الا انهم حملوا السكاكين في انتفاضة الخناجر وكشفوا عن مدى هشاشة اقوى جيش في المنطقة.
صفقة نتنياهو – ترمب ليست وليدة الساعة فهي نتاج عمل دؤوب قامت به واشنطن وتل ابيب، تارة في العلن وتارة اخرى في الخفاء، وساعد تحالف الشر عندما نفذوا سياسات ظالمة تجاه الفلسطين وقضيتهم العادلة.
دوليا مارس المجتمع الدولي نفاقا مستفزا، عندما اعتبر قتل الاطفال والابرياء العزل في فلسطين من قبل جيش الاحتلال امرا طبيعيا ودفاعا عن النفس، وقتل الالاف من الفلسطينيين برغم توقيع اتفاقيات للسلام امر معيب للعالم، ولم ينتفض مجلس الامن لتطبيق قراراته بشأن قضية فلسطين، بينما تتحرك الاساطيل والجيوش الغربية لتغير نظام عربي وقتل مئات الالاف بدعوى إزالة سلاح نووي او كيماوي، وبعدها اثبتت الاحداث مدى اوهام وتجاوز الغرب، ومع ذلك لاذت الشرعية الدولية بالصمت.
محاولة البعض التنصل من الظروف والسياسات التي مهدت الطريق امام ترمب - نتنياهو اما توجيه انتقادات حاليا للصفقة لا تغني ولا تسمن من جوع، فالرد العربي والاسلامي اكثر من ضعيف عندما اعلن ترمب القدس عاصمة للعدو، واليوم كثير ممن ينتقدون الصفقة ويسرفون في التحليل كالنجار الفاشل الذي يلقى اللوم على المطرقة، وان المسؤول عن هذا الانهيار من انصرف عن مسؤولياته وواجباته، وانخرط في صراعات قبلية اتت على اليابس والاخضر، ويقينا انهم يعرفون النتائج مسبقا الا انهم يعتقدون ان هذه السياسات السبيل الوحيد لحماية مصالحهم وسطوتهم..التاريخ لايرحم والشعوب لا تغفر كثيرا، والكيان الصهيوني سيزول وامريكا لن تستمر كما هي وامبراطوريات العصر سرعان ما تتراجع او تتقوقع.