2024-04-23 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

سؤال زاوية لحل الصراع في سوريا!

حلمي الأسمر
جو 24 : سألني أحد الأصدقاء «سؤال زاوية» كما يسميه، يطلب مني وضع «حل» لما يجري في سورية الآن، فلم أفكر طويلا، واسعفتني الكلمات على نحو استغربت فيه من نفسي، بعد أن عجز «الجميع» عن وضع جواب لهذا السؤال، أو قل إن بعض من سئلوا هذا السؤال، أو طـُلب منهم وضع إجابة عنه، لم يريدوا ذلك، لأهداف هم أعلم بها!

حل المسألة السورية ليس مستحيلا ولا مستعصيا، ولكنه ممكن ضمن الشروط التالية:

أولا: لم يعد بشارالأسد يصلح أن يكون جزءا من أي حل، فهو بحكم السلعة التي انتهت صلاحيتها، وغير صالحة «للاستهلاك» فهو عنوان المشكلة، ولن يكون جزءا من الحل!

ثانيا: مفتاح حل المشكلة السورية الذهبي هو «الثأر» بمعنى أن أي حل لا يأخذ بعين الاعتبار دفن مشاعر الثأر، لن يكتب له النجاح، وسيُبقي النيران مشتعلة إلى آماد لا يعلمها إلا الله، من هنا، يتعين على كل من يفكر في إنهاء المشهد الدامي في سورية أن يضع آلية ما لإخماد نيران المشاعر الثأرية، لعدة أسباب، لعل أهمها أن الجميع دفع «ثمنا» دمويا باهظا، وبلا استثناء، مع الأخذ بعين الاعتبار هنا التفاوت في حجم الثمن، ولكن من حيث المبدأ، لا بد من إخماد هذه النيران، كي يصبح الحديث عن الحل ممكنا!

ثالثا: إخماد نيران الثأر له اشتراطات واستحقاقات، وآليات ايضا، وأهمها ضمان الاعتراف بحق جميع مكونات الشعب السوري في أن يكونوا جزءا من الحل، كما كانوا جزءا من المشكلة على نحو أو آخر، إن استمرار ترداد أن النظام هو الذي بدأ قتل شعبه، لا يفيد، مع صحة هذه المقولة، إن الخروج من دوامة القتل والقتل المضاد، يقتضي الاعتراف بأحقية كل المكونات مذهبية أو طائفية او عرقية، في أن تكون جزءا من سورية الموحدة، دون تمييز من أي نوع كان!

رابعا: لا بد من جلوس ممثلي جميع هذه المكونات حول طاولة مستديرة، برعاية الأمم المتحدة، مع استبعاد كل الأطراف الخارجية التي ولغت بدم السوريين بشكل مباشر او غير مباشر، ومن ثم الاتفاق على فترة انتقالية تديرها حكومة مؤقتة تمثل «كل» السوريين بلا استثناء، سواء كانوا داخل أو خارج سوريا، كي يصار إلى إجراء انتخابات حرة بإشراف دولي، بعد أن تتم عملية إعادة بناء ما هدمته الحرب بتمويل دولي، على غرار مشروع مارشال، مع تنفيذ برنامج مصالحة إجتماعي على غرار ما فعلته جنوب إفريقيا بعد الأبرتاهايد، ودفن نظام الفصل العنصري.. (في المغرب مثلا: الإنصاف والمصالحة!) ..

خامسا: إن أي حل لا يراعي جميع ما ورد أعلاه، لن يكتب له النجاح، بل لا يمكن أن يبدأ اصلا، وكل من يتحدث عن حلول خارج هذه الأطر، إما أنه يسعى لإدامة امد الصراع بلا نهاية، كي ينهك أو يقضي الجميع على الجميع، أو أنه ينظر إلى المشهد بعين واحدة، ومن زاوية مصلحته الخاصة دون مراعاة مصالح الآخرين!

لقد لحق الأذى بجميع مكونات الشعب السوري، وتطاير الشرر إلى جوار سوريا، وأيقظ هذا الصراع كل المشاعر السوداء في قلوبنا جميعا، وآن الأوان للتفكير «خارج الصندوق» كي نتمكن رؤية الصورة كاملة!

hilmias@gmail.com
تابعو الأردن 24 على google news