jo24_banner
jo24_banner

الأردنيون سيعانون أكثر خلال السنوات القادمة..

خالد الزبيدي
جو 24 :


سؤال يتردد في الاوساط الاردنية بصيغ مختلفة والجواب واحد تقريبا وهو ..أوضاعنا المعيشية ليست افضل برغم حزم التحفيز الاخيرة، البعض يؤكد ان تحسن الاوضاع المعيشية يحتاج الى وقت، الا ان النمو هو دون معدل نمو السكان الطبيعي للاعوام الماضية والاغلب خلال سنوات قادمة، وبصورة ادق تتراجع القدرة الشرائية للسواد الاعظم من المواطنين هذا مع الاخذ بعين الاعتبار عدم قيام الحكومة برفع اسعار السلع والخدمات بشكل مباشر او غير مباشر، اما إرتفاع تكاليف العيش بشكل غير مباشر نعيشه ونكتوي بناره يوميا بتأخير المواطنين للوصول الى مقاصدهم بسبب مشاريع نقل لم تتأكد جداوها بعد في مقدمتها مشروع الباص السريع الذي يهدر الوقت والوقود المرتفعة الثمن الى حالة التوتر الشديدة التي تصيب الناس بقلق يتحول الى حالة من الإحباط وفقدان الامل.

لا يمكن تصور تحسن المستويات المعيشية للسواد الاعظم من المواطنين في ظل إستحواذ النقل العام والخاص والطاقة (الكهرياء والمحروقات) قرابة ثلث دخل الاسرة والثلث الثاني قسط المسكن او بدل الإيجار، وما تبقي من دخل الاسرة يتم توزيعه على متطلبات ونفقات العيش، عندها يستطيع المراقب الراصد والمحايد يؤكد ان عامة المواطنين يعانون شظف العيش، ومع ذلك يصبرون لحين ميسرة عل وعسى ان تنفرج الامور، وتتحسن الاحول من خلال توفير فرص عمل للبنات والابناء الذين ينتظرون المجهول.

كافة التصريحات والخطب وعرض الخطط بإستخدام المؤشرات والرسوم الملونة كلها مجرد ديكور ان لم تطابق الخطط إحتياجات الناس وتلبي تطلعاتهم، فالخطط المرسومة للسنوات الثلاث المقبلة تتحدث عن معدلات نمو بحدود ( 2.1 الى 2.5 ) بالمائة في احسن الاحول هذا مع مراعاة تحييد المؤثرات والتطورات الإقتصادية وغير الإقتصادية غير المحسوبة، اي ان الاردنيين سيعانون اكثر خلال السنوات القادمة، وخلال السنوات الممتدة ما بين ( 1995/ 2004 ) كان الهدف تضحية وقتية من اجل مستقبل مزدهر وتوفير حياة افضل للأجيال القادمة، الا ان النتائج جاءت اكثر صعوبة وتعقيدا.

اليوم تحول الوعد للأجيال القادمة بحياة افضل الى اقتراض من المستقبل على حساب الاجيال القادمة لذلك إرتفع الدين العام الى 43 مليار دولار امريكي، وبدل بلوغ تنمية مستدامة وتحقيق الإزدهار بعد عناء وتضحية إنخفض النمو حول او دون 2%، وعدنا الى المربع رقم الواحد في التعامل مع أبجديات الاقتصاد والمالية العامة والسياسات المالية والنقدية، دول عالم عانت اكثر مما عانينا لكنها خلال سنوات تعافت، أما اوضاعنا إستمرت في العناء والإخفاق المتلاحق.. حان الوقت لتغير العلبة والنظر للأشياء بصورة مختلفة.
 
تابعو الأردن 24 على google news