jo24_banner
jo24_banner

لنعكس مفاهيم الفوضى الخلاقة

خالد الزبيدي
جو 24 :

مفاهيم وممارسات الفوضى الخلاقة التي طرحتها ومارستها الإدارة الامريكية إبان حكم الرئيس جورج بوش الابن ووزيرته للخارجية كونداليزا رايس والرؤوساء اللاحقين بهدف إقامة شرق اوسط جديد، ظاهريا قبل غزو العراق كان الطرح الامريكي نشر الديمقراطية في العالم العربي عبر نشر « الفوضى الخلاقة « في الشرق الأوسط تنفذه الإدارة الأميركية .
هذا المصطلح ورد في أدبيات الماسونية القديمة في أكثر من مرجع وأشار إليه الباحث والكاتب الأمريكي دان براون إلا أنه لم يطف على السطح إلا بعد الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003، وعمدت الإدارة الامريكية عن سابق ترتيب إلى تدمير كل مفاصل الدولة العراقية، من جيش ووزارات، وإدارات ومرافق عامة، ورموز حضارية، وبنى اجتماعية وثقافية، وعلاقات قبلية وعشائرية، بهدف غير حقيقي هو تدمير النظام السابق وبناء نظام جديد، بوش الابن نفسه أعلن أنه ذاهب إلى العراق ليجعل منه «واحة الديمقراطية بالشرق الأوسط»، الا ان الاهداف الحقيقية اتضحت عقب ذلك حيث قتل وهجر عراقيين وتم تدمير الاقتصاد باستثناء النفط.
ما سمي زورا بـ « الربيع العربي» حلقة من حلقات الفوضى الخلاقة التي تتطور من الاقليم الى الدولة وصولا الى مكونات المجتمع الواحد والعمل على زعزعة الوضع الاقتصادي والمالي والعمل على بث الشك في المؤسسات المصرفية والائتمانية، وتشجيع المعاملات المالية في السوق السوداء، وضرب كل مكامن الثقة في العملة الوطنية.. إلخ.
وتأجيج الصراع العرقي والطائفي، وافتعال الفتن وتنفيذ الاغتيالات، وتأجيج العصبيات، وهي عملية متدرجة في الزمن وفي آليات التنفيذ، وتبدأ بتقويض ركائز الدولة الواحدة لتستبدل بها الولاءات الحزبية الضيقة، أو الانغلاقات الطائفية والعشائرية والقبلية، وتوظيف الإعلام والاتصال للترويج للوعود التي تحملها «المنظومة الجديدة»، وسوقت مقولات حق يراد بها باطل وهو تحرير الشعوب وانعتاقها، وتخليصها من النظم الشمولية، وتثمين وتأمين حقها في الديمقراطية وحقوق الإنسان.
إدارة الرئيس ترمب هي امتداد لنفس السياسة الخارجية الأميركية القديمة المتجددة، وعناصر الفوضى الخلاقة الذي يعتمل بداخلها منذ نهاية القرن الماضي على الأقل.. إعمال الفوضى لتعظيم المكاسب الأميركية، وضمان التفوق المستدام لإسرائيل على حساب الحقوق الوطنية للفلسطينيين والعرب..
مواجهة هذه السياسات الممتدة والمتغيرة شكلا وثابتة جوهريا تتطلب إجراء هندسة عكسية لمفاهيم وخطط الفوضى الخلاقة، والرد على التقنيات المتطورة بالاساليب القديمة البدائية لاسيما في الثقافة والاعراف والدين الحنيف والقيم والأخلاق التي تربينا عليها والتمسك بالحقوق الوطنية والقومية إذ لا يجوز ان يجرنا اليها من يبتعد عنا جغرافيا آلاف من الاميال وينصب نفسه حامي الحمى وحقوق البشر والحجر..عندها سيؤدي التراكم الكمي وان كان محدودا في البداية الى تغير نوعي..والفوضى الخلاقة اعتداء متشعب وممتد لابد من الرد عليه.الدستور

تابعو الأردن 24 على google news