jo24_banner
jo24_banner

بين القصف والخيام المحترقة والباردة.. مآسي أطفال بالشمال السوري

بين القصف والخيام المحترقة والباردة.. مآسي أطفال بالشمال السوري
جو 24 :
مأساة جديدة تدق نواقيس الخطر في شمال غرب سوريا نتيجة العمليات العسكرية التي يشنها النظام السوريومليشياته، حيث باتت المشاهد الدموية لصور أطفال تواروا تحت الأنقاض تارة أو في خيام اللجوء المهترئة، المحترقة تارة والباردة تارة أخرى، تتصدر شاشات العالم.

آخر فصول هذا الوضع المأساوي وفاة تسعة أشخاص -بينهم أطفال- جراء البرد الشديد وانعدام وسائل التدفئة.

يروي منصور وليد الحمادي للجزيرة نت مصير ابن عمه مصطفى الحمادي الذي قضى نحبه مع زوجته أمون وطفلته هدى (12) عاما وحفيدته حور (ثلاثة أعوام)، في بقايا خيمة اللجوء المهترئة.

انتهى الأمر بالأربعة إلى هذا المصير المحتوم بعد رحلة نزوح بدأت منذ سبعة أشهر، منذ خروجهم من قريتهم "كفرومة" بريف معرة النعمان الغربي ومرورا بمدينة بنش في ريف إدلب التي باتت هدفا لطائرات نظام الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا، وصولا إلى مخيم قرية كِلي بريف إدلب الشمالي الذي كان وجهتهم الأخيرة.

يصف وليد حال ابن عمه قبل موته قائلا "نتيجة وضعهم المعيشي السيئ وانعدام السكن، لجأ مصطفى إلى صنع ما يشبه الخيمة عبر استخدام أسياخ حديدية، أحكم إغلاقهاوأوقد مدفأته أمام اشتداد البرد،لينعم مع أسرته بليلة دافئة، ولكن في صباح اليوم التالي استيقظ الجميع على نبأ وفاتهم اختناقا بدخان المدفئة".

 أعداد اللاجئينفي ازدياد دون وجودمخيمات كافية تؤويهم (الجزيرة نت)
أعداد اللاجئينفي ازدياد دون وجودمخيمات كافية تؤويهم(الجزيرة نت)

البرد والتهجير
ويقول للجزيرة نت مدير المكتب الإعلامي في مدينة صوران جنوب مدينة حلب عبد القادر محمد -الذي كان شاهدا على وفاة التوأمين يوسف وصفا- إن التشرد والبرد والتهجير القسري الذي يعايشه السوريون هو سبب هذه الكارثة التي حلت بالأسرة.

نزح أبو يوسف إدريس والد التوأمين من قريته في ريف حلب الغربي بعد الحملة العسكرية التي شهدتها المنطقة، وانتهى إلى غرفة نائية في أرض طينية على أطراف قرية صوران، ليقضي طفله يوسف البالغ من العمر ثمانية أشهر نتيجة البرد القارس وتلحق بهتوأمته صفا بسببالجوع والبرد.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين بصور وقصص الأطفال الذين قضوا نحبهم نتيجة البرد والاختناق والحروق في المخيمات، ولكلمن هؤلاء قصة مختلفة في التفاصيل، متشابهة في المعاناة.

 أوضاع بائسة يواجهها الأطفال السوريون في مخيمات اللجوء(الجزيرة نت)
أوضاع بائسة يواجهها الأطفال السوريون في مخيمات اللجوء(الجزيرة نت)

ونشرالطبيب العامل في مشفى عفرين بريف حلب حسام عدنان -عبر حسابه على فيسبوك- تفاصيل وفاة الطفلة "إيمان أحمد ليلى"، وهيمن مهجري الغوطة الشرقية وتبلغ من العمر سنة واحدة.

يقول عدنان "حين وصلت الطفلة إلى المستشفى كانت قد فارقت الحياةبسبب توقف قلبها وجهازها التنفسي، وذلك لأن والدهاقطع عدة كيلومترات سيرا على الأقدام بين الثلوج والرياح، غير مبالٍ بتقطع الطرقات لإنقاذ طفلته المريضة التي لم تقوَ على مجابهة البرد بجسدها الغض".

والثلاثاء الماضي، توفيالطفل عبد الوهاب أحمد الرحال -البالغ من العمر سبعة أشهر والمهجر من مدينة خان شيخون- في مخيم الجزيرةبقرية أطمة الحدودية في ريف إدلب الشمالي، بسبب البرد القارس وانعدام وسائل التدفئة.

كما أعلن الإعلامي والسياسي السوري عمر مدنيةعبر حسابه على تويتر وفاة الطفل أحمد محمد ياسين البالغ من العمر ثلاث سنوات وهو من نازحي معرة النعمان، نتيجة البرد القارس وموجة الصقيع التي تضرب شمال سوريا، في ظل شح وندرة المساعدات الإنسانية كتأمين المأوى ووسائل التدفئة ومواد التغذية الخاصة بالأطفال الرضع.

 نداءات حقوقية بإغاثة مئاتآلاف المهجرين السوريين (الجزيرة نت)
نداءات حقوقية بإغاثة مئاتآلاف المهجرين السوريين(الجزيرة نت)

نداءات دون جدوى
وأعربت الشبكة السورية لحقوق الإنسان -في بيان صحفي نشرته الخميس- عن وفاة167 مدنيا سوريا بينهم 77 طفلا و18 امرأة،بسبب البرد في شمال سوريا منذ مارس/آذار 2011 حتى 31 يناير/كانون الثاني 2020.

ووجهت الشبكة نداءً عاجلا لإغاثة قرابة 700 ألف مهجّر قسريا بسبب الهجمات التي يشنها الحلف الروسي الإيراني السوري على شمال غرب سوريا، في ظل موجة البرد التي تضرب المنطقة.

وأشارت الشبكة إلى أن حالات الوفاة ترجعللتشريد والنزوح والحصار، حيث لا غذاء ولا دواء، والإقامةفي خيام بدائية لا تقي البرد القارس لغيابوسائل التدفئة اللازمة.

بدوره يؤكدمدير فريق منسقي الاستجابة في الشمال السوري محمد حلاج -للجزيرة نت- أن أعداد المخيمات في الشمال السوري وصلت إلى 1259 مخيما في شمال غرب سوريا، نتيجة للحملة العسكرية التي يشنها النظام وسوريا.

 أعداد كبيرة من السوريين من دون مأوى في الشمال السوري (الجزيرة نت)
أعداد كبيرة من السوريين من دون مأوى في الشمال السوري(الجزيرة نت)

ويتخلل هذه المخيمات النظامية 348 مخيما عشوائيا غير قابل للسكن، يقطنها حوالي 181 ألف نسمة، وقدزادت أعدادها هذه السنة (أي فقط خلال يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط) بمعدل 106 مخيمات، بزيادة نحو ستين ألف نسمة زيادة بحسب الحلاج.

ويوضح أن غالبية حالات الوفاة كانت بسبب انخفاض درجات الحرارة وسوء استخدام وسائل التدفئة التي ينتج عنها اشتعال الحرائق، بالإضافة إلى الاختناق بالغازات السامة الناتجة عن عمليات حرق مواد غير صالحة للتدفئة.

ويشير الحلاج إلى أن هناك حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، خاصة أدوات التدفئة، للتقليل من حجم هذه الكوارث.

المصدر : الجزيرة

 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير