jo24_banner
jo24_banner

إعلام بلا ضمير شعوب بلا وعي..

خالد الزبيدي
جو 24 :


كشف سيئ الصيت وما سمي زورا بـ "الربيع العربي " ان الإعلام العربي والعالمي عمل في المنطقة بلا ضمير وسوق الشرير على انه واعظ نزيه، ولم يرسم الاعلام خطا واضحا ومسطرة احدة للشرعية والإنقلاب، وقدم قتل الاطفال الابرياء على انه إعتداء على الجندي المدجج الغاصب، وبرر صفقة العار التي طرحها نتنياهو ترمب على انها في مصلحة اصحاب الارض وكرم من قبل المحتل الغاصب، وزاد الوطأة تداخل وسائل الاعلام العربية والاجنبية بين مؤيد ومعارض ومتجاهل لما يجري من عظيم الامور، والتركيز على توافه الامور من برامج ومسلسلات تحبط ..تؤخر ولا تقدم.

مسلسل الإعتداء على المنطقة العربية وشعوبها منذ إحتلال العراق مرورا بما حصل ويحصل في العراق وسوريا لم ينبس الاعلام العربي ببنت شفه حول من اسس داعش الارهابي، ولم يتم الحديث عن دور الادارة الامريكية في ذلك الا بعد ان كشف ذلك الجمهوريون وبث تصريحات لـ هيلاري كلنتون وعصابتها حول تأسيس داعش.

تركيا اردوغان التي نكيل لها المديح ليل نهار كانت ممرا للقوى الإرهابية وبتمويل عربي واجنبي وتم إنفاق مئات المليارات من الدولارات لذبح ابناء المنطقة وتدميرها وفرض منطق الإرهاب، والاصعب من ذلك ساهم الاعلام الغربي والعربي في تشويه التاريخ والدين الحنيف وردنا بقوة الى ظلام الجاهلية، دون رد حقيقي على ذلك، وهذا الاعلام الفاقد للضمير تمكن من حرف إتجاه البوصلة الوطنية والقومية الإنسانية لغالبية الناس في المنطقة والعالم..

إنعدام الضمير الإعلامي قاد تدرجيا الى فقدان الوعي العام حول القضايا الرئيسية والمصيرية برغم التعليم الاكاديمي، ولم تستطع الشعوب العربية من بناء معرفة وثقافة مقاومة للإنهيار الذي نواجهه، مما سهل تمترس النظم في مواقعها وتمارس ما تراه مناسبا للإبقاء على مصالحهم وفئة ضيقة من الناس وتحولت معظم النظم السياسية العربية الى نظم (اوليغارشية) لايهمها الا مصالحها اولا واخيرا، ولا ضير في هذا المجال طرح جمل ومقولات وطنية واحيانا لا بأس ان تكون ثورية، كل ذلك ممكن لكن شريطة ان لا يتم المساس بالتابوهات المعدة مسبقا، لذلك هناك خطاب شعبي من جهة وممارسة تتعارض فعليا مع هذا الخطاب من جهة اخرى.

هذه الممارسات وغيرها قادت الشعوب الى الفاقة والبطالة وإرتفاع الغلاء وتشوهات تنموية وعجوزات مالية مرهقة وديون هائلة تفوق تصور العقل ولا تجد ترجمة لها في الواقع الاقتصادي، وفرضت الحكومات رواية رقمية واحدة ووضعت المستقبل في ظلام دامس دون بارقة امل في ان المنطقة ربما تخرج من دائرة الإستهداف، البداية الحقيقية بناء ثقافة حقيقة تتصل بكل مناحي الحياة عندها يمكن تحديد منحى الحياة الكريمة والعمل على تحقيقه والإستعداد لدفع ثمن ذلك..بدءا من الاراضي الفلسطينية المحتلة الى بقية الامصار العربية.
تابعو الأردن 24 على google news