الأوضاع الراهنة تتطلب نموا مؤثرا..
خالد الزبيدي
جو 24 :
ذكرت دائرة الإحصاءات العامة إرتفاع معدل التضخم بنسبة 0.05% لشهر يناير / كانون الثاني الماضي، وتدني التضخم يشير تعمق الركود الإقتصادي الذي بلغ القاع، وان الإجراءات وحزم تحفيز الاقتصاد لم تستطع إنتشال السوق من آفة الركود التي مضى عليها عدة سنوات، وان تراجع القدرة الشرائية لغالبية المستهلكين في المملكة يساهم في إبطاء النمو، لذلك ان تحسين مستويات المواطنين هوشرط رئيسي للنمو المطلوب وان كان دون المستويات المستهدفة.
الواقع الاقتصادي الاجتماعي لا زال على نفس المعاناة بطالة مرتفعة وفقر ودين عام متفاقم وغلاء مستحكم، الجهود الرسمية لتحريك المياه الراكدة والافلات من صعوبات وتحديات عابرة الحكومات لم تصل الى اهدافها، فالنمو المطلوب يفترض ان يتجاوز معدلات النمو الطبيعي للسكان، الا ان الخطط المعلنة لا تحقق ذلك اي اننا سنعاني اكثر خلال العامين القادمين، وان التباطوء والركود المتلاحق يقربنا من الكساد، وهذا من شأنه ان يعقد الحياة الاقتصادية والاجتماعية ويجهض الخطط الحكومية ويدفعنا الى الوراء مجددا.
عدة اشهر مضت على حزم تحفيز المتلاحقة لكنها لم تستطع رفع وتائر النمو ولم تخفض نسب البطالة والفقر، وان التحسن الذي لوحظ وقتي وغير مؤثر، فالبطالة من اكبر التحديات التي تواجه الاردنيين حيث يدخل سوق العمل سنويا اكثر من 70 الف شاب وشابة، وان قدرة الاقتصاد الاردني (الحكومي والخاص) على توفر فرص عمل جديدة لإستيعابهم محدودة، يضاف الى ذلك طوبير طويلة من المسجلين لدى ديوان الخدمة المدنية بإنتظار فرصة عمل، دون بارقة امل.
يفترض ان لا ننتظر كثيرا وعلينا تحديد الاولويات والتحرك عليها بتقديم حلول ناجعة، وقبول التضحيات المالية وغير المالية فالتشغيل وتخفيف البطالة هي الطريق الوحيد للرد على التحديات الاقتصادية والمعيشية، هناك شعوب ودول عانت كما نعاني وربما اكثر من ذلك لكنها نجحت عندما تظافرت جهود الحكومات والمواطنين، واعتقد جازما اذا ما استمرت الصورة الراهنة في المجتمع لن نحرز اي تقدم وستتفاقم مشاكلاتنا وتتحول تدريجيا الى فشل كبير ينسحب على الدولة في نهاية المطاف.
من حق الباحث ان يطرح سؤالا ..لماذا لا نشجع الاقتصاد الحقيقي، ونخفض الكلف على الاستثمارات المحلية والاجنبية، وتقديم حوافز حقيقية للمنتجين في القطاعات الرئيسية خصوصا للمشاريع المكثفة للعمال؟، الاردن ليس لديه ندرة في التشخيص وطرح الحلول لكن لدينا قوى شد عكسي لا ترى غير مصالحها وبعد ذلك الطوفان..دائما لدينا فرص للنجاح والخروج من الازمات، ونحن بحاجة لارادة وعزيمة لتحقيق ذلك.