تحديات مضاعفة.. إيمان خطيب محجبة فلسطينية نائب بالكنيست الإسرائيلي
ترقب الساحة السياسية الإسرائيلية مشهد العمل البرلماني، في ظل دخول إيمان خطيب (محجبة فلسطينية) الكنيست الإسرائيلي ضمن القائمة المشتركة، التي عززت قوتها الانتخابية وتمثلت بـ15 نائبا، إذ التحق بهذه القوة الانتخابية أربع نساء عربيات للبرلمان، بسبب ارتفاع نسبة التصويت بصفوف فلسطينيي 48، وتخطيها حاجز 65%.
أربع نساء عربيات في الكنسيت
تعد خطيب (55 عاما) واحدة من أربع سيدات من المجتمع العربي بالداخل الفلسطيني، وهن: عايدة توما سليمان، وهبة يزبك، وسندس صالح، اللاتي تم تمثيلهن بالكنيست 23 من خلال القائمة المشتركة، في إشارة إلى ارتفاع نسبة التصويت لدى النساء العربيات والمشاركة في الانتخابات.
ويعكس دخول أربع نساء عربيات الكنسيت عن طريق أحزاب عربية، ومن ضمنها امرأة محجبة تنتمي للحركة الإسلامية الجنوبية؛ الوعي المتزايد لضرورة إشراك المرأة في العمل السياسي والحزبي، وأهمية تعزيز دور ومكانة المرأة في المجتمع العربي، وليس فقط من خلال المشهد البرلماني والكنيست.
وسبق دخول إيمان خطيب -وهي متزوجة وأم لأربعة أولاد- الكنيست نشاط لأكثر من عقدين في العمل الجماهيري، من خلال عملها مديرة للمركز الجماهيري في مسقط رأسها يافة الناصرة في الجليل، وفي قرى زيمر المتاخمة لحدود 4 يونيو/حزيران.
نشاط جماهيري واجتماعي
وتمكنت إيمان من خلال نشاطها الجماهيري والاجتماعي في البلدات العربية من التدرج في مناصب عليا في الحركة الإسلامية الجنوبية، وفي عضوية مجلس الشورى الخاص بالحركة، وفي عضوية المكتب السياسي للقائمة الموحدة، حيث كان لها دور إلى جانب رفيقاتها في المشتركة في تحفيز وإقناع قطاعات واسعة من جمهور النساء العربيات للمشاركة والتصويت للكنيست خلال العام الأخير، الذي شهد ثلاث حملات انتخابية.
بدت إيمان خطيب على قناعة تامة بأنها ستتمثل بالكنيست بعد أن نافست إلى جانب ثمانية رجال على المقعد الرابع للكنيست في مؤتمر الحركة الإسلامية الجنوبية، حيث تمكنت من الفوز بالمقعد للمرة الأولى والحصول للمرة الثانية على ثقة المؤتمر بعد انتخابات الكنيست في أبريل/نيسان 2019.
وبالتالي تجمدت حظوظها بالدخول للكنيست ضمن تحالف الموحدة والتجمع، والمشهد ذاته تكرر في انتخابات سبتمبر/أيلول 2019 حين حصلت القائمة المشتركة على 13 مقعدا، في حينفازت إيمان خطيب بالمقعد 15.
السياسة والحجاب
شكلت انتخابات الكنيست في مارس/آذار الجاري مرحلة مفصلية لإيمان خطيب التي تمثلت بالكنيست ضمن القائمة المشتركة، والتي تحولت إلى القوة الثالثة في البرلمان الإسرائيلي.
تقول خطيب للجزيرة نت "هذا الإنجاز يعكس ويترجم رغبة المجتمع الفلسطيني بالداخل أولا في الوحدة سواء في البرلمان أو خارجه، وهو مؤشر لضرورة تعزيز دور ومكانة المرأة العربية لتكون شريكة ومؤثرة في البناء المجتمعي".
اهتمام بحجاب إيمان
سجلت خطيب بإصرارها على دخول المعترك البرلماني، وبحجابها الذي استحوذ على اهتمام منقطع النظير من قبل الخارطة السياسية الإسرائيلية؛ انفعالا وتفاعلا، تعتبره خطيب "ترجمة للإنجاز غير المسبوق والتوجه العام للحركة الإسلامية الجنوبية التي خططت لمسيرة إشراك المرأة في العمل السياسي والحزبي وخدمة قضايا المجتمع العربي".
وأكدت خطيب اعتزازها بعروبتها وانتمائها للشعب الفلسطيني، وفخرها بالدين والحجاب الذي يمنحها الكثير من القوة والإرادة والشعور بالطمأنينة والراحة النفسية، لكنها توضح أنه يجب على الجميع -وتحديدا في المجتمع الإسرائيلي- النظر والتعامل بجدية مع الفكر والطرح الذي تحمله صاحبة الحجاب، إلى جانب الكثير من النساء العربيات الرياديات في المجتمع العربي ويحملن هموم وقضايا المجتمع والشعب الفلسطيني.
تعتقد خطيب أن المرأة الفلسطينية بكل أماكن تواجدها تعد نموذجا للصمود والشموخ والإرادة الصلبة والنضال في مسيرة نيل الحقوق والحرية والاستقلال، مؤكدة أن النساء في الداخل الفلسطيني عامة والنساء الملتزمات بالحجاب لديهن التطلع والقدرات والرغبة في المشاركة والتأثير في المشهد السياسي، والتطور المجتمعي، ومعالجة القضايا الحارقة التي تواجه المجتمع العربي في ظل السياسات العنصرية الإسرائيلية الممنهجة.
وتواجه المرأة العربية بشكل عام، سواء محجبة أو غير محجبة -كما تقول إيمان خطيب- "الكثير من التحديات والعراقيل بالتدرج في المناصب وأماكن التأثير على اتخاذ القرار، سواء على مستوى المجتمع العربي أو حتى على المستوى العام الإسرائيلي، لكن إصرار المرأة على تحقيق ذاتها أولا، والتأثير وخدمة مجتمعها وشعبها من خلال قدراتها وإمكاناتها ثانيا؛يدفعها لتكون شريكة في تحقيق الإنجازات الجماعية، وهذا ما حصل من خلال الانتخابات بدخول أربع نساء عربيات للكنيست".
وتتطلع خطيب -وهي عاملة اجتماعية وحاصلة على اللقب الثاني بشؤون المرأة- لتوظيف مسيرتها وتجربتها الجماهيرية في العمل البرلماني، لمعالجة قضايا المجتمع العربي في المجالات الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، والتشغيل للمرأة العربية، ومكافحة العنف والجريمة وتحفيز ودعم مشاريع التنشئة المجتمعية.
يشار إلى أن 62% من النساء العربيات عاطلات عن العمل، وتعيش 52% من العائلات العربية تحت خط الفقر.
تحديات وعراقيل
لكن إيمان خطيب -التي تعي حجم التحديات والعراقيل التي قد تواجهها في العمل البرلماني بسبب الحجاب وكونها تنتمي للتيار الإسلامي- تجزم بأنها ستحقق ذاتها والرسائل التي تؤمن بها والقضايا التي انتخبت من أجلها، عبر طرح هذه المطالب الجماعية على أجندة الكنيست، والتعاون والتنسيق والمساعدة من مختلف نواب المشتركة، والعمل على التأثير وتغيير السياسات العنصرية التي تتحمل مسؤوليتها الحكومة الإسرائيلية.
وعزت إيمان خطيب تعزيز قوة المشتركة في الكنيست من 10 إلى 15 نائبا خلال عام إلى الدور الفعال للمرأة العربية في السياسة والأحزاب والحركات المؤلفة لتحالف المشتركة، مبينة أن ذلك ترجم من خلال الحملات الانتخابية والرسائل التي روجت لها الأحزاب، ومنها الحركة الإسلامية الجنوبية بفتح الباب على مصراعيه في المجتمع العربي، لتكون المرأة شريكة في العمل السياسي والبرلماني، وليست مجرد بنك للأصوات.
وتولي إيمان خطيب أهمية قصوى لدور المرأة ورفيقاتها الأربع في القائمة المشتركة لتعزيز التمثيل العربي بالكنيست، وترى بعملها الجماهيري المتواصل لعقدين ونيف محفزا للمرأة العربية، وخلافا لسنوات سابقة، للمشاركة بمسيرة الأحزاب العربية قبيل الانتخابات، ورفع نسبة التصويت، وذلك من منطلق "رغبة المرأة لتكون شريكة ومؤثرة في المشهد السياسي والبناء المجتمعي وحمل هموم وقضايا المواطنين العرب والقضية الفلسطينية".